"جحيم غزة".. قصص خوف ورعب يرويها الجنود الإسرائيليين قبل انسحابهم من غزة

الساعة 10:49 ص|02 مايو 2020

فلسطين اليوم

مرتْ 15 عاماً على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بعدما شعر المسؤولون في الكيان أن الوضع لا يطاق وأن كلفة البقاء في غزة، أكبر من جدوى الوجود فيها، فكان الانسحاب، قبل الانسحاب كانت المستوطنات الإسرائيلية، والجيش الإسرائيلي في تلك المنطقة يتعرض بشكلٍ يومي لعشرات العمليات الفدائية من قبل المقاومة في قطاع غزة.

وعلى الرغم من مرور 15 عاماً على الانسحاب من قطاع غزة، إلا أن الجنود الإسرائيليين لا يزالون يعانون من صدمات نفسية جراء المقاومة الباسلة التي قضت مضاجعهم، وصولاً لمرحلة الانسحاب المذل الذي أقدم عليه ارئيل شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك.

وحازت مجموعة جديدة على الفيس بوك تابعة لجنود من جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بعنوان "قصص من قطاع غزة قبل الانسحاب" على آلاف المعجبين والمشاركين خلال أقل من أسبوعين من إنشائها.

ووفقا لصحيفة "معاريف" العبرية، فإن الحديث يدور عن مجموعة اجتماعية أنشأها جنود الاحتلال الذي عملوا في قطاع غزة قبل الانسحاب منه عام 2005.

وبيّنت الصحيفة العبرية: "تعمد الصفحة على إبراز قصص الرعب والخوف التي حفرت في ذاكرة الجنود والمجندات بما في ذلك الصدمات النفسية التي لا يزالون يعانون منها حتى الآن".

وأوضح القائمون على المجموعة أن ما يميزها أنها تعمل على تفريغ الخوف والرعب والهلع الذي بقي محبوسا في قلوب الجنود على مدار أكثر من 15 عامًا.

وأردفوا: "سرعان ما أقبل الجنود على نشر صورهم وقصصهم المرعبة التي عاشوها في قطاع غزة قبل الانسحاب، والتي تظهر حجم اليأس والإحباط الذي يعيشون معه".

وأوضح "إيتسيك يشوفيف"، أحد القائمين على المجموعة، والذي كان مقاتلًا في السرية العملياتية التابعة لكتيبة شمشون قبل الانسحاب من غزة، أن الصفحة بمثابة وسيلة للعلاج النفسي الجماعي الذي يعيشه الجنود الذين عاصروا تلك الفترة.

وأفاد بأن الصفحة حازت حتى اللحظة على 170 ألف مشاركة.

وأضاف: "بالرغم من أن المجموعة قد توجهت إلى الجنود والمجندات والضباط والضابطات الذين خدموا في قطاع غزة قبل الانسحاب، إلا أن مدراء المجموعة قد قرروا ضم العائلات الثكلى ومستوطني غوش قطيف الذين هاجروا القطاع بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة".

وتابع: "طوال الوقت يصلني العشرات من الرسائل والردود من قادة الألوية ونوابهم وقادة الكتائب وضباط كبار آخرين لا يزالون يخدمون في الجيش حتى هذه اللحظة ولا يستطيعون الانضمام للمجموعة بواقع التعليمات العسكرية، يؤكدون فيها على أنهم يدعمون هذه المجموعة ويطلبون حصولهم على آخر مستجداتها".

وبحسب يشوفيف فإن هذه المجموعة كشفت مئات المصابين بأمراض نفسية من جنود الاحتلال الذين قاتلوا في غزة قبل الانسحاب.

وأكد: "ففي تلك الفترة الجنود عاشوا واقعا صعبا ومريرا في ظل كثرة عمليات اقتحام المستوطنات والمعسكرات التي كان ينفذها الغزيون ضد قوات الجيش الإسرائيلي".

ومن بين القصص التي نشرها أحد الجنود الذين خدموا في غزة على المجموعة تحدث فيها قائلا "لا أزال أتذكر تفاصيل التفاصيل التي مررت بها هناك، بما في ذلك رائحة الدم المخلوطة بالغبار والمتفجرات".

واستطرد: "لا زلت أتذكر صرخاتنا وخوفنا وهلعنا، لا زلت أتذكر كيف أنني لم أستطع تحريك يدي من شدة الخوف، لا زلت أتذكر برك الدماء، وختم حديثه "لا أستطع نسيان جهنم غزة للحظة واحدة".

 

 

كلمات دلالية