عائلة "أبو حميد"...نكبات مستمرة منذ 1948

الساعة 11:02 م|15 مايو 2020

فلسطين اليوم

"نحن نعيش في المخيم النكبة كل يوم...لا نحتاج ليوم لنتذكر أننا لاجئين" قالت اللاجئة لطيفة أبو حميد "أم ناصر" والتي تسكن وعائلتها مخيم الأمعري وسط مدينة رام الله.

أم ناصر وعائلتها لم تعش اللجوء فقطـ، فكان لها نصيبها من "النكسة" عندما نزحت للمرة الثانية من قطاع غزة إلى الضفة الغربية بعد احتلال ما تبقى من فلسطين، ومع كل انتفاضة كان لها نصيبها من اللجوء والتشرد عن منزلها الذي هدم أربعة مرات.

أم ناصر (72 عاما) تكبر النكبة بسته أشهر فقط، خرجت من قريتها أبو شوشة القريبة من الرملة على حضن أمها، كبرت في مخيم النصيرات حيث كان لجوء عائلتها الأول هناك.

في مخيم النصيرات لم يختلف الحال كثيرا عن معاناة باقي اللاجئين الذين وصلوا قبلها لمخيم الأمعري، فقر وعوز وتشرد، وكثيرا من التمسك بالعودة والبلاد المسلوبة.

في المخيم النصيرات تزوجت أم ناصر من شاب من قرية السوافير المهجرة من قطاع غزة، ولم تكن قد استقرت بعد حتى وقعت حرب العام 1967، ونزحت وعائلتها إلى الضفة الغربية.

أكملت حياتها في مخيم "قدورة" ثم انتقلت لتعيش في مخيم "الأمعري"، لم يختلف الحال عليها كثيرا، بقيت تعيش وعائلتها في معاناة الفقر والبطالة التي كان يعاني منها السكان المخيم.

استقرت أم ناصر بشكل نهائي في مخيم الأمعري، وما ان كبر أبنائها حتى بدأت معركة جديدة مع الاحتلال، فكان أبنائها من أوائل المقاومين للاحتلال وأعوانه، وعانوا من ملاحقات واعتقالات دائمة.

وخلال انتفاضة الحجر وقبلها بسنوات، برز أبناء أم ناصر في المخيم ومحيطه، كقادة للعمل الفدائي، فاعتقل من اعتقل وهدم منزلها، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى، عاد أبناء أم ناصر للعمل المقاوم، حيث اعتقل أبنائها التسعة، بعضهم حكم عليه بالسجن المؤبد ولا يزال (ناصر سبعة مؤبدات وخمسون عامًا، نصر (35 عامًا) خمسة مؤبدات، شريف أربعة مؤبدات، محمد مؤبدين و30 عامًا، فيما استشهد ابنها عبد المنعم في العام 2002 وهدم منزلها.

عانت أم ناصر طوال سنوات خلال متابعة أبنائها وزياراتهم، من تبقى منهم خارج السجون كانوا يعتقلوا ويخرجوا، ولكن في العام 2018 كانت على موعد مع جولة أخرى مع الاحتلال.

فخلال اقتحام منزلها في المخيم، استطاع أبنها الأصغر "إسلام" من إلقاء حجر كبير على رأس أحد الجنود وقتل على الفور، فاعتقل وحكم عليه بالمؤبد ليصبح ستة من أبنائها في المعتقلات الصهيونية خمسة منهم محكومين بالمؤبد.

وبعد اعتقاله هدم منزلها من جديد، وبعد أشهر استطاعت العائلة إعادة إعمار المنزل، فهدم مرة أخرى:" كنت أعيش تفاصيل اللجوء من قريتنا كل مرة أجبر على مغادرة منزلي ورؤيته أمام عيني يهدم".

لدى ام ناصر 28 حفيدا، جميعهم بدون استثناء يعرفون تفاصيل قريتي جدتهم وجدهم، ليس لأنها تحكي لهم ما سمعته من والدتها عن قريتها وما عاشته في بداية تأسيس المخيمات فقط، بل لأنهم عاشوا نكبات متتالية من بطش الاحتلال وملاحقته لهم.

تقول: "وهم صغار كنا نحكي لهم ما الذي جرى من جرائم خلال خروجنا من بلادنا وخاصه ابي وامي والدي الذين كانوا يقضون فتره طويله مع ابنائي ولكن عندما كبروا أصبحوا يروا هذه الجرائم امامهم وابنائهم الان يعيشون يوما بعد يوم نحن نعيش هجرات دائما" تابعت.

وتؤكد أم ناصر أن أحفادها أصبح لديهم وعي بالنكبة أكثر من عاشها:" مع كل اقتحام للمنزل وحين خرجنا من المنزل وهدمته قوات الاحتلال فأجني أحفادي بالسؤال عن بلادنا وتفاصيلها، قالوا لي هكذا أخرجوكم من بلادنا".