أم إياد صالحة من سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، امرأة خمسينية لم تتوقف عن الكفاح في حياتها لمساندة زوجها وأولادها ومعونتهم في شؤون حياتهم، تقف على رجليها منذ الصباح الباكر لإعداد وجبة القطايف التي تزين سفرة شهرة رمضان المبارك.
فصالحة ورثت المهنة عن زوجها المتوفي الذي اعتادت أن تقف بجواره عند صنع القطايف في كل شهر رمضان، إلى أن توفي ولم تقبل إلا أن تقف مع أولادها بدلاً عنه فتكمل مشوار صناعة القطايف لإعالة أسرتها.
ويرتبط القطايف ارتباط وثيق بشهر رمضان المبارك، حيث يقبل على شرائه الصائمون، فيما يحرص الباعة على صنعه وبيعه، ويعد مصدر دخل للكثير من العائلات التي اعتادت على صنعه في شهر رمضان وتشتهر به.
تقول صالحة (55 عاماً) لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": كنت أعمل مع زوجي في صنع القطايف لمساعدته في عمله، لكن بعد وفاته كان من الضروري الاستمرار في لقمة عيشنا التي تدر دخلاً علينا ونترزق منها".
وتتكون عائلة صالحة من 10 أفراد، حيث تعتمد وعائلتها على ما تستلمه من مستحقات الشؤون الاجتماعية، وهي مصدر الدخل الوحيد بالنسبة لها، حيث أن لديها ابن كبير معاق لا يتحرك إلا بكرسي متنقل.
وأكدت صالحة، أن هذا العمل هو رزق لها ولأولادها وهي التي تتمكن من خلالها أن تصرف على منزلها وتكون مبلغاً من المال، متمنية أن يكون شهر رمضان طوال السنة لتعمل وتكسب.
وعن طبيعة عملها تضيف: أنزل السوق في شهر رمضان المبارك منذ التاسعة صباحاً نبدأ أنا وأولادي في التجهيز لصنع القطايف، حيث يبدأ الزبائن في طلبها بعد صلاة العصر مباشرة، فيجب أن تكون جاهزة.
وتشير صالحة إلى أن القطايف لديها قبول كبير من قبل المواطنين خاصةً في شهر رمضان المبارك، موضحةً أنها مستعدة للقيام بصنع القطايف في الأيام العادية في حال كان هناك طلب عليها.
ويعاني سكان قطاع غزة من أوضاع اقتصادية صعبة جراء استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق وقلة فرص العمل وزيادة عدد العاطلين عن العمل، فبالتالي يحاول المواطنون البحث عن سبل للعمل بشتى الطرق.
ويقدم القطايف كطبق حلويات يتفوق بقوة على كافة أطباق الحلويات خاصةً في شهر رمضان المبارك، بحشوات مختلفة، منها التمر والمكسرات والزبيب واللبن والقشطة، وحشوة الجوز المطحون المخلوطة بجوز الهند مع القرفة.
أما عجينة "القطايف" فتتكون من الطحين والحليب والخميرة، حيث لا تستغرق وقتاً كبيراً في تحضيرها.