خبر ليس بكل ثمن.. يديعوت

الساعة 11:22 ص|23 فبراير 2009

بقلم: الياكيم هعتسني

كاتب مستوطن يميني

مدينة اثينا اضطرت الى ان تبعث كل سنة بعدد من الفتيات الى جزء كريت كي يفترسها وحش مينوتاورس. اولئك الذين يطالبون "بدفع كل ثمن" مقابل جلعاد شليت، ماذا كانوا سيقولون لو طلب وحش حماستاورس مائة عذراء، تحرير يغئال عمير، اقالة رئيس الاركان او تسليم النقب الغربي؟

ومن الان فصاعدا فان من يقول "كل ثمن" يقوض أسس المصلحة العامة، الدولة، وهذه بالفعل هي نية الوحش.

اين الحدود؟ في المكان الذي يكون فيه ثمن فداء الاسرى يتعارض مع جوهر الدولة كمسؤولة عن المصلحة العليا للعموم. المطالبة بتغيير السياسة مثلا هو امر لا يطاق لان معناه اخضاع الارادة السيادية. وبدون سيادة لا دولة.

تحرير مروان البرغوثي سيوفر لفتح زعيما ذا قدرة ويحدث تغييرا جذريا في المنظمة السياسية – العسكرية الفلسطينية. برأي الاغلبية في اسرائيل هذا العمل سيقرب اقامة الدولة الفلسطينية. الاقلية تأمل بان يسرع التحرير "بنهاية الاحتلال" وخلاص السلام. مهما يكن من أمر، لا يوجد هنا مجرد صفقة بل تغيير للسياسة. فلو كانت سياسة الحكومة منذ البداية توحيد رام الله وغزة في فلسطين والتي ستتحد بمساعدة البرغوثي لكانت فعلت ذلك بنفسها، وليس مقابل جلعاد شليت.

وعليه، فان تحرير البرغوثي او استسلام استراتيجي، افلاس رسمي.

أبعاد استراتيجية توجد ايضا للتحرير الجماعي لافضل المخربين والمخططين في اتحاد الاجرام الفلسطيني. صفقة جبريل، مع عدد مشابه من المحررين، انجبت الانتفاضة وفي اعقابها اوسلو، التي اضافة الى الاف "ضحايا السلام" احدثت تغييرا جذريا، استراتيجيا، في المكانة السياسية والعسكرية لاسرائيل.

حقن القيادة الارهابية الفلسطينية في عروق الارهاب التي سدت بجهود وضحايا فوق انسانية من قواتنا، هو قرار استراتيجي من الدرجة الاولى وهي سيخلق نمط عمل خبيث لسياسة اسرائيلية يمليها الارهاب – من تحرير المخربين الى تحرير مخربين.

رئيس الوزراء يربط وعن حق نتائج الحرب الاخيرة بتحرير شليت، ولكن هذا سهم مرتد. لان نيل حماس لجائزة تحرير القمة الارهابية، الى جانب انجاز فتح المعابر، سيتوجها نهائيا كمنتصرة في الحرب الاخيرة، مع معنى استراتيجي هدام لكل الشرق الاوسط. ولن يجدي الربت الذاتي على الكتف على نجاحاتنا العسكرية، الحقيقية ام الموهومة. فقط حكومة عديمة المسؤولية، على حدود التسيب، ستجلب وضعا كهذا، ونتنياهو، الذي يشاركه اولمرت في القرارات الحاسمة، لن يتملص من المسؤولية.

ولم نتصور بعد كيف سيتغلغل هذا السم الى قوات الامن، ممن سيكونون مدعوون الى سكب دمائهم كي يقمعوا موجات الارهاب التي قد تندلع. فهل ستضعف رغبتهم في مواصلة العمل الذي سيبدو لهم عابثا وعديم الغاية؟ لقد سبق أن طالبوا الجنود بالانتحار على الا يسقطوا في الاسر وأمروا مطاردي الخاطفين بان يطلقوا النار حتى على المخطوفين، وكل ذلك لمنع "صفقات" سائبة اخرى.

فهل من المتوقع، لا سمح الله، رد آخر ايضا؟ تكرار لباص 300 ، قتل مخربين بدل اعتقالهم، لانقاذ حياة الضحايا الذين قد يسقطون، بعد أن تنتهي الكوميديا القضائية لمحاكمتهم وحبسهم مرة اخرى بتحريرهم وهم يلوحون بشارة النصر ويرفعون اعلام م.ت.ف – التي هي حتى اليوم منظمة ارهابية حسب القانون الاسرائيلية؟

هزء المصير: ومن سيجبي منا ومن العرب ايضا هذا الثمن الدموي؟ فلسفة "معسكر السلام".