جلسة مشحونة كشفت تفرد فتح

تشكيك فلسطيني في جدية السلطة لتطبيق التحلل من اتفاقياتها مع الاحتلال ..والمناورة لوقف الضم هي الأقرب!

الساعة 10:17 ص|20 مايو 2020

فلسطين اليوم

لازال صدى قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مساء أمس الثلاثاء 19/5/2020 ، بحل  منظمة التحرير الفلسطينية، ودولة فلسطين من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الاميركية و"الإسرائيلية"، ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها، بما فيها الأمنية، غير مسموع بعد ، كون ان القرار لايزال مجرد قرار دون اي خطة للتطبيق وسط تساؤلات فلسطينية حول جدية السلطة هذه المرة في تطبيق القرار واعتبار التفرد في خطاب عباس ترجمة لمناورة مع الاحتلال لا أكثر .

وقال عباس خلال اجتماع ما تسمى بالقيادة في مقر الرئاسة بمدينة رام الله،إن القيادة اتخذت هذا القرار التزاما بقرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وتابع عباس على سلطة الاحتلال ابتداء من الآن، أن تتحمل جمع المسؤوليات والالتزامات أمام المجتمع الدولي كقوة احتلال في أرض دولة فلسطين المحتلة، وبكل ما يترتب على ذلك من آثار وتبعات وتداعيات، استنادا إلى القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وبخاصة اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.

وحمل سيادته الإدارة الأميركية المسؤولية كاملة عن الظلم الواقع على شعبنا، واعتبرها شريكا اساسا مع حكومة الاحتلال في جميع القرارات والاجراءات العدوانية المجحفة بحقوق شعبنا.

القرار حيز التنفيذ

من جانبه قال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، ان القرار دخل حيز التنفيذ الليلة الماضية ، اي بعد انتهاء الرئيس محمود عباس من الخطاب مباشرة .

وقال عريقات خلال تصريحات اذاعية تابعتها وكالة فلسطين اليوم لابد من العالم  من اتخاذ قرار لمعاقبة "اسرائيل" وخاصة بعد اصرارها على قرار الضم .

وبشأن تبعيات القرار ،  بين عريقات ان "اسرائيل" تتحمل مسؤليات القرار , واننا تحت قوة احتلال في أرض فلسطين المحتلة ، معتبرا أن قرار الضم خطير ولابد من ايقافه.

وأكد ان القياد بصدد تشكيل فرق عمل لتطبيق االقرار على الأرض .

مناورة ليس أكثر

ذو الفقار سويرجو الكاتب والمحلل السياسي ، اعتبر ان بيان رئيس السلطة محمود عباس الليلة الماضية لم يكن قطعياً ، وخاصة ان القرار لم يتم طرحه على المكونات الفلسطينية ، حتى تكون الخطوة مؤثرة وقوية وتحضى بثقة كافة الفصائل الفلسطينية .

وبين سويرجو خلال تصريحات لإذاعة القدس وتابعتها وكالة فلسطين اليوم" البيان لم يتطرق حول إعادة اللحمة للنظام السياسي الفلسطيني ، للتصدي لأي مواجه قادمة وخاصة في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني ، ومدى خطورة القرار، مشدداً على انه لابد من وضع خطة فلسطينية موحدة لتطبيق القرار على الأرض.

واكد سويرجو ان قرار عباس قد يكون نوع من أنواع المناورة لوقف الضم "الاسرائيلي" ، رافضاً ان يتم اطلاق الخطاب العاطفي على بيان عباس .

واضاف سويرجو ان سبب عدم الجدية في تطبيق القرار عدم تطرق عباس للمقاومة الشعبية أحد اساليب الضغط والمواجهة في المرحلة القادمة ، موضحاً ان البيان كان مجرد فرض لرؤية حركة فتح وتطبيق مخرجات اجتماع قيادة حركة فتح دون اي اجماع فلسطيني .

في تعليقه على انسحاب ممثل الشعبية من الاجتماع بالأمس ، قال ان السبب يعود لتفرد حركة فتح وعدم الإستشارة  حول البيان الختامي ،وترتيب وضع الآليات وخاصة بين فتح والجبهة الشعبية استمرار حالة التفرد دون اي اجماع فلسطين ، مجدداً تأكيده ان الخطاب لن يخرج عن كونه مناورة لوقف الضم فقط.

 جلسة ساخنة حول طريقة التطبيق

الخطوات العملية لتطبيق القرار؟ وكيف ستتحمّل سلطة الاحتلال جميع المسؤوليات والالتزامات؟ قلب اجتماع الليلة الماضية ، الى جلسة ساخنة وخاصة بعد رفض عباس مداخلة اي من المجتمعين وإصراره على التفرد في القرار ، وسط اصرار من الفصائل الفلسطينية في الجلسة ، بضرورة مناقشة القرار داخل اجتماع موسع لأن جزءاً من أعضاء القيادة والأمناء العامين للفصائل لم يشاركوا في هذه اللجنة ولا يعرفون ماذا جاء في هذا البيان.
عباس وفقا "للعربي الجديد" رفض الإستماع لمداخلات المشاركين ورفض إعطاء الدور لنائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس أبو ليلى ليقدم مداخلته، فيما هُدِّد ممثل الجبهة الشعبية عمر شحادة من قبل مرافق الرئيس بمنع مواصلة الحديث، و"إلا" في إشارة للتهديد. وفي ذات السياق، مُنع عضو مركزية "فتح"، عباس زكي، من إكمال مداخلته التي ركزت على "ما هي الخطوات العملية لتنفيذ هذه القرارات؟".
عمر شحادة قال: عندما طلبت أن أتحدث في النقاش، شعرت بأن هناك امتعاضاً من رئيس السلطة، فأرسلت رسالة ورقية للدكتور صائب عريقات بأننا لم نشارك في اللجنة، ومن المهم أن نعبّر عن رأينا في ما جاء في الورقة.
وتابع ممثل الجبهة الشعبية عمر شحادة، قائلاً: "رغم أن إدارة الاجتماع كانت تنقصها اللباقة، إلا أنني أبديت رأيي بعد أن استمعت إلى البيان الذي قرأه الرئيس في الاجتماع، وكان رأيي أن هذا البيان لا يشكل رداً ولا يحمل جديداً في الرد على بيان حكومة الاحتلال وسياساتها تجاه الضم".
وأوضح شحادة أنه "قلت: لا داعي لكل هذا البيان، وكان يكفي أن نعلن إلغاء اتفاق أوسلو، وسحب الاعتراف بدولة إسرائيل ووقف التنسيق الأمني، ووقف العمل باتفاقية باريس". وتابع: "طالبت بالخطوات التنفيذية لهذه القرارات، لكن دون جدوى، حيث أصرّ الرئيس على الكلام العام والمراوحة في المكان والرهان على المفاوضات والمجتمع الدولي فقط".

العالم امام خيارين

ومن جانبه اعتبر هاني العقاد االكاتب والمحلل السياسي ، ان قرار رئيس السلطة يحتاج الى استراتيجية تطبيق والتوجه للمجتمع الدولي وانهاء الانقسام والبحث على حماية دولية ، مشدداً على ضرورة التوقف عند القرار فقط  ولابد من التنفيذ ، وبناء استراتيجية موحدة لنجاح القرار .

وقال الدكتور العقاد ان القرار سيضع  العالم امام نقطة مهمة، إما اعادة احتلال الضفة الغربية بالكامل أو توقيف الضم .

وتساءل هل ستستطيع السلطة تطبيق القرار على الأرض ، كونها ستكون في حل من اتفاق أوسلو ، مشدداً على ضرورة ان يحمي العالم السلطة من الجيش "الاسرائيلي" ولا يجعل السلطة أداة لتنفيذ مخططات الاحتلال سواء من القرصنة على اموال الشهداء والاسرى او تنفيذ الاعتقالات أو الصمت امام العربدة والمصادرة .

وأكد ان الاحتلال لم يترك أمام الفلسطينيين اي قرار ، والسلطة بحاجة الي حماية من الاردن ومصر والاتحاد الاوروبي للمضي في تطبيق القرار .

 

كلمات دلالية