"أبو محمود" يشتم رائحة خبز الطينة وفواكه حيفا بعد 72 عامًا من النكبة

الساعة 05:15 م|15 مايو 2020

فلسطين اليوم

رائحة الخبز والفواكه اللذيذة والقهوة الفواحة لا زالت باقية ومتجذرة في مخيلة "أبو محمود" الذي هجر من قضاء حيفا منذ 72 عامًا برفقة والديه وأهل قريته بسبب المجازر البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي آنذاك.

رغم تجاوز "أبو محمود" سن الـ83 عامًا إلا أن ذاكرته تحتفظ بتفاصيل دقيقة عن حياة أسرته قبل وجود الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين، لاسيما عمل والده في الحقول الزراعية وما تنتجه من فواكه وخضروات لا زال "أبو محمود" يشتم رائحتها حتى اليوم.

72 عامًا من النكبة لم تتمكن من فقدان "أبو محمود" لذاكرته فكل ما يعرفه ورثه لأبنائه وأحفاده ليتمسكوا بحق أجدادهم وحقهم في العودة إلى أرضهم المحتلة "رغم أنف الاحتلال" وليحافظوا على مقولة أن "الكبار يموتون والصغار أبدًا لا ينسون".

يتمسك "أبو محمود" بمقتنياته التاريخية كمفتاح العودة يقينًا بعودته إلى قريته في حيفا، كما يرتدي الأزياء التراثية الفلسطينية الأصيلة من (الحطة – العقال – والسروال)

رائحة القمح الشهية والعنب والبطيخ اللذيذة ونكهة القهوة والشاي على "كانون النار" هذه الأشياء من أكثر ما يتذكرها أبا محمود مؤكدًا بأن الطعم تغير كثيرًا في الزمن الحاضر عما كان عليه في قريته قبل النكبة.

وشدد المسن "أبو محمود" على أن الزمن القديم يختلف تمامًا عن هذا الزمن، اليوم لا رائحة للطعام لا نكهة للمشروبات لا راحة بال الكل مهموم والقلب مجروح والآلام شديدة، انقسام وحصار وحروب واستيطان ومخططات للتهويد وتخاذ عربي مستمر ومتواصل على مدار الساعة.

عيون أبو محمود دمعت وقلبه خفق بسرعة جدًا، حينما سألنه هل تنسى أرضك؟ ليجيب بكل قوة وإرادة، سأعود إليها باذا الله تعالى فهو الوعد الحق، وإن لم أعود أنا سيعود أبنائي وأحفادي الذين تشربوا ذكرياتي وذكريات آبائي وأجدادي.

ففي كل يوم يمر في حياة "أبو محمود" فإنه يسرد ذكرياته بقالب قصصي جميل إلى أحفاده ليتمسكوا بحق العودة إلى ديارهم، ومقاتلة الاحتلال الإسرائيلي بكل إرادة وعزيمة وقوة حتى تحقيق العودة ودحر المحتل من كامل تراب فلسطين.

وقدم "أبو محمود" الذي يسكن في مخيم بلاطة في نابلس المحتلة، الكثير من أبنائه وأحفاده الشهداء والجرحى والأسرى من أجل فلسطين ومن أجل العودة إلى قريته قضاء حيفا.

"أبو محمود" هو أحد رموز مخيم بلاطة وأحد كبار السن الذين يتذكرون تفاصيل النكبة وما حل بأهله وإخوانه اثناء الهجرة بفعل الإرهاب الإسرائيلي.

 

كلمات دلالية