قبل 16 عاماً.. السرايا أجبرت العدو الجثو على ركبتيه بحثاً عن أشلاء جنوده

الساعة 11:45 ص|12 مايو 2020

فلسطين اليوم

ستظل عملية تفجير دبابة "سلاح الهندسة" الصهيونية في رفح جنوب قطاع غزة، هدية السماء لرجال الله على الأرض، محفورة في تاريخ شعب مقاوم مرغ أنوف بني صهيون بالتراب، وجعلهم يجثون على ركبهم بحثاً عن بقايا أشلاء جنودهم ودبابتهم "حصنهم المنيع" الذين تطايروا  لمسافة عشرات الأمتار  عن موقع الانفجار.

تصادف اليوم الثلاثاء 12-5 ذكرى عملية تفجير الدبابة الصهيونية لوحدة ما يسمى "سلاح الهندسة" التابعة للجيش الصهيوني على الحدود الفلسطينية المصرية  جنوب قطاع غزة_ محور فيلادلفيا -, والتي نفذتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وأدت حينها لمقتل خمسة جنود صهاينة وإصابة آخرين , وتعتبر هذه العملية من أقسى الضربات التي تعرض لها العدو الصهيوني في ذلك الوقت.

رصد متواصل

في تلك الأيام كانت الاجتياحات الصهيونية مستمرة على مخيمي "يبنا" و"بلوك "O على وجه الخصوص، ومعظم مدينة رفح بصورة عامة, وكانت وحدات سرايا القدس تتصدى لها على مدار الساعة , وتراقب الحدود مراقبة دقيقة للحصول على أي هدف يصيب العدو في مقتل.

وقامت وحدات الرصد والاستطلاع لسرايا القدس بتكثيف الرصد بمنطقة بلوك O, وقد شوهد تجمع لآليات عسكرية صهيونية و دبابة هندسة من نوع " دوغن " بالإضافة لـ " باقر " يعمل على فتح " قادوح"  في باطن الأرض ليتم وضع أطنان من متفجرات " السي فور" لتدمير الأنفاق الواقعة على الحدود الفلسطينية_ المصرية وتفجير منازل المواطنين المجاورة، حيث أن العدو الصهيوني كان يمارس هذا العمل باستمرار على الشريط الحدودي، وبدأت الترتيبات اللازمة لعملية استهداف هذه الآليات.

بعد أن تم رصد الهدف بدقة وعناية من قبل الشهيد محمد الراعي الذي توجه لقيادة سرايا القدس وأبلغهم بهذه المعلومات, وتم متابعة تفاصيل الحدث بإشراف قيادة السرايا مع وحدة الرصد، وبناءً على ذلك  صدر قرار بتجهيز قذيفة  " أر بي جي " من نوع كوبرا ، علماً بأن هذه القذيفة لها خصوصية في الاختراق، وفي اللحظات الأخيرة قام الشهيد القائد محمد الشيخ خليل والشهيد القائد أحمد الشيخ خليل وعدد من القادة المشرفين على العملية بتسليم الشهيد محمد الراعي القذيفة، وتم إرشاده وتوجيهه تصويب القذيفة باتجاه باب الدبابة والتأني عند تنفيذ عملية الإطلاق.

تفاصيل استهداف الدبابة

وتعود تفاصيل العملية إلى عصر يوم الأربعاء الموافق 12/5/2004م، حيث توجه  الشهيد محمد الراعي إلى منطقة بلوك O لتنفيذ عمليته وضرب هدفه, وقد أعتلى عمارة سكنية غير مكتملة البناء تطل على الآليات بشكل مباشر من مسافة قريبة لا تتعدى المائتين متر وقد كمن في مكانه يتحين فرصته المناسبة، وبعد لحظات قامت دبابة الهندسة "دوغن" المحملة بالمتفجرات بالتقدم بشكل عكسي باتجاه الحدود الفلسطينية، وتقدمت بجوار "الباقر" لإنزال المتفجرات ليتم تفجيرها في القادوح، وفي هذه اللحظة قام طاقم الدبابة بفتح الباب فتحة بسيطة، فقام الشهيد محمد الراعي على الفور بإطلاق قذيفة الــ "أر.بي. جي" باتجاه فتحة الباب مستغلاً تلك المنحة من الله، وبفضل من الله وتوفيقه انفجرت القذيفة داخل الدبابة مما أدى لإحداث انفجار ضخم بسبب كمية المتفجرات التي كانت داخلها، مما حولها إلى هباءً منثوراً وما حولها من الآليات، الأمر الذي أوجد صعوبة لدى جيش الاحتلال الذي جثا على ركبتيه بحثاً عن أشلاء جنوده المتناثرة في كل مكان، واعترف العدو بمقتل ضابط و4 جنود صهاينة وإصابة آخرين.

السرايا تتبنى العملية

سرايا القدس وعبر مؤتمر عسكري تحدث فيه الشهيد القائد محمد الشيخ خليل أعلنت مسؤوليتها عن تفجير دبابة سلاح الهندسة الصهيونية بالقرب من بوابة صلاح الدين "محور فيلادلفيا "جنوب مدينة رفح مما أدى إلى مقتل ضابط وأربعة جنود صهاينة وإصابة ستة آخرين.

وقالت:" تمكن مجاهدو سرايا القدس من رصد آلية لسلاح الهندسة وهي تحمل كمية كبيرة من صناديق معبئة بالمتفجرات التي تستخدمها قوات الاحتلال من أجل زرعها في خنادق عميقة في الأرض عند الحدود الفلسطينية ـ المصرية من أجل تدمير الأنفاق، وتمكنوا من ضرب وحدة الهندسة بقذيفة "أر بي جي" مما أدى إلى إصابة الوحدة وصناديق المتفجرات ومقتل جميع أفراد الوحدة الهندسية".

وأكدت سرايا القدس أن العملية تأتي في سياق الرد على المجازر الصهيونية البشعة في حي الزيتون بمدينة غزة.

فرح وسرور

بعد إعلان سرايا القدس عن عملية استهداف الدبابة الصهيونية برفح عم الفرح والسرور والبهجة وقام المواطنين بتوزيع الحلوى في الطرقات، وصدحت المآذن ومكبرات الصوت لتعلن إلى أبناء شعبنا الفلسطيني وأهالي مدينة رفح أجمل بشريات العزة والانتصار بعدما شاهدوا أشلاء الجنود الصهاينة وقطع الدبابة تتطاير في الهواء لعدة كيلو مترات من شدة الانفجار, وقد أثلجت السرايا صدورهم عندما شاهدو صور الجنود الصهاينة وهم يجثون على ركبهم بحثاً عن أشلاء الجنود الذين قتلوا في العملية، وخصوصاً أنها جاءت بعد عملية تفجير ناقلة الجند بحي الزيتون التي نفذتها سرايا القدس في أقل من 24 ساعة، وأسفرت العملية حسب اعتراف العدو عن مقتل ستة جنود صهاينة من وحدة الهندسة.

أوسمة البطولة والتضحية

وفي الرابع عشر من مايو لعام 2004م، أعلنت سرايا القدس، أن قيادة السرايا منحت الأوسمة التالية لمجاهديها الأبطال، حيث منح وسام البطولة والشجاعة للقائد محمد الراعي الذي تمكن من استهداف دبابة صهيونية بقذيفة (أر.بي.جي) على الشريط الحدودي في رفح أو ما يسمى «محور فيلادلفيا» مما أدى إلى تدميرها ومقتل ضابط وأربعة جنود صهاينة وإصابة ستة آخرين.

كما منحت قيادة السرايا وسام البطولة والتضحية للشهيد المجاهد فوزي المدهون، الذي تمكن من تفجير ناقلة الجند الصهيونية في حي الزيتون، بعبوة ناسفة تزن خمسين كيلوغراماً من المتفجرات، وقتل ستة جنود صهاينة كانوا على متنها.

الجدير ذكره أن الشهيد القائد محمد أنور الراعي ارتقى إلى العلا شهيداً برفقة الشهيدين القائدين زياد شاكر الغنام ورائد فؤاد الغنام من أبرز قادة سرايا القدس بتاريخ 30-6-2007م، في عملية اغتيال صهيونية بخانيونس جنوب قطاع غزة.

كلمات دلالية