خبر غزة: كروم العنب في الشيخ عجلين والعطاطرة ضحية أخرى للعدوان

الساعة 08:11 ص|20 فبراير 2009

فلسطين اليوم : غزة

طال الدمار والخراب جميع مزارع وكروم العنب في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي، وتحديداً في منطقة العطاطرة في بيت لاهيا والشيخ عجلين جنوب مدينة غزة.

وتعتبر هاتان الـمنطقتان الـمغذي الرئيس للقطاع بالعنب، حيث تحتضنان أكثر من 99% من كروم العنب الـمزروعة في القطاع، وشهدتا خلال الحرب الإسرائيلية اجتياحات برية وعمليات عسكرية عنيفة، عكسها حجم الدمار الذي حل بالـمزارع فيهما.

وتظهر بوضوح آثار جنازير الدبابات والجرافات التي جعلت من كروم العنب الـمتوسطة وحتى الصغيرة الـمساحة ممرات سلكتها الدبابات بدلاً من الطرق الرئيسة، تجنبا للوقوع في شرك العبوات الناسفة التي زرعها الـمقاومون.

وبعد شهر على انتهاء الحرب لا يزال مزارعو كروم العنب يبذلون جهودا كبيرة لترتيب مزارعهم واستصلاح ما يمكن استصلاحه من كروم العنب التي تعرضت لخسائر جسيمة.

وبدت الـمأساة على وجه الـمزارع عبد الرحمن العطار، الذي فقد معظم كروم العنب التي زرعها منذ أكثر من 35 عاما، ولـم يسلـم إلا جزء بسيط من الـمزرعة التي تزيد مساحتها عن ثلاثين دونما، زرعت بالعنب البلدي قبل أكثر من 35 عاماً.

وتغيرت معالـم الـمزرعة الواقعة على الجهة الغربية من الطريق الغربية الـمؤدية إلى حي العطاطرة غرب مدينة بيت لاهيا، لكن العطار يبذل برفقة زوجته وعدد من أقاربه جهوداً كبيرة للاعتناء بما تبقى من كروم وإصلاحها استعدادا لفصل التوريق.

وتحدث العطار عن رحلته مع الـمزرعة التي كان يقضي فيها جل وقته، لاسيما في فصل الصيف، داخل عريشة نصبها منذ عشرات السنين، مؤكدا أن الدبابات استخدمت الـمزرعة الواقعة على منطقة رملية مرتفعة تطل على البحر إلى مربض للآليات العسكرية، بعد أن حفرت بداخلها العديد من الخنادق للجنود والآليات العسكرية.

وأشار إلى أن الـمزرعة كانت تنتج سنويا عشرات الأطنان من أفضل العنب في قطاع غزة على الإطلاق، مؤكدا أن الـمزرعة مشهورة جداً وجميع سكان القطاع من كبار السن تقريباً يعرفون عنها.

وقدر العطار وهو في أوائل الستينات من عمره الخسائر التي لحقت بالـمزرعة بأكثر 80% من كرومها، مؤكداً أن إعادة زراعتها وعودتها إلى مجدها تحتاج إلى سنوات طويلة.

ولفت إلى أن أسواق شمال قطاع غزة تعتمد على عنب مزرعته التي تعتبر الأكبر في شمال غزة.

ولـم تكن مزرعة عبد الرحمن الوحيدة التي طالها الخراب، فعشرات الـمزارع الأخرى تم سحقها وتدميرها والعديد منها يعود لأشخاص من العائلة نفسها.

واتهم خالد العطار قوات الاحتلال التي دمرت مزرعته لكروم العنب بشن حرب على العنب وأرزاق الفلاحين الذين فقدوا مصدر رزقهم الوحيد.

ونوه إلى أن كروم العنب تختلف عن باقي الـمزروعات لأنها تحتاج إلى سنوات طويلة كي تحمل وتحتاج عناية وهدوء، مشيراً إلى أنه ورث مزرعته عن والده الذي أوصاه برعايتها قبل وفاته.

وقال خالد في أواخر الثلاثينات من عمره إن قوات الاحتلال استخدمت كروم العنب ممرات لـمئات الدبابات والآليات العسكرية التي حرثت الأخضر واليابس في الـمنطقة طيلة الحرب الأخيرة.

ولـم تسلـم كروم الشيخ عجلين التي تعتبر سلة قطاع غزة من العنب من تدمير الدبابات، حيث ألحقت قوات الاحتلال الدمار في غالبية الـمزارع.

ويعتمد كثير من عائلات الشيخ عجلين على كروم العنب كمصدر رئيس للدخل، كما يقول الـمواطن حمدي شملخ الذي فقد غالبية كرومه بعد أن سحقتها دبابات الاحتلال أثناء احتلالها لـمنطقة تل الهوى خلال الحرب.

ولـم تبق في الحي الذي اشتهر بزراعة كروم العنب إلا مزارع صغيرة متناثرة، بينها عدد من الـمنازل.

وتوقع شملخ أن تشهد أسعار العنب الذي تعرضت زراعته لتراجع خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا غير مسبوق بسبب الدمار الذي حل بالكروم، التي أحرقت العشرات منها بفعل القنابل الفوسفورية أيضا.

ولفت إلى أن كروم العنب في حي الشيخ عجلين لـم تستعد حيويتها، التي فقدتها خلال عمليات التجريف الإسرائيلية، التي كانت تنطلق من مستوطنة "نتساريم" القريبة من الحي.