المفكر المصري حسن نافعة: الدكتور رمضان شلح كان له قبول عام و قدرة على مخاطبة الرأي العام

الساعة 11:12 م|07 يونيو 2020

فلسطين اليوم

وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن نافعة الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي، الراحل رمضان شلح بأنه قائدا وحدويا يؤمن بوحدة النضال الفلسطيني ، و يعطي اهمية كبيرة للوحدة الفلسطينية.
و أوضح نافعة في حديث اذاعي تابعته "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" أن الدكتور شلح  كان يؤمن بأنه على الرغم من أنه كان هناك اختلاف حول الوسائل لدى مختلف الفصائل الفلسطينية لكن لم يكن اختلاف على الهدف، و كان مؤمنا بأن الشعب الفلسطيني له قضية واحدة و أن كل البنادق يجب ان توجه للعدو الاسرائيلي.
و قال نافعة في سياق حديثه: "كنت من المعجبين بشخصية الدكتور رمضان، لا سيما أنه منظم الفكر و يعرف عما يتحدث، و خصوصاً أن تجربته في التعليم اعطته رؤية واسعة لما يجري في العالم العربي و العالم ككل، رغم انتماءه  الواضح و تمسكه بمنهج الجهاد الاسلامي، و كان لديه نضج سياسي واضح، لذلك كان احد ابرز رموز النضال الوطني الفلسطيني".

و قدم نافعة التعزية لعائلة شلح و الامة العربية و الاسلامية، داعيا الله أن يعوض الشعب الفلسطيني خيرا و ان يكثر من امثاله.
و تابع نافعة حديثه حول حياة القائد شلح قائلا: " لقد كانت رؤيته الاساسية تتمحور حول طبيعة الصراع العربي الصهيوني، و كان يؤمن ايمانا عميقا ان النضال المسلح يأتي اولا و هو الذي سيحرر الارض، و لا سيما ان الارض احتلت بقوة السلاح".
و اكمل قائلا: " إن طبيعة الحركة الصهيونية، باعتبارها استيطانية استعمارية مدفوعة بقوى خارجية، مرتبطة ارباطا عضويا بالاستعمار العالمي، و قادرة على ان تحول دون قيام وحدة عربية و لا يمكن أن يتم مساومتها، و لا يمكن التعامل معها بالحلول السياسية، و لذلك ادرك شلح
أن هذه الحركة الاستيطانية التي تمارس دورا وظيقيا لا يمكن اقتلاعها الا بالكفاح المسلح".

و أشار نافعة الى ان الدكتور شلح لم يكن يريد صراعا فلسطينيا فلسطينيا ، و كان يعتقد ان لمصر دور رئيسا في دعم القضية الفلسطينية، و بذل جهدا كبير لتمهيد الطريق امام الوحدة الفلسطينية، لكنه لم يتمكن من تحقيق هذا الحلم قبل وفاته.
و لفت الى ان الدكتور شلح يؤمن انه لا يمكن  ان يتحقق وحدة مسار الحركة الوطنية الفلسطيبة الا تحققت الوحدة و كانت هناك استراتيجية موحدة لحماية الكفاح المسلح.
و أكد نافعة بأن شلح كانت علاقة جيدة بمختلف الفصائل الفلسطينية، و كان يؤمن بوحدة الفصائل و لا سيما التي تؤمن بالكفاح المسلح، و يؤمن ان هناك اجتهادات مختلفة للكفاح الفلسطيني، و الاستراتيجية الفلسطينية الموحدة.
و اشار الى أن الفقيد شلح كان يحاول قدر الامكان ان يقنع السلطات المصرية بوجهة نظر معينة من اجل توحيد الفصائل، و كان يدرك بأن  هناك حدود للدور المصري، و في اطار معرفته بهذه الحدود كان يعرف اهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر.، و كان يؤمن بالدور المصري في هذا المسار، حيث كان شخصية معروفة لدى المصريين، و  كان هو الشخصية القادرة على ازالة بعض العقبات عندما تتأزم الامور.
و بين المفكر نافعة بأن الدكتور رمضان شلح من القيادات التي لديها قبول عام، و قادر على مخاطبة الشارع العام، و لديه قدرة على التحرك السياسي في اطار فهمه لتعقيدات الوضع العربي و العالمي، و رغم انه لم يكن ثوريا حالما، كان يؤمن ان لكل مرحلة طبيعتها يجب التأقلم معها.

و تابع يقول: " إن لحركة الفلسطينية خسرت قائدا واعيا كان يستطيع ان يوحد جميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني، و رغم انه كان ينتمي للتيار اسلاميا جهاديا يؤمن بالكفاح المسلح، إلا انه لم يتخندق في موقع ايديولوجي يمنعه من رؤية الواقع الفلسطيني، و يؤمن ان التيار الاسلامي ككل كلها اجتهادات، و ان التار الاسلامي لا يمثل كل الشارع الفلسيطيي، و أن هناك تيارات اخرى لا تقل وطنية، و تحمل السلاح و تؤمن بالكفاح المسلح و العمل السياسي في مرحلة من المراحل، لكنه كان يؤمن ان الانقسام خطر على القضية الفلسطينية و على الشعب الفلسطيني، لذلك ان انتماؤه المذهبي لم يشوش ابدا على وعيه السياسي كمحلل و كرجل له تجربة عميقة يعرفها العالم الخارجي و هذا اكسبه روؤية براجماتية.

كلمات دلالية