المشخصاتية -بقلم : خالد صادق

الساعة 11:32 ص|10 مايو 2020

فلسطين اليوم

بقلم :  خالد صادق

باعتبار ان الفن رسالة سامية الهدف من ورائها تصحيح الافكار, وبناء العقول بناءا سليما, ومواجهة الظواهر السلبية بالمجتمعات ووضع حلول وعلاج لها, فان ما نشهده من مسلسلات خليجية درامية لا يمكن ان نطلق علية اسم "فن" انما هو دور يلعبه "المشخصاتية" لصالح الطغاة والمتجبرين, فهم لا يحتكمون الى لغة العقل والمنطق انما ينصاعون كالرعاع الى امر الحاكم الذي اشتراهم بالدرهم والدينار وسلب عقولهم فاصبحوا كتنابلة السلطة لا يجيدون الا هز الرؤوس, والتأمين على خطاب الحاكم والطاغية مهما كان خطابه استعلائيا وغير منطقي, فهؤلاء المشخصاتية والذين لا يمكن باي حال من الاحوال ان نطلق عليهم اسم فنانين, هم مجرد مرتزقة مأجورين لا يعنيهم الا المال والشهرة ولو على حساب المباديء والاخلاق والعادات والتقاليد والدين.

 فكيف بالله عليكم يمكن ان تستوعب سياسة تدجين العقول من خلال تجريم الفلسطيني وجعله هو العدو للامة العربية واعتبار الصهيوني الغاصب الذي ينتهك حرمة العرب والمسلمين ويقتل ويسفك الدماء وبغتصب الارض والمقدسات في فلسطين هو الصديق والحليف والشريك, كيف يمكن ان تستوعب ان تدافع المشخصاتية حياة الفهد الملقبة "بأم شارون" عن مسلسلها التطبيعي "ام هارون" الذي قال عنه مخرجه محمد العدل "انه لا يتابعه المصريون ولا يفهمون لغته, وتقول ببجاحة منقطعة النظير "أن العمل لا يوجد به إساءة لأي دولة، واليهود يُوجدون في كل مكان في العالم، وكتابهم منزل من الله، لا نستطيع أن ننكر وجودهم". هل تعلمين يا ام شارون ماذا يقول كتابهم الزائف الذي وصفتيه بانه منزل من عند الله, انه يقول ان البشرية كلها وظفت كعبيد لخدمة اليهود, وأن فلسطين أرض الميعاد لا بد لليهود ان يتجمعوا فيها حتى يظهر المسيح, وان يشوع بن نون حسبما يزعم اليهود في توراتهم ـ

امر بابادة سكان «عاي» وضربوهم حتى لم يبق منهم شارد ولا متفلت. وان المجرم المقبور سفاك الدماء اريئيل شارون هو الوجه الآخر ليشوع حفظ ما كتبته كتب التوراة ويعمل بما يأمره به يشوع في إبادة أهل فلسطين في زمن هيأ له تفرق العرب الفرصة المناسبة في التخلي تماماً عن شعب فلسطين, هذه هي توراتهم التي تدافعين عنها يا ام شارون, واسألي علماء الكويت عندك ان كنت تؤمنين بهم, او اسألي علماء الخليج هل بالفعل توارتهم هذه هي التي انزلت من عند الله, وهل لم يتم تغيير محتواها ليتمكن اليهود من تمرير مخططاتهم الاستعمارية ليس في فلسطين فقط يا ام شارون, ولكن انظري على الخطين الازرقين في علم "اسرائيل" لتعرفي ان حدود دولتهم من الفرات الى النيل كما بشرتهم التوراة التي تؤمنين بها, ان توظيف جهودكم لخدمة "اسرائيل" ومعاداة فلسطين واهلها يجعلكم ترون الباطل حقا, والحق باطلا, وتريدون فرض رؤاكم على الامة العربية بفعلكم الخسيس, لقد تمكن الغل والحقد منكم حتى خرج من بين الخليجيين من يطالب نتنياهو بمحرقة ضد الشعب الفلسطيني , انه الكاتب والاعلامي السعودي المغمور والمفتون "بإسرائيل" ومليكها المدعو رواف السعين, وعلى شاكته نفر اخرين.

نعم الدراما الخليجية موجهة لخدمة الحاكم والترويج لسياساته , مهما كانت طاغية او منحرفة, رغم ان الفن الحقيقي هو الذي يدفعك للتحرر من عبودية الحاكم والتمرد على جبروته وظلمه ومواجهته, لكنهم لم يكونوا يوما فنانين, ولا اصحاب رسالة, ولم يخرجوا بعمل درامي واحد يخدم القضية الفلسطينية, وكأنهم يعلموا ان زمانهم يزول وينتهي بزوال ما تسمى بدولة "اسرائيل", وان مصالحهم وغناهم وشهرتهم بين شعوبهم تنتهي عندما تسقط اسطورة الطغاة الواهنة وتداس تحت اقدام الشعوب, هؤلاء المشخصاتية يعتقدون انهم يمكن ان يغيروا فطرة الله التي فطر الناس عليها, ان عداء الامة لإسرائيل هو عداء فطري, فلا تظنوا ان تمثيلة درامية تعرض على قناة مسخرة لخدمة "اسرائيل" اسمها ال "mbc" ستغير العقول وتقلب المفاهيم, فمعاهدة كامب ديفيد بين مصر و"اسرائيل" مضى عليها اكثر من اربعين عاما دون ان تنجح في فرض التطبيع على الشعب المصري الشقيق, وكذلك معاهدة وادي عربة الاردنية مع "اسرائيل" فشلت في الترويج للتطبيع, اضافة الى المغرب وموريتانيا والسودان ودول الخليج التي تعيشون فيها ايها المشخصاتية لم تستطع الترويج للتطبيع, اتعرفون لماذا لان اليهودي عندما يقتل الفلسطيني يهتف فرحا "موت ايها العربي الحقير" وعندما يهتف بأن "العربي الجيد هو العربي الميت" فانه يعلم ان عداءه للعرب وليس للفلسطينيين فحسب, وعندما يكتب شعار على حائط القدس يكتب بفطرته العدائية "الموت للعرب", فهل هذا ما تريدون تسويقه على الشعوب العربية

. قبل ثلاثة ايام فقط اعتذر الكاتب الصحفي السعودي احمد الفراج عن مقاله الذي نشر في صحيفة الجزيرة بعنوان "لك العتبى يا نتنياهو حتى ترضى", وغدا ستعتذرون عن جرائمكم ان لم يكن برضاكم فرغما عنكم لان شعوبكم ستلفظكم والكل سيتخلى عنكم كما تخلى عنكم اول ما تخلى مخرج "ام شارون" محمد العدل"

 

كلمات دلالية