"نهارهم ليل.. وليلهم نهار".. أربع كلمات تلخص الحالة التي يعيشها عمال قطاع غزة الذين انقلب ليلهم إلى عمل، ونهارهم إلى نوم، إذ يضطرون للعمل ليلاً في شهر رمضان مبارك، لتجاوز أزمتي انقطاع التيار الكهربائي، وارتفاع درجات الحرارة في نهار رمضان.
عيدُ العمال الذي يصادف اليوم الاول من مايو (أيار) لم يكن بالنسبة للمواطن محمد بدوان الذي يعمل في "كسارة باطون" يوم إجازة، بل ضاعف من عمله ليلاً، بهدف تفادي انقطاع التيار الكهربائي نهاراً، إلى جانب تفادي حرارة الشمس في نهار رمضان.
ويصادف، اليوم الجمعة، الأول من أيار، "عيد العمال" العالمي، ويعتبر عيدا سنويا، يعطل فيه كافة العمال في كافة المجالات، والميادين.
"ما بجبرك على المر إلا الأمر".. كلماتٌ خرجت من بدوان (36 عاماً) تعبر عن حجم الأسى الذي يعاني منه العمال الفلسطينيين في قطاع غزة، والذين نال منهم الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 14 عاماً على التوالي، ما زاد من معدلات الفقر والبطالة في صفوف الشباب، إلى جانب تدني أجور العمال.
يقول بدوان الذي يعيل اسرة من 6 أفراد: "نحاول قدر الإمكان توفير قوت العائلة، انا أعمل باجرٍ يومي في الكسارة، وفي حال رفضت الذهاب على العمل لن اتقاضى اجر ذلك اليوم، وهو ما قد يعرض عائلتي للجوع".
وأشار بدوان إلى أن أوضاع العمال في قطاع غزة "كارثية"، وأن الأوضاع الاقتصادية أصبحت صعبة جداً، ولا تطاق، إلى جانب عدم وجود أفق في تحسن الظروف الراهنة للعامل الفلسطيني في غزة.
وعن العمل في ليل رمضان، يشير إلى أنَّه يعمل ليلاً، لتفادي انقطاع التيار الكهربائي في غزة التي تتعرض لمشاكل كبيرة في الكهرباء منذ 14 عاماً بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي للشركة، ومنع سلطات الاحتلال لإدخال الكميات المطلوبة من الوقود للشركة.
كما، ويعمل بدوان ليلاً في محاولةٍ منه لتفادي حرارة أشعة الشمس الحارقة، إذ يقول: لا نستطيع العمل تحت أشعة الشمس الحارقة في نهار رمضان، إذ ان ذلك من شأنه أن يعرضنا للإجهاد الشديد.
ويتمثل جدول بدوان الرمضاني في الإفطار مع العائلة، وبعدها أداء صلاة التراويح جماعة في المنزل بعد اغلاق المساجد بسبب إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، وبعدها ينطلق إلى "الكسارة" ليلاً شرق قطاع غزة.
ويعمل بدوان طوال ساعات الليل من الساعة العاشرة وحتى الساعة الرابعة فجراً، مشيراً إلى أن وجبة السحور، وصلاة الفجر، يؤديهما في الكسارة، وبعد صلاة الفجر يعود إلى بيته للنوم.
وأشار إلى أنه يتقاضى أجر يومي محدود للغاية، إذ لا يتقضى سوى 40 شيكلاً (حوالي 11 دولار امريكي)، على الرغم من أن العمل في الكسارات مرهق للغاية، ولا يتناسب الأجر مع الجهد الذي يبذله بدوان.
العامل علاء جهاد (30 عامًا) يقضي نهار رمضان بين النوم والراحة وأداء الصلوات في وقتها -كما يقول- في حين أنّه ما ينتهي من تناول طعام الإفطار حتى يسارع إلى عمله حسب تعليمات صاحب العمل.
ويقول عجور: "كنت أتمنى أن أؤدي صلاة التراويح في المنزل ولكنها سنَّة، ونحن نؤدي صلاة العشاء، ثم نبدأ بالعمل حتى لا يدركنا وقت الليل لأنه قصير".
وأشار إلى أنهم يضطرون للعمل ليلاً بسبب حرارة الجو في فلسطين بالتزامن مع شهر رمضان المبارك.
احصائيات مهمة