اجتاحت العبارات والمشاهد المؤيدة لـ"إسرائيل" المسلسلات العربية وتحديداً الخليجية في موسم رمضان 2020، وهو ما يؤشر إلى وجود نوايا خفية لأصحاب القرار في تلك الدول، التي تسعى بليلٍ إلى الهرولة الإسرائيلية، لكن مشكلتها هو تهجين إنسان عربي يرضى بالتطبيع، فوجدت ان الأمر قد يكون سهلاً من خلال مسلسلات رمضانية.
الكاتب اليهودي يارون فريدمان كشف النقاب عن أهداف المسلسلات العربية في رمضان التي تدعو لإقامة علاقات مع "إسرائيل" مثل مسلسل "أم هارون" الذي يعرض معاناة اليهود في العالم العربي، مشيراً إلى أن الهدف يتمثل في محاولة أنظمة خليجية تدجين الشعوب لجعلها تقبل فكرة التطبيع مع "إسرائيل".
ولفت إلى ان مسلسل ام هارون شارك في إنتاجه مسؤولون في عدة دول خليجية، وتم تصويره في دولتي الإمارات والكويت، ويبث حاليا في جميع أنحاء العالم العربي على قناة MBC السعودية".
وأضاف يارون فريدمان، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت "أن المسلسل أغضب المشاهدين العرب من تصوير اليهود كضحايا، بدلا من تسليط الضوء على نكبة الفلسطينيين، وتصوير قيام إسرائيل على أنها "نهاية الانتداب البريطاني في إسرائيل"، بدلا من "نهاية الانتداب البريطاني في فلسطين العربية".
وأوضح أن "منتقدي المسلسل سخروا من منتجيه بسبب سلسلة الأخطاء التاريخية، وتصدير جمل عبرية ببعض الأخطاء، وتقديم اللغة العبرية كلغة مكتوبة من اليسار لليمين، رغم أنها تكتب بالعكس، واعتبار احتلال القدس بأنه وقع في 1948 بدلا من 1967، وتقديم الكويت كدولة تعيش فيها جالية يهودية كبيرة، رغم أنه لم يكن لدى دول الخليج سوى مجتمعات يهودية صغيرة، مقارنة بنظيرتها في أجزاء أخرى من العالم العربي".
وأكد أن "وسائل الإعلام العربية والمشاهدين هاجموا هذا المسلسل، قائلين إنه استهداف خطير للقضية الفلسطينية، وإنكار للنكبة الكارثة التي أصابت الفلسطينيين، واعتبروا الغرض منه تدريب الجمهور العربي على التطبيع مع إسرائيل، وجعل "أم هارون" رمزا للاجئين اليهود من الدول العربية".
وأشار إلى أن "الضغط العربي أسفر عن بعض التحركات السياسية، فقد طالب النواب الكويتيون بتشكيل لجنة تحقيق، وإزالة المسلسل من الشاشة، وهاجموا وزير الإعلام محمد الجعبري لاعتماده صورة المسلسل، زاعمين أنها تصور التاريخ زورا، وتتناقض مع موقف الكويت المؤيد للفلسطينيين".
وأضاف أنها "ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها مسلسل عن اليهود بردود فعل غاضبة، ففي 2015 نشبت عاصفة حول المسلسل "حارة اليهود"، الذي كشف رغبة القيادة المصرية بتشجيع التطبيع مع إسرائيل، وشكل أول اعتراف بترحيل اليهود المصريين، وإلحاق الضرر بصورة الإخوان المسلمين، وليس صدفة أن يعرض المسلسل بعد عامين فقط من صعود عبد الفتاح السيسي للسلطة عقب انقلابه على الإخوان المسلمين".، على حد قوله.
وأشار إلى أن مسلسل "أم هارون" ليس وحده يواجه الانتقادات العربية، فهناك المسلسل السعودي الساخر "المخرج 7"، وقد كشف الاضطراب الذي أحاط به عن جدل حاد في الشرق الأوسط بشأن الموقف من إسرائيل، ويعكس عمق الخلاف في العالم العربي، ومقالات وتعليقات في وسائل الإعلام العربية خاصة في سوريا ولبنان وغزة، حولت الانتقادات باتجاه السعودية".
وأشار إلى أن "منتقدي المسلسلات الخليجية وجهوا اتهاماتهم للسعودية بتهميش القضية الفلسطينية بشكل منهجي منذ سنوات، بدءا من مبادرة السلام لعام 2002، ودعم صفقة القرن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأن هذه المسلسلات فن موجه، تهدف لتغيير الرأي العام العربي تجاه اليهود وإسرائيل، مما يمهد الطريق للتطبيع".
وختم بالقول إن "هذه المسلسلات تظهر تغيرا في السعودية والخليج، وتحولا بوعي بعض الدول العربية، فالقنوات السعودية تصل إلى كل بيت عربي، فطبيعي أن يخلق هذا التغيير موجة اعتراضات وردود فعل صادمة، فالثقافة العربية ليس فيها مكان للضحية سوى الفلسطيني المطرود من أرضه، أما اليهودي فهو صهيوني محتل، والقلق العربي أن تستغل إسرائيل قضية المهاجرين اليهود الشرقيين لإلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين".