رغم الكورونا.. نساء غزة يسعدن قلوب الفقراء بـ"كعك العيد"

الساعة 07:12 م|22 مايو 2020

فلسطين اليوم

تجمعت سيدات وشابات منذ ساعات الصباح الأولى داخل قصر "حتحت" الأثري، شرقي مدينة غزة، وسط أجواء من الفرحة والتفاؤل غابت كثيرًا خلال الأسابيع الماضية بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.

وتعمل السيدات والشابات على انتاج كميات كبيرة ووفيرة من "كعك العيد" من أجل تعبئتها وتغليفها فيما بعد داخل علب مزينة، استعدادًا لتوزيعها على الفقراء قُبيل عيد الفطر المبارك.

وتسعى مجموعة السيدات المبادرات في فريق "سنتبل" التطوعي التي يبلغن عددهم 25 سيدة، إلى إدخال السعادة والسرور على قلوب الفقراء قبل أيام من عيد الفطر المبارك.

نسمة الشيخ خليل إحدى السيدات المبادرات المشاركات في إعداد الكعك قالت إن المبادرة جاءت من أجل المساهمة في التخفيف عن العائلات المحتاجة، وإدخال الفرحة والسرور على قلوبهم.

وصنع الفريق ما يقارب 100 كيلو من كعك العيد، وسيتم توزيعها على قرابة الـ 70 أسرة فقيرة، في مختلف مدن وأحياء قطاع غزة.

وتشارك الشابات والسيدات بكل فرحة وسرور فعاليات صناعة الكعك بالتفصيل، فيما تغلب القصص والأهازيج على أجواء صناعة الكعك التي تناقلتها الأجيال جيلًا بعد جيل.

ولفتت الشيخ خليل إلى أن تنوع تخصصات عمل ودراسة أعضاء الفريق المشارك في المبادرة، لكنّ ما يجمعهم هو إحساسهم بالمسؤولية المجتمعية تجاه الأسر الفقيرة، ورغبتهم في أن يكون لهم سهم خير، لاسيما في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان القطاع، وفق حديثها.

وللسنة الخامسة على التوالي يقيم فريق "سنابل" مبادرة صناعة كعك العيد، حيث يستهدف في كل عام أسراً متنوعة، ويزيد عدد المستفيدين منها بشكل مستمر.

وليست هذه المبادرة الوحيدة التي ينفذها الفريق، فخلال شهر رمضان الجاري، قام أكثر من مرة، بتنفيذ مبادرات توزيع السلال الغذائية والخضروات، على الأسر المحتاجة، كما تقول خليل.

وتتابع: "يستعد الفريق، للبدء بمشروع كسوة العيد والملابس، وتوزيع الألعاب على الأطفال في أول أيام عيد الفطر، لمنحهم شعور الفرح والبهجة".

وفي السياق تشارك العديد من السيدات في مساعدة الفتيات لصناعة الكعك الفلسطيني الأصيل ذو النكهة المتوارثة، وتزويدهن بالتعليمات النابعة من خبرتهن الكبيرة.

إحدى السيدات المشاركات في صناعة الكعك كانت أم محمد المشهراوي، (43 عاماً)، والتي جاءت إلى مكان المبادرة، لتساعد الفتيات في صناعة الكعك، ولتقدم لهن من خبرتها في إعداد تلك الحلوى الشهيرة.

وعن طريقة صناعة الكعك تشرح المشهراوي: "الكعك يتم صناعته، من خلال خلط مجموعة من المكونات، التي تشمل الدقيق، والسميد، والفانيليا، والمحلب المطحون، وماء الورد، وغيرها من الأصناف".
 

وأضافت: "تترك لمدة يوم، قبل أن يتم عجنها جيداً باستخدام الحليب والسمن، حيث يصبح قوامها مناسباً للقطع، وبعد ذلك يتم تدويرها باليد، على شكل كرات صغيرة".

وتابعت: "العجوة المصنعة من ثمر البلح، تعتبر أساساً في صناعة الكعك، حيث يتم حشوها في العجينة،. وبعد ذلك يتم وضعها في قوالب، لتخرج بأشكال مناسبة، لتكون جاهزة للدخول للفرن، حيث تترك لتنضج، في مدة تصل لربع ساعة تقريباً".
 

ويعيش أكثر من 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة ظروف إنسانية واقتصادية صعبة بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على القطاع منذ أكثر من 14 عامًا، مما تسبب في زيادة نسب البطالة والفقر بشكل كبير جدًا.

كلمات دلالية