خبر تناوبية ومتساوية .. معاريف

الساعة 11:55 ص|22 فبراير 2009

بقلم: اوري سفير

رئيس مركز بيرس للسلام، مدير عام وزارة الخارجية الاسبق

في اعقاب الانتخابات الاخيرة، يعتقد الليكود بان كتلة المعسكر الوطني هي من 65 مقعدا، بينما كتلة اليسار هي 55 مقعدا.

هذا الاحصاء يتناسب الفترة التي كانت تعتبر فيها فكرة ارض اسرائيل الكاملة واقعية وكان لها مؤيدون كثيرون.

هذه الفترة انتهت. سياقات السلام، بما في ذلك تلك التي قادها نتنياهو في الماضي، قسمت كتلة اليمين بين البرغماتيين – اولئك الذين يفهمون بانه لن يكون مفر من حل الدولتين – وبين الدوغماتيين، مثل رجال البيت اليهودي، الذين لا يزالون يتمسكون باحلام الماضي. الاصوليون، في قسم منهم، هم معتدلون نسبيا بحيث لا يمكن ضمهم بشكل جارف الى الكتلة الدوغماتية.

عمليا، يمكن تقسيم الخريطة السياسية الاسرائيلية الى 6 كتل: الكتلة الدينية الوطنية – البيت اليهودي والمفدال، التي لا تزال تؤمن بارض اسرائيل الكاملة واستمرار مشروع الاستيطان؛ الكتلة الاصولية – شاس، ايهدوت هتوراه واغودات يسرائيل، التي تتبنى اساسا مواضيع الحياة اليهودية والمعيشية لجمهور مقترعيها، ولا تؤمن بارض اسرائيل الكاملة. كتلة الوسط اليمين – الليكود واسرائيل بيتنا التي ايدت في الماضي ارض اسرائيل الكاملة ولكنها تفهم بان هذا ليس واقعيا في ضوء الميزان الديمغرافي والواقع السياسي (هذا لا يعني ان هذه الاحزاب تسارع الى التقدم ولكن لديها مصلحة في عدم الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة).

كتلة الوسط اليسار – كديما وحزب العمل التي تؤيد تقدم المسيرة السلمية في المنطقة كلها وحل الدولتين على اساس المسارين اللذين على اساسهما ادار المفاوضات اولمرت، لفني وباراك، حين كان رئيسا للوزراء؛ كتلة اليسار – ميرتس وقسم من الجبهة الديمقراطية، ذات المفاهيم اليسارية الصرفة بما في ذلك تقسيم القدس والمواضيع الاجتماعية، وكتلة الاحزاب العربية – التي تتبنى مواقف الجانب الفلسطيني (المقصود ابو مازن) وحل الدولتين وتقسيم القدس، وتصرخ على التمييز ضد الوسط العربي.

انطلاقا من تحليل الكتل هذا يمكن استخلاص الاستنتاجات التالية: لم يعد هناك بعد اليوم كتلة المعسكر الوطني الواضحة وكتلة اليسار الواضحة. كما أن هذا هو السبب وراء تعقد المفاوضات الجارية في هذه اللحظة. على خلفية هذه الحقيقة وعلى خلفية شبه التعادل بين الاحزاب مع تفوق صغير لكديما، مرغوب فيه تشكيل حكومة وحدة وطنية تناوبية ومتساوية. المجلس الوزاري السياسي – الامني يجب أن يكون متساويا وكذا ايضا المطبخ السياسي.

مرغوب فيه ان يجلس بنيامين نتنياهو وتسيبي لفني لايضاح كل المواضيع الجدية التي تقف امامها اسرائيل وان يتوصلا الى اتفاق يسمح للحكومة الجديدة بان تقف امام التحديات المعقدة التي يتعين على اسرائيل التصدي لها:      

1. المواضيع الامنية – ايران والارهاب؛ المسيرة السياسية – التقدم مع الفلسطينيين والسوريين.

2. المستوى الاقليمي – في ظل التنسيق الوثيق مع ادارة اوباما.

3. التصدي للازمة الاقتصادية لضمان الخطوات المضادة للركود، كخلق اماكن عمل وتصميم المنظومة المالية.

على الزعيمين ان يصمما سياسة تساهم بمزيد من المساواة بين اليهود والعرب في دولة اسرائيل.  فضلا عن ذلك على الزعيمين في الحزبين ان يفحصا بجدية النظام الانتخابي كي لا نعلق كل سنتين في انتخابات وفي اوضاع كالتي نعلق فيها الان.

فليجلس الزعيمان الى ان يخرج الدخان الابيض ليحققا لاسرائيل مستقبلا افضل.