د. رمضان وانبعاث الفكرة من جديد/ بقلم: د. محمد مشتهى

الساعة 11:05 ص|11 يونيو 2020

فلسطين اليوم

رغم غياب د. رمضان شلح "رحمه الله تعالى" عن المشهد السياسي والإعلامي بسبب مرضه، الا أنه كان حاضرا بقوة وكأنه لم يغب، وكان من المفترض أن ينساه الناس كما ينسون الكثيرين لمجرد ابتعادهم عن المشهد، لكن المفارقة هي أنه بعد غيابه لفترة ليست بسيطة، الناس تعاملت مع خبر وفاته وكأنه كان موجود في المشهد باستمرار ولم يغب وكأنه توفي فجأة أو اغتاله العدو الصهيوني، وان هذا يدلل على أن د. رمضان حي يُرزق رُغم غيابه، ويؤكد أنه كان حاضرا في المشهد رغم غيابه، ويؤشر بقوة على أنه فكره سيظل حاضرا بين الناس مستقبلا، ويدلل أيضا على أن لديه قوة جذب عالية جدا.

حقيقة كان مشهد وداع د. رمضان مشهدا مهيبا، فهو يستحق ذلك، فهو له ارث فكري كبير، صحيحٌ أنه لم يأخذ فرصته في تجميع كُتب، لكن تصريحاته وخطبه ومداخلاته ومبادراته ولقاءاته ومواقفه يتم استخراج منها الأفكار وكل فكرة يمكن أن تحمل في طياتها كتاب، فلا يخلو كلامه من إشارات فكرية مهمة، فمثلا عندما يقول: فلسطين قلب الأمة، والقدس قلب فلسطين، وأمة بلا فلسطين أمة بلا قلب، هذه الفكرة لوحدها ممكن أن يَخرج منها كتاب أو أكثر، وتلك هي القيمة الفكرية لما أنتجه د. رمضان.

د. رمضان مناضل كبير وموسوعة في الاطّلاع والقراءة، وعند الاستماع له أو الحديث معه لا يمكن للملل أن يدخل المكان، وحديثه يخاطب الوجدان وله بُعد وتأثير استراتيجي، لذلك مطلوب من الباحثين دراسة هذا فكره ودراسة شخصيته.

من المعلوم أن الأشخاص الذين لديهم مواقع مهمة يكون لديهم عادة قوة تأثير على الناس، لكن يحدث عند غيابهم عن المشهد فإن قوة التأثير تلك تقل أو ربما تغيب، لكن ما حدث مع د. رمضان ورغم غيابه لأكثر من عامين فإن قوة تأثيره ظلت باقية وهذا يعكس قوة الفكرة والرؤية السياسية التي كان يحملها، وأيضا يعكس محبة الناس له ولأفكاره وكأنه حاضر بينهم ولم يغب، حاضر بابتسامته وقوته وعنفوانه وصراحته وبساطته.

وما حدث من استفتاء وطني واسلامي لم يسبق له مثيل يدلل على أن نهج الجهاد الإسلامي الذي وضعه د. فتحي الشقاقي "رحمه الله" كان أمينا عليه د. رمضان وكأن د. فتحي حاضرا، وتلك إشارة جيدة على أن الأمين الحالي المجاهد زياد النخالة أيضا سيبقى أمينا ووفيا للعهد ويسير على نفس النهج وكأن د. رمضان حاضر.

ان هذا الاجماع الوطني والإسلامي على د. رمضان شلح وفكره ورؤيته ونهجه ليؤكد أن المجاهدين والمفكرين والمناضلين لا تموت أفكارهم بموتهم بل تنبعث من جديد وتبقى جيل بعد جيل.