موسى كراعين ـ السبيل الأردنية ـ 8/6/2020
دعا إلى التوأمة بين القدس ومكة المكرمة، واعتبر الدعوة إلى التخلي عن القدس تخليا عن مكة المكرمة، وتنصلا من الواجب في تحرير فلسطين والقدس، ورأى في التمسك بمدينة القدس والسعي على تحريرها من الاحتلال الصهيوني جزءا من العقيدة الإسلامية، مشددا على أن تحريرها مسؤولية العرب والمسلمين.
عرف بخطبه التي تدعو إلى الجهاد والكفاح المقدس ضد الاحتلال الصهيوني؛ ففرضت عليه الإقامة الجبرية، ومنع من العمل في فلسطين.
رفض اتفاقية أوسلو وطريق المفاوضات، وأعلن تمسكه بالجهاد وبفلسطين من البحر إلى النهر؛ ليبقى اسمه ضيفا دائما على "قوائم الإرهاب" الأمريكية منذ تسعينيات القرن الماضي.
ولد الأمين العام الثاني لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور رمضان عبدالله شلح عام 1958، في قطاع غزة وتلقى تعليمه المدرسي هناك، وغادر القطاع إلى مصر بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة.
في مصر، التحق بجامعة الزقازيق لدراسة الاقتصاد، وهناك التقى فتحي الشقاقي عضو جماعة الإخوان المسلمين الذي أسس حركة الجهاد الإسلامي لاحقا، والذي كان يدرس الطب في الجامعة ذاتها.
انضم شلح في العام 1978 إلى مجموعة يرأسها فتحي الشقاقي تحمل اسم الطلائع الإسلامية، وانضم إلى هذه المجموعة العشرات من الطلبة الفلسطينيين في الجامعات المصرية بسبب نشاطها، قبل أن تتشكل حركة الجهاد الإسلامي.
بعد تخرجه من الجامعة، وحصوله على شهادة البكالوريوس في علم الاقتصاد عام 1981، عاد شلح إلى غزة، وعمل أستاذا في قسم الاقتصاد بالجامعة الإسلامية، وفي العام 1983 منعته سلطات الاحتلال من العمل في الجامعة، وفرضت عليه الإقامة الجبرية؛ بسبب خطبه الداعية إلى الكفاح المسلح ضدها.
غادر "عاشق القدس" غزة في العام 1986مرة أخرى إلى العاصمة البريطانية لندن، لاستكمال دراساته الجامعية حيث حصل على درجة الدكتوراة في الاقتصاد، من جامعة درم عام 1990.
تنقل شلح في تلك الفترة، بين بريطانيا والكويت والولايات المتحدة حيث عمل أستاذا لدراسات الشرق الأوسط في جامعة جنوبي فلوريدا لعامين، وفي العام 1995 غادر الولايات المتحدة إلى سوريا، وهناك التقى الشقاقي مجددا، وعملا معا لمدة ستة أشهر، في وضع خطط لتطوير عمل الحركة، وفي نفس العام اغتال الموساد الإسرائيلي الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي أثناء تواجده في مالطا، ثم انتخبت الحركة رفيق الشقاقي وأحد أبرز سياسييها أمينا عاما لـ"الجهاد الإسلامي".
ظل عبدالله شلَح طيلة توليه قيادة "الجهاد الإسلامي" متمسكا بنهج المقاومة، ومتجها نحو فلسطين، مؤكدا أن "بندقية الجهاد الإسلامي ليست للإيجار، وأن الحركة لا تبصر عبرها إلا مآذن القدس".
ومشددا بمقولته: "والله لو وضعوا كل أقمار الأرض في يميننا، وكل شموسها في يسارنا على أن نتنازل عن شبر من فلسطين أو ذرة من تراب القدس فلن نقبل" على أن فلسطين ليست للبيع أو البدل.
استمر شلح في مهامه أمينا عاما لـ"الجهاد الإسلامي" حتى شهر أيلول من العام 2018 حيث انتخاب الأمين العام الحالي للحركة زياد النخالة خلفا له، وبذلك يكون المرض قد استطاع أن يقوم بما عجز عنه الاحتلال وهو وقف نشاط شلح النضالي.
وفي مساء يوم السبتت السادس من حزيران، ودعت فلسطين أحد أبنائها، حيث أغمض شلَح عيناه للمرة الأخيرة، مسلما الروح لباريها، بعد صراع طويل مع المرض، ووري ججثمانه في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك، بالعاصمة السورية دمشق.