خبر استنكار فلسطيني واسع لتطاول التلفزيون الإسرائيلي على السيد المسيح

الساعة 11:49 ص|19 فبراير 2009

القدس المحتلة: فلسطين اليوم

أثار البرنامج الساخر و التفوهات البذيئة التي أوردتها القناة العاشرة في تلفزيون الاحتلال ، بحق السيدة مريم العذراء وولدها نبي الله المسيح عليهما السلام موجة كبيرة من الاستنكار والتنديد والغضب بين أوساط العلماء والشخصيات الفلسطينية الاعتبارية في مدينة القدس المحتلة وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.

وفي هذا السياق، استنكر سماحة القاضي الدكتور أحمد الناطور رئيس محكمة الاستئناف الشرعية العليا في الداخل الفلسطيني المحتل بشدّة هذه التفوهات البذيئة، قائلا:"لا بدّ للقناة العاشرة, التي أوشكت قبل أيام على الموت, أن تعلم أن جريان المياه العادمة في مجرى قناةٍ ما, قد يجعلها قناة للمجاري, لا تقوى إلا أن تنضح بما فيها."

و أضاف:" إن عنصرية هؤلاء التافهين ممن يعدّون أنفسهم مثقفين, وأصحاب فكر نيّر, هم الذين عَمِيَت أبصارهم فأعمى الله بصائرهم, حتى صاروا مسخاً من العنصرية والانحطاط, ولم يعودوا قادرين حتى على التشبه بأخلاق البشر".
ولفت إلى أن التطاول على نبي الله عيسى عليه السلام, وعلى أمه مريم التي اصطفاها رب العالمين وطهّرها واصطفاها على نساء العالمين, إنما هو سقوط في هاوية الرذيلة، و الساقط لا يملك مصير نفسه, بل كلما ازداد سقوطاً, ازداد تسارعه في التدهور والانحدار".

وتابع قائلاً: "أما نحن فيحق لنا كمسلمين ومسيحيين بل وكمؤمنين بالله, أن نغضب وأن لا نمر على مثل هذه الاعتداءات بالسكوت, وكأنّ الأمر لا يعنينا, لأنه لا يجوز أن يتمادى هؤلاء في غيِّهم دونما رادع.

واستطرد قائلاً: "إن ما جاء به هذا البرنامج لم يكن زلّة لسان أو خطأ مرتجل, بل هو معدّ سَلَفًا من قبل هيئة التحرير, الأمر الذي يستفاد منه أنهم يُنَظِرون الرذيلة ويجعلونها فلسفة حياة كما يتخذون العنصرية والاستهتار بمشاعر الآخرين نهجاً وعقيدة."

و طالب بملاحقة القائمين على هذا البرنامج قضائياً وجماهيرياً, وقال: "نتوجه إلى أهلنا المؤمنين بعيسى عليه السلام نبياً, بمزيد من الالتحام والالتئام لنكون على مستوى هذه التحديات التي لا تنقطع, حتى صارت جزءاً من قدرنا كمسلمين ومسيحيين, خاصة وأن أحداً من غير المسيحيين والمسلمين لم يكلّف نفسه عناء شجب هذا البرنامج وما فاح منه من عنصرية ورذيلة.

وكان كل من سماحة الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، وسماحة الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة استنكرا بشدة ما جاء في هذا البرنامج، وطالبا بملاحقة المسؤولين وتقديمهم للمحاكمة.

من جهتها، اعتبرت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل ما أقدمت عليه القناة العاشرة في تلفزيون الاحتلال جريمة نكراء تقشعر منها الأبدان وتشمئز منها النفوس, بل هي محاولة أقزام للنيل من شموخ وطهر نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام وأمه الطاهرة العفيفة.

وقالت في بيان لها بهذا الخصوص: "إن الاعتداء والإساءة لسيدنا المسيح عليه السلام هو تماماً كالاعتداء على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأن الأنبياء كلهم أخوة, ولسان حالنا كمسلمين تجاههم هو ما عبر عنه القرآن الكريم على لسان الثلة المؤمنة (لا نفرق بين أحد من رسله)."

أمّا الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل فقال: "نحن كمسلمين نعتقد أن المس والإساءة والتهكم والسخرية من أي نبي من الأنبياء عليهم السلام يُخرج المسلم إذا فعلها عن ملة الإسلام، بمعنى أنه يكون كافراً لأن قدسية الأنبياء إنما هي عقيدة يعتقدها المسلم، و بالتالي أن يأتي هذا اليهودي بالتهكم على شخص السيد المسيح عليه السلام وعلى أمه مريم العذراء فهو إنما يؤكد على انحراف ليس في سلوكه الشخص فقط وإنما في العقيدة والدين الذي نشأ عليهما".

وأضاف: "ليس جديدا أن نسمع عما اتهموا عيسى عليه السلام وأمه البتول العذراء بتهم لا تليق لبشر عادي فكيف وأن يكون هو رسول الله عيسى وأمه مريم العذراء عليها السلام؟"..