وباء التطبيع المستجد - علي عقلة عرسان

الساعة 11:38 ص|07 مايو 2020

بقلم: علي عقلة عرسان 

التطبيع: هو إعادة وضع تاريخي بين متخاصمين إلى طبيعته، بعد خلل أصابه وأدى إلى خروجه عن المألوف بينهما. وقد يكون المتخاصمان فردين أو جماعتين أو دولتين أو مجموعتين من الأطراف، " تحالف".

ويتم ذلك باتفاق عبر مفاوضات باشرة أو بواسطة طرف أو أطراف أخرى، على أن تعود العلاقات والصلات بينهما إلى طبيعتها المعتادة على الصُّعد والمستويات جميعاً، أو أن يصبح التعامل بينهما عادياً بعد انقطاعه أو فتوره، لأسباب ناشئة عن نزاع أو صراع بينهما على حقوق أو مصالح أدى إلى أشكال من المواجهات السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية والثقافية، وأفضى ذلك إلى تعطّل ما كان قائماً وسائداً ومستقراً بينهما من علاقات وصلات طبيعية عبر الزمن، تخدم مصلحة الطرفين.

أو هو: استقراء لمظاهر ومعطيات وضعٍ خاص مثل وضع الكيان الصهيوني المغروس بقوة الإرهاب والعدوان والظلم والقهر في فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني وحقه التاريخي في وطنه فلسطين، ومحاولة إضفاء صفة الوضع الطبيعي العادي NORMAL ومواصفاته على أمر غير طبيعي ـ إذ أن العادي والطبيعي في وضعنا مع الكيان الصهيوني هو أنه غير موجود تاريخياً وألا يكون موجوداً ـ بجعل الأوضاع التي خلقتها معطيات وعوامل وقوى غير عادية، استعمارية قهرية تؤول إلى المسلَّم به والمستسلَم له من الأوضاع والنتائج والصلات وأشكال التعامل والتواصل، وفرض حالة طبيعية /عادية NORMAL/ على شعوب ومجتمعات ودول، بالقفز فوق الحقائق والوقائع والحقوق، واستعمال وسائل الإرهاب والعدوان والحصار والتخويف والترغيب، لإقامة علاقات مستقرة بقوة ما يُسمى الأمر الواقع " دي فاكتو، "باللاتينية: dē factō". ومجاوزة الوقائع والذاكرة التاريخية والوجدان الجمعي، وكل ما يتصل بأبعاد الصراع العربي - الصهيوني وحقائقه وأسبابه ونتائجه ومعطياته.

وأود أن أؤكد بداية على أن التطبيع مع العدو الصهيوني هو نتيجة من  نتائج الاعتراف به. ولما كنت من كثيرين يدْعون إلى عدم الاعتراف بالعدو الصهيوني، وممن يرفضون رفضاً تاماً وقاطعاً أي شكل من أشكال الاعتراف بأي حق تاريخي له في فلسطين- على أرضية الحقائق والوقائع التاريخية المستمرة الحضور والتواصل منذ آلاف السنين- فإنني أرفض، نتيجة لذلك، كل شكل من أشكال تطبيع العلاقات معه، وفي مقدمة ذلك التطبيع الثقافي الذي أرى خطورته في الراهن والمستقبل، وأراه أشد خطورة على مستقبل صراعنا الوجودي مع العدو الصهيوني من أي صراع سواه.

لقد بدأ مصطلح التطبيع يفرض نفسه في التداول السياسي العربي، في ما يُسمَّى " الشرق الأوسط"، ابتداء من توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" 1978-1979 التي عقدها السادات ومناحيم بيغن بين مصر العربية والكيان الصهيوني بإشراف الولايات المتحدة الأميركية وتدخّلها المباشر في عهد الرئيس الأميركي رونالد ريغن. وأخذ استخدام هذا المصطلح يزداد حضوراً في التداول السياسي والدبلوماسي والإعلامي وينتشر وتتعدد صيغه وأشكاله لا سيما بعد اتفاق أوسلو 13/9/1993 واتفاق وادي عربة الذي تحول فيما بعد إلى معاهدة بين المملكة الأردنية الهاشمية والكيان الصهيوني عام 1994.

وكان الكيان العنصري الصهيوني وما زال يصر على إدراج موضوع التطبيع في جدول أعمال التفاوض مع العرب، سواء أكان ذلك في "واي بلانتشِن" بين سورية والكيان الصهيوني قبل أن تتوقف عام 1996، أو في "شيبردز تاون" وبعد أن توقفت هي الأخرى، أو في مراحل التوصل إلى اتفاقيات لتنفيذ اتفاق أوسلو السيئ الذكر، أو في المفاوضات النهائية لما يسمى الحل الدائم في كامب ديفيد الثانية أو  التي كان يصر عليها في إطار تطبيق القرارين 425-426  قبل أن يضطر إلى تنفيذهما مهزوماً تحت ضغط  صمود الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة والخسائر التي ألحقتها المقاومة بالعدو وعملائه " جيش أنطوان لحد" في جنوب لبنان وحررت الجنوب. ولا يوفر العدو العنصري الصهيوني وحليفُه الأميركي جهداً لفرض موضوع التطبيع على الدول العربية، بكل السبل والوسائل وفي كل المناسبات ويختلق ظروفاً ومناسبات لهذا وقد تجلى ذلك في مجالات أهمها:

  1. المفاوضات المتعددة الأطراف التي تشمل المياه والتجارة والتعامل الاقتصادي واللاجئين، وفي إطارها تم عقد المؤتمرات الاقتصادية في: الدار البيضاء، والقاهرة، وعمَّان، والدوحة، ومؤتمر شرم الشيخ وغيرها.
  2. رفع المقاطعة العربية من الدرجتين الثالثة والثانية عن الشركات المتعاملة مع الكيان الصهيوني.
  3. التعاون السياسي حول موضوع " الإرهاب " وقد بلغ ذلك التعاون ذروته في قمة شرم الشيخ عام 1996 التي حضرها ممثلون عن ثلاث عشرة دولة عربية من مجموع ثلاثين دولة شاركت في ذلك المؤتمر الذي كان وراء العدوان الإسرائيلي الذي تم تحت عنوان " عناقيد الغضب"، ووقعت في أثنائه مذبحة " قانا" المروِّعة في جنوب لبنان.
  4. التواصل السياسي ذو المضمون الاجتماعي الذي بلغ ذروته في حضور ممثلين عن ثمان أو تسع دول عربية لتشييع جثمان الإرهابي إسحق رابين وذرْف الدموع عليه آنذاك، لا سيما من الملك حسين والرئيس عرفات. والتعاون الذي تلا ذلك وما زال في تصاعد مستمر، وبتحدٍّ صارخ لإرادة الجماهير العربية ومشاعرها. 
  5. التعامل المصرفي والتعاون في مجالات الزراعة والري والمياه والسياحة، وكذلك التعامل التجاري والسياسي والتبادل الدبلوماسي: فقد تم تبادل تمثيل دبلوماسي على مستوى سفارة، مصر والأردن أو قنصلية أو ممثل تجاري، بصورة معلنة أو خفية، مع كل من: قطر- عُمان ـ المغرب- تونس، موريتانيا"، جرى التراجع عن بعضها في أوقات لاحقة وغُلِّف وجود ما بقي منها وما استجد بسرية وصمت.
  6. التعاون العسكري المحدود، لا سيما بين الأردن والكيان الصهيوني في إطار التحالف التركي- الإسرائيلي- الأميركي وخارجه آنذاك.. وفي هذا الإطار تمت مناورات ومشاركات رمزية ذات دلالة، وحضر ضباط صهاينة تدريبات عسكرية للطيران الحربي في أقطار عربية في عدة مناسبات لم يكن آخرها ما تم في شهر حزيران 2000، وشارك ضباط عرب في تدريبات عسكرية في فلسطين المحتلة، وحضروا المناورات البحرية للتحالف التركي - الصهيوني -الأميركي في البحر الأبيض المتوسط عام 1998، ودعوا لحضور دورات تدريبية ومناورات.
  7. وجرى تطبيع مع دول عربية في مجالات منها المجال الثقافي بالمفهوم الشامل للثقافة: " تربية، أدب، إعلام، فن.. إلخ .." . وسوف أتوقف عند هذا المجال بعد قليل.

والمقصود من التطبيع بين الكيان الصهيوني والبلدان العربية المعنية بالصراع العربي الصهيوني، أن يُمسَح من الذاكرة العربية كل ما له صلة بحالة الحرب، وتُنسى الأسباب التي أدت إليها " الاحتلال والمذابح والتهجير وحق العودةو.."، وأن يتم القفز فوق ذلك كله -بتجاوزه-  إلى ما يسمى " ثقافة السلام"، لتقوم علاقات طبيعية بين "كيان الإرهاب والعنصرية" والدول العربية جميعاً، تؤكد " حقاً تاريخياً لتلك "الدولة البغي ؟!"، في أن تقوم في أرض فلسطين وعلى حساب شعبها، وأن تصبح جزءاً من النسيج الجغرافي والتاريخي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي والأمني للمنطقة، ويكون لها رأي في مستقبلها، وتدخل شريكاً في شؤونها، وأن تقوم بينها وبين دولها علاقات دبلوماسية واقتصادية وتجارية وثقافية في المجالات جميعاً.

ويذهب كيان العدو الصهيوني إلى أبعد من ذلك في هذا الاتجاه، ليركز على تفتيتي بلدان عربية وإعادة الترتيب الجيو - سياسي للمنطقة، إن أمكنه ذلك، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، والدول الأوروبية، وروسيا الاتحادية، وحلفائفهم في المنطقة.. وفي هذا السياق دعا الإرهابي شمعون بيريس إلى إلغاء جامعة الدول العربية وتفكيكها، بوصفها "جامعة الكراهية"، وإقامة جامعة شرق أوسطية تكون "إسرائيل؟!" في جوهر تكوينها وأحد المؤسسين الرئيسين لها والمهيمنين فيها.

وقد أسفر المشروع الشرق أوسطي آنذاك عن مجموعة من التدابير والتوجهات والمقترحات التي ما زال بعضها مستمراً وبعضها الآخر يراوح في مكانه مدة من الزمن، بسبب وصول " حزب الليكود " إلى السلطة، وهو الحزب الذي يرى أن تحقيق الأهداف التي تسعى إليها الصهيونية لا يكون عبر مشاريع الشرق أوسطية وتوجهات حزب العمل وإنما بفرض الوجود والاستيطان والحلول والسلام والتهويد والضم والقضم بالقوة، وانتزاع الاعتراف والأمن من دون تقديم أية "تنازلات" عن الأرض والنفوذ، حسب قول الإرهابي الفاسد نتنياهو وشركائه.. وقد أدت عودة حزب العمل إلى السلطة من جديد برئاسة باراك إلى شيئٍ من الحيوية إلى "شرق أوسطية بيريس"، لكن ليس بالقدر الذي كان سابقاً.. ثم طغت سياسة الليكود ونتنياهو وتصاعدت بشكل دموي وما زالت تمارس القتل والعدوان والتوسع.

يهدف التطبيع في المجال الثقافي إلى:

1- توظيف الثقافي في خدمة السياسي، أي جعل المبدئي والحقَّاني والخُلُقي والتاريخي في خدمة الآني والظالم والفاسد والمتقلِّب، والمفروض بقوة القهر الإمبريالي- الصهيوني على المنطقة وأهلها أو بقوة ولاء الموالين للعدو وحلفائه.

2- توظيف ثقافة ومثقفين في خدمة سياسة اتفاقيات الإذعان كامب ديفد ووادي عربة وأوسلو، التي فُرِضَت على العرب وغيرها مما تواطأ عرب مع العدو الصهيوني والطغيان الأميركي على فرضها خدمة للعدو وتحقيقاً لمرحلة جديدة من مراحل الصهيونية، على طريق تنفيذ مشروعها المستمر"إسرائيل التوراتية، أو إسرائيل رباتي"-

٣- جعل الثقافة إحدى أهم حواضن سلام الاستسلام، أي السلام الصهيوني -الأميركي، الذي يحاول انتزاع اعتراف تاريخي بحق لليهود في فلسطين عامة وفي القدس خاصة على حساب حق الفلسطينيين والعرب والمسلمين بفلسطين ومقدساتهم فيها، وعلى رأس تلك المقدسات المسجد الأقصى والقدس بكل مكوناتها المقدسة.

4- إعادة تكوين الذاكرة والوجدان العربيين من جديد وذلك بـ:

آ -محو حقائق الصراع العربي الصهيوني من الذاكرة، واستهداف الأجيال الناشئة قبل سواها، لتحقيق ذلك.

ب- إفراغ الصراع العربي الصهيوني من مضامينه وأهدافه وحقائقه، تحت ضغط تزييف الوقائع والحقائق والتاريخ من جهة، ومواجهة الناس بمنطق بمنطق مزَيَّف مُصَنَّع مُلَمَّع وواقعية انهزامية من جهة أخرى تُقدِّم الكيان الصهيوني ونفوذ حليفَه الأميركي على أنهما قدرٌ وأبد وما على العرب إلا أن يقبلوا هذه الصيغة، وإلا فإنهم سيخسرون ما تبقى من أرض وحق ومستقبل، وأنّ عليهم أن يقتنعوا بأن هذه هي نهاية تاريخ وبداية تاريخ.

وعلى الرغم من أن هذا مناقض لقانون الحياة الذي هو حركة لا تعرف الركود وتغيير بتدبير، ومناقض لكل استقراء سليم لتاريخ الأمم وتجارب الشعوب، ذلك الذي يقدم الدرس تلو الدرس والخلاصة تلو الخلاصة حول موضوع تداول الدول وكَبوات الأمم وتراخي الحضارات وذبولها أو سقوطها في مناطق ولدى أمم ونهوضها في مناطق ولدى أمم أخرى؛ ومناقض لحقيقة أن التاريخ تصنعه إرادة الأفراد والشعوب والأمم بالإيمان والانتماء والوعي المعرفي والعمل والنضال، وتغيير معطيات الواقع وموازين القوى على أرضية الثبات على الحق والمبدأ، والتمسك بهما وبالهوية القومية، والتضحية من أجل ذلك.. على الرغم من هذا كلِّه، فإن هذا النوع من المنطق الانهزامي يروَّج له بأشكال مختلفة وعلى مستويات عدة، ويلقى آذاناً صاغية من أفراد وجماعات ودول، وتوظَّف له الأموال، وتترامى عليه أدوات لا ترى أبعد من أنوفها، هذا إذا رأت.

جـ - إعادة صوغ الوجدان الفردي والجمعي العربيين، بالتركيز على:

1- تخريب منظومات قيم خُلقية واجتماعية ووطنية، ومعايير حكم واحتكام تستند إلى معطى ديني وقومي، تحرُّري وتحريري، وإلى تشويه معطيات تاريخية، وإمكانيات واقعية، ورموز نضالية تشكِّل لتدمير كل روافع الصّمود والنهوض العربيين؛ والقضاء على كل أمل في السعي لامتلاك قوة حرَّة محرِّرة، تحفظ الحقوق وتحمي الوجود، ويُستخدم منطقها عند الضرورة والتمكن والإمكان لبلوغ الأهداف والغايات المشروعة

2- التركيز على منظومات قيم ومعايير حياتية دنيوية -آنية - استهلاكية - نهلستية، غريبة أو غربية مستوردة ـ تركز على مخاطبة الغرائز وتنميتها، والتركيز على الفردي والأناني والآني من الموضوعات والاهتمامات والرؤى، وعلى تعزيز النزوع المادي الاستهلاكي على حساب الروحي الاجتماعي المتسامي، وعلى تفتيت قوى الإيمان والإرادة، وتعمل على تكريس مقومات مجتمع متحلل أناني منخور البنية، ذي تطلعات دُنيوية - دونية، مأخوذ بإغراء بتبعية مهلكة تفرض السير في ركاب من يرفعه المتبوعون " إرادة وآية وقيادة وراية"، ليحققوا  من خلاله وخلالهم ما يريدون

3- التأكيد على ترسيخ منطق الهزيمة والتركيز على أبعادِها وعلى عدم قدرة العرب على النهوض أو استطاعتهم كسب معركة مع العدو بالقوة، وأن الحرب لا يمكن أن تستمر إلى الأبد فلا بد من " استسلام" يسمونه سلاماً، يقوم على أرضية المفهوم الصهيوني -الأميركي للسلام الذي ينتزعُ فلسطين من أهلها ويبقيهم مشردين أو مجرد أفواه وسواعد في خدمة عدوهم وتَبعَاً لمن يهلكهم، ويطلب من العرب الاعتراف بـ "كيان العنصرية والإرهاب"، لأن هناك من اعترف بها وقبل بالتعايش معها.؟!

لقد لاحظ المهتمون بفرض سلام الاستسلام على الفلسطينيين خاصة وعلى الشعب العربي عامة، أن التطبيع بين مصر والكيان الصهيوني بعد "كامب ديفيد"، وفي الأردن بعد المعاهدة معه، وفي فلسطين بعد أوسلو.. لم يأخذ طريقه إلى الشعب في الوطن العربي، وأن أبناء الأمة العربية ما زالوا يرفضونه، وأن الثقافة بمفهومها الشامل لم تناصر تلك الاتفاقيات ولم تهادنها، ولم تساهم في فَرض مضامينها ومراميها التطبيعية على من يجب أن تُفْرَضَ عليهم من الناس والدول الرافضة لذك، وأنها وقفت بوجه المطبعين ودعاة التطبيع، وكانت في طليعة من يقاومون التطبيع والاعتراف ويقولون بتحرير فلسطين.. واقتنعوا بأن الثقافة بمفهوما الشامل أحد أهم المداخل إلى تغيير الرأي العام العربي وجعله يقبل بكيان الإرهاب دولة على حساب فلسطين.. ولذا وبمواحهة هذا الواقع، ومن أجل تنفيذ ما كانوا قد قرَّروه وبرمَجوه وروَّجوه، وعزّزوه بتصريحات ومواقف الرُّساء الأميركيين ابتداء من تصريح الرئيس الأسبق بيل كلنتون آنذاك والخطة المُعنونة بـ " الانتقال من ثقافة الحرب إلى ثقافة السلام…"، وما عملوا على تنفيذه لنشر التطبيع في المجال الثقافي بصيغٍ عدَّة والانطلاق منه للأوسع والأشمل، وفشل في تحقيق أهدافه، وفُضِح المطبعون وعُزِلَوا وأدينوا.. من أجل هذا ومتابعة للهدف المعلن، وضعوا سياسة جديدة مستجدة لنشر فيروس التطبيع المستجد، قبل زمن فيروس كورونا المستجد وفي أثنائه، بالتعاون مع سياسات وشخصيات وفضائيات وأجهزة إعلام وشركات إنتاج ومراكز ودور نشر وأدوات عربية.. فرصدت أموال للتمويل وجرى الدفع باتجاه القيام بل ذلك بأساليب مختلفة.. وفي هذا العام وقتوا توقيتاً مناسباً للنشر والانتشار في ظروف العزل الصحي العام، ليصلوا إلى " الاعتراف الشعبي العربي بالكيان الصهيوني وتطبيع العلاقات معه، وجعل أبناء الأمة العربية يَقبَلون بذلك ويُقْبِلون عليه".. وهو ما لن يصلوا إليه مطلقاً، لأن الشعب العربي في كل مكان يؤمن بأن قضية فلسطين قضيته المركزية، وأن فلسطين عربية من البحر إلى النهر ويجب تحريرها من الاحتلال، وأنها لشعبها الذي لا وطن له سواها، وأن كيان الإرهاب الصهيوني عنصري استعماريٌّ دخيل ويجب أن يزول لترتاح الأمة، أن أمره سيؤول إلى الزوال قَصُرَ الزّمن أمْ طال.. فالحق العربي لا يمكن التفريط به ولا يمكن أن يضيع وهو مسؤولية أجيال، وأن فلسطين جزء من أمتها العربية - الإسلامية، وستبقى عربية الوجه واليد واللسان

كلمات دلالية