خبر لغز لفني..كم شريكا يدخل في سرير واحد -يديعوت

الساعة 11:13 ص|23 فبراير 2009

بقلم: ناحو برنياع

كما يعلم كل من زار لمرة ما السوق التركية، فان المستشار الاسوأ في اثناء المفاوضات هو غدة العرق. الاقدام هي أمر جيد، فهي تسمح بالذهاب والاياب، والايادي هي امر جيد، فهي تسمح بتحسس البضاعة، والكلى هي امر جيد فهي تسمح باطالة المفاوضات عند الحاجة، وكذا الجلد السميك يجدي، ناهيك عن العامود الفقري. فقط الا تعرقون.

ولكن كديما يعرق، وهذا لا ينبىء بالخير لمستقبل هذا الحزب. الواقع السياسي الذي نشأ بعد الحسم في مقر الرئيس يجد تسيبي لفني في جهة، نتنياهو في الجهة المضادة وكبار مسؤولي كديما يتراكضون في الوسط، يعرقون، فزعون ويثرثرون حتى الجنون في كل قناة اعلامية ممكنة. فهم يؤيدون بكل قوتهم زعيمتهم تسيبي لفني. المشكلة هي انهم ليسوا واثقين بما تؤيد هي.

لفني تتحدث عن زملائها كمن صممت على التوجه الى المعارضة وليكن ما يكون. رفض فكرة حكومة الوحدة لا يمكنها عمله: فهي نفسها دعت الى اقامة حكومة وحدة قبل الانتخابات وبعدها. كما أنها لا يمكنها أن تشترط دخولها الى الحكومة بالاتفاق على الخطوط الاساس: فهي تعرف ان نتنياهو سيوافق على كل صيغة. وبعد يوم من تشكيل الحكومة ستدخل الخطوط الاساس الى المدفن الجماعي، الى جانب الخطوط الاساس للحكومات السابقة.

لم يتبقَ لها غير التمسك بما تسميه داليا ايتسيك "النص": كديما سينضم الى حكومة نتنياهو فقط شريطة ان يلقي الى الخارج بقسم من احزاب اليمين التي اوصت به. نتنياهو يفترض به أن يلقي بالاتحاد الوطني – وهذا امر هو مستعد له، كما يقول مسؤولون كبار في الليكود لنظرائهم في كديما – والاساس، ان يلقي بالكتلة الدينية، شاس وايهدوت هتوراه والبيت اليهودي، او كبديل يلقي بليبرمان. في الحكومة سيتمتع كديما بحق الفيتو: بارادته تقوم الحكومة. بارادته تسقط.

لمثل هذا المطلب منطقه: فهو يخلق ائتلافا من 70 او 74 مقعدا في الكنيست، وليس ائتلافا من 93 مقعدا لا يمكن ادارته وجمهور الناخبين سيمله عن حق منذ اليوم الاول له، هو والحكومة المتوحشة التي سيخلقها.

يطرح هنا سؤالان منفصلان. الاول، ماذا تريد تسيبي لفني حقا، هل قرارها التوجه الى المعارضة نهائي وحديثها مع نتنياهو جرى فقط على سبيل التظاهر ام ان الحديث يدور عن موقف اولي في المفاوضات.

اذا افترضنا للحظة أن للاثنين يوجد ما يمكن الحديث فيه، ينشأ على الفور السؤال الثاني: هل نتنياهو قادر على أن يخون شركاءه من اليمين. شمير وشارون خانا شركاءهما الاصوليين واليمينيين دون صعوبة. فقد ادعيا بانهما يفضلان المصلحة الوطنية على الوعود التي اعطيت تحت ظروف الضغط. اما نتنياهو، فرغم صورة الغشاش الذي الصقت به على مدى السنين، وربما بسبب هذه الصورة، فسيجد صعوبة في ان يخون.

حكومة واسعة يمكنها أن تبرر وجودها فقط اذا كانت نحيفة قدر الامكان. نتنياهو سيتعين عليه ان يعترف بقيوده: الى هذا السرير لا يمكنه ان يأتي مع الرفاق. ولفني ايضا سيتعين عليها ان تعترف بقيودها: الى هذا السرير لا يمكنها ان تأتي كي تفر منه في اول فرصة. اذا كانت مقتنعة بان نتنياهو مآله الفشل، من الافضل لها أن تخدم الدولة في المعارضة.