رئيس الديوان الملكي الأردني السابق: المفاوضون الفلسطينيون "مجموعة جهلة" ولا أنسى ما قاله أحد قادتهم لي

الساعة 05:37 م|29 يونيو 2020

فلسطين اليوم

قال المستشار السياسي للملك الأردني الراحل الحسين بن طلال ورئيس الديوان الملكي الأسبق عدنان أبو عودة: "إن المفاوضين الفلسطينيين أضروا بالقضية الفلسطينية عندما وافقوا في اتفاقية أوسلو على تأجيل ثلاثة ملفات أساسية وهي الحدود، واللاجئين، والقدس"، واصفاً المفاوضين الفلسطينيين بـ"الجهلة".

وأضاف أبو عودة خلال حلقة نقاش نظَّمها نادي خريجي الجامعة الأمريكية بالقاهرة في العاصمة الأردنية (عمان) –تابعها موقع دار الحياة- : "المفاوضون الفلسطينيون لم يكونوا على وعي وفهم عميق لما يجري من حولهم، كيف يمكن للمفاوض الفلسطيني أن يوافق على تأجيل أهم ثلاثة ملفات تمثل القضية الفلسطينية وهي الحدود، والقدس، واللاجئين؟!"، متابعاً "إسألوا المسؤولين في رام الله من فعل تلك الفعلة؟، ما هي عقليتهم؟، ما هي ثقافتهم؟، ما مدى فهمهم؟ اعتقد أنَّ المفاوضين الفلسطينيين لا يفهمون".

وأشار إلى أنَّه استمع إلى أطروحات غريبة من المسؤولين والمفاوضين الفلسطينيين تعبرعن عدم فهمهم لحقيقة الصراع مع "اسرائيل"، إذ قال :"لا يمكن أنْ أنسى أن بعض القادة الفلسطينيين كانوا قد فكروا بمنطق طرحته "إسرائيل" يقوم على فرضية (اعترفوا بنا ونعطيكم كل ما تريدون) وأنأ استغرب من مجرد تفكير القادة الفلسطينيين بنقاش تلك الفرضية، هذا سخف للأسف، كونهم لم يكونوا على معرفة بالصهيونية، وأعتقد أنْ تلك العقلية أفضت إلى أوسلو، التي لم تكن مسك الختام، بل كانت حنة الميت".

وأضاف أبو عودة: "أن الاحتلال الإسرائيلي يتهرب منذ 40 سنة من موضوع قضايا الوضع النهائي التي قّبِلَ المفاوض الفلسطيني بتأجيلها"، مؤكداً أن نهج التفاوض مع الاحتلال بتلك العقلية غير مجد ولم يحقق شيئاً.

وأوضح أبو عودة بأنَّ المفاوضات لم تجلب للفلسطينيين أي حقوق ولم تعطيهم دولة، قائلاً: "لقد بدأت عملية السلام عام 1991، بعد أن تمكن الرئيس بوش الأب من تنظيم تحالف ضد العراق لإخراجها من الكويت، وأذكر جيداً ما قاله وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جيم بيكر بمكتبه في واشنطن عام 1991" أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في أرض فلسطين المحتلة، بل سيكون هناك حكم ذاتي، أي أقل من دولة وأكثر من حكم ذاتي".

ورأى أبو عودة أن الفدائيين الفلسطينيين فشلوا في أمرين في العمل الفدائي، قائلاً: الجهل أصاب العمل الفدائي الفلسطيني، في أمرين مهمين للغاية، الأمر الأول أن الفلسطينيين لم يكونوا موحدين تحت قيادة موحدة تدير العمل النضالي والفدائي، إذ كان الفلسطينيون حوالي 16 فصيلاً (..) الفلسطينيون لم يدركوا أهمية أن يكون للعمل الفدائي قيادة موحدة".

وأشار إلى أنَّ الأمر الثاني الذي فشل فيه الفدائي الفلسطيني وأضرَّ بالقضية الفلسطينية، هو "عدم إدراك الفلسطينيين لأهمية حرب العصابات داخل الأراضي المحتلة، وليس خارجها (..) حرب العصابات كي تنجح، يجب أن تكون في أرض العدو".

وأضاف: "نَقْلْ الفدائيين الفلسطينيين حرب العصابات من أرض العدو إلى الخارج، كان له انعكاسات وتداعيات سلبية كبيرة على العمل الفدائي الفلسطيني، بحيث يمكن أن يوصف العمل الفدائي "بالإرهابي" وهو ما استثمره الكيان الصهيوني".

ولفت إلى أنَّ أخطر ما تعرضت له القضية من نكسات هي إخراجها من العباءة القومية العربية، وجعلها قضية فلسطينية يتحكم بها المفاوض الفلسطيني، قائلاً: "إن الرئيس المصري الراحل أنور السادات كان حريصاً على استرجاع سيناء، وكان مقتنعاً تماماً أن ربط سيناء بالقضية الفلسطينية يَحْوُلُ بينه وبين استعادة سيناء، لذلك انفرد بالتفاوض بما اُُحتل من الأرض المصرية بعيداً عن القضية الفلسطينية، وبعدها نتج عن تلك الحالة اتفاق أوسلو".

وعن مستقبل القضية الفلسطينية في ظل الواقع العربي والفلسطيني الحالي، قال أبو عودة: "القضية اليوم في تيه كبير بسبب الانقسامات العربية، وهي في خطرٍ كبير منذ أن رفع العرب شعار (نرضى بما ترضى به منظمة التحرير الفلسطينية)، وبذلك رفعوا الغطاء القومي العربي عن القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي نتج عنه اتفاق أوسلو"، مشيراً إلى أنَّ الحل للقضية الفلسطينية يكمن بإعادة البُعد القومي لها، إلى جانب الوحدة العربية تجاه القضية الفلسطينية، مستذكراً جهود صلاح الدين الأيوبي في توحيد المسلمين قبل تحرير فلسطين583 هجرياً، وما نتج عنه من انتصار كبير.