خبر ربما ليس دولة-هآرتس

الساعة 10:42 ص|24 فبراير 2009

بقلم: اليوت ابرامز

ما هي احتمالية التوصل لاتفاق دائم بين إسرائيل والفلسطينيين في (2009)؟ صفر. اولا، لان الحد الأقصى الذي يمكن لإسرائيل ان تعرضه على الفلسطينيين هو اقل ما يمكن لسياسي فلسطيني ايا كان ان يقبل به. من يقولون "خطوط الاتفاق العريضة معروفة" ويلمحون من خلال ذلك الى ان الاتفاق قريب مخطؤون:- اليس واضحا انه لو كانت الخطوط العريضة واضحة جيدا لكان الجانبان قد توصلا للاتفاق منذ زمن؟

 ثانيا، القيادة السياسية الفلسطينية في ظل الرئيس محمود عباس والفتح ضعيفة وتفقد شرعيتها بعد ان تجاهلت موعد الانتخابات الرئاسية وتم التمديد لرئاسة عباس. ليس واضحا ايضا كيف يمكن التوصل لتسوية دائمة بعد ان فقدت السلطة سيطرتها على 40 في المائة من السكان الفلسطينيين القاطنين في غزة، في ظل هذا الوضع من الذي يمكنه ان يتفاوض مع اسرائيل باسم الشعب الفلسطيني وتطبيق الاتفاق الذي سيتم التوصل اليه؟

 ثالثا، العبرة التي تعلمها الاسرائيليون في غزة تشبه تلك التي تعلموها في جنوب لبنان:- التنازل عن اراضي مقابل السلام "قد فشل وتحول الى اراضي مقابل الارهاب" طالما لم يكن هناك وضع امني افضل في الضفة الغربية لن يخاطر بقبول الانسحاب من الضفة وايقاف نشاطات الشاباك هناك الا عدد قليل من الاسرائيليين.

 اسرائيل اليوم لا تواجه المنظمات الارهابية المحلية لحماس والجهاد كما كان في السابق. الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني هو جزء من صراع اوسع نطاقا في المنطقة ويدور حول قوة وتطرف ايران . انسحابات اسرائيل الان تنطوي على خطر فتح بوابة ليس للارهابيين الفلسطينيين وحدهم ولمبعوثي ايران ايضا.

كيف يمكن للاسرائيليين او الفلسطينيين ان يخاطروا بذلك – خصوصا حيث لم تقرر الادارة الامريكية الجديدة بعد سياستها نحو ايران، باستثناء العبارات المبهمة والمقلقة (في نظر العرب والاسرائيليين) حول مد اليد والجلوس الى طاولة المفاوضات، وحيث تحول الخيار العسكري الامريكي الى مسألة غير مرئية؟

 لكل هذه الاسباب، التسوية الدائمة ليست مسألة واقعة الان. ما هو الواقعي اذا؟ العودة الى تقييمات الوضع والسياسات الواقعية التي ميزت ولاية جورج بوش الاولى كرئيس وتكثيف الجهود من اجل بناء مؤسسات فلسطينية في الضفة. هنا ما يمكن الاعتماد عليه: قوات الامن الفلسطينية تحسن من قدراتها، والاقتصاد في وضع محتمل، وهناك قائد موثوق مثل رئيس الوزراء سلام فياض. لاسرائيل مصلحة استراتيجية في نجاح المعتدلين في المجتمع الفلسطيني.

 هذا هو الوقت الملائم ايضا لاعادة التفكير بالالتزام القائم نحو التوصل الى تسوية دائمة في خطوة واحدة، وحتى كسر الطابو واعادة التفكير بالهدف النهائي المتمثل بالاستقلال الفلسطيني الكامل. ان اخذنا سيطرة حماس على غزة بالحسبان، والتي لا تسمح باقامة فلسطين مستقلة وموحدة – يصبح الحل الاكثر منطقية كهدف متوسط المدى، هو دولة في الضفة الغربية ضمن حدود مؤقتة، وذات سمات سيادية جزئية فقط.

 من الاجدر ان نفكر ايضا ان كانت "الدولة" الفلسطينية هي الحل الافضل والاكثر منطقية للفلسطينيين.

 عندما خدمت في ادارة ريغن في ظل وزير الخارجية جورج شولتس عارضنا بصورة صريحة قيام دولة فلسطينية وفضلنا علاقات مع مصر والاردن. لاسباب امنية واقتصادية، يمكن القول ان مثل هذه العلاقات بالمحيط ليست اقل منطقية اليوم، خصوصا ان اخذنا بالحسبان سيطرة حماس على غزة والتهديد الايراني للدول العربية المعتدلة ولاسرائيل، الامر الذي يصبح ضرورة واقعية مستوجبة. هناك الكثير من العلاقات الممكنة بين كيان فلسطيني يقوم في الضفة وبين المملكة الهاشمية، حتى وان لم يكن تبنيها الان الا انها مسألة يتوجب عدم اهمالها.

 ادارة اوباما لم تبلور بعد سياسة نحو ايران او الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. حيث يدخل الان الطاقم الجديد للبيت الابيض يتوجب عليه ان لا يتعلم فقط مما فعلته الادارة السابقة في ولاية بوش الثانية والتي ادت الى عملية انابوليس الفاشلة، وانما كذلك عليه ان يستفيد من ما فعلوه في الولاية الاولى – عندما تم تفضيل الواقعية على الرؤية الحالمة والمؤتمرات التي لا تنتهي. اليوم مثل ذلك الحين هناك فقط مسارين للامام: مسار الواقعية ومسار الفشل.