أفكار إبداعية.. "كمامات سواريه" للأفراح في غزة

فلسطين اليوم

أفكار لا تتوقف، وشعب لا يكف عن الإبداع والفرح رغم كل ما يعانيه ويقاسيه من احتلال وحصار وأزمات اقتصادية، فهو قادر على التكيّف والتطور والإبداع حتى ولو كانت الأزمة صحية ووباء عالمي، فغزة لديها ما تقول.

"كمامات سواريه" آخر إبداعات غزة في مكافحة فيروس كورونا المستجد الذي غزا العالم أجمع، وأوقع آلاف الإصابات والوفيات، فيما لا تزال غزة آمنة ولم تظهر أي حالة في الداخل، وإنما كانت جميع الحالات في الحجر الصحي.

بألوان زاهية وخيوط مزركشة غزت صور الكمامات الخاصة بالأفراح والعرائس مواقع التواصل الاجتماعي في قطاع غزة معتقدين في البداية أن الأمر مجرد مزحة، لكن شيئًا فشيء اتضحت الصورة، وظهر أن الأمر حقيقي يقوم به معرض طوق النجاة جنوب قطاع غزة.

واستطاع المعرض أن يجذب انتباه العرائس في ظل الإجراءات الصعبة المفروضة لمنع انتشار المرض في قطاع غزة، كي تكون الكمامة حاضرة لكن بشكل يليق مع باقي التحضيرات الخاصة بالزفاف.

وبدأت حفلات الزفاف تعود إلى قديم عهدها بعد أن أغلقت صالات الأفراح أبوابها بسبب الجائحة، حيث اضطرت العائلات لعمل الأفراح داخل منازلها، مما يعيدنا إلى الزمن القديم التي كانت تقام فيه الأفراح في المنازل وعلى الأسطح.

وحظيت الكمامات المزركشة بتفاعل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما رأى البعض انها غير مفيدة، وضرورة تأجيل الأفراح والابتعاد عن الاختلاط في الفترة الحالية حتى تمر الأزمة.

صاحبة المعرض أكدت بدورها أن العديد من الفتيات قاموا بحجز هذه الكمامات المزركشة من أجل حفلات زفافهن، أو حتى للخروج مثلًا لمحلات التصوير أو غيرها، مما حولها لما هو أشبه بـ"الموضة".

وأوضحت السيدة أن العديد من السيدات بقين على رأس عملهن بسبب هذه الفكرة، مما ساعد في الحفاظ على دخل العديد من الأسر الفقيرة التي تعمل باليومية.

وأشارت إلى أنها لم تتعرض للانتقادات بل كان هناك قبول وبهجة سواء على الواقع أو على منصات التواصل الاجتماعي التي شهدت تفاعلًا كبيرًا مع الفكرة.

وأضافت: "غزة دائمًا ما تبدع في صناعة الفرح حتى في أشد الأزمات، وكورونا مرحلة وسنتغلب عليها بحلوها ومرها".

ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي منذ 14 عامًا تخلله 3 حروب مما أدى إلى تدهور الحالة الإنسانية بشكل كبير وارتفاع نسب الفقر والبطالة.

 وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت إنهاء الحجر الصحي لعدد 1018 مستضافًا في مراكز الحجر من بينهم 233 من الطواقم الطبية ورجال الأمن والخدمات المساندة والنظافة، بعد إتمام كافة الفحوصات للاطمئنان على سلامتهم.

وبحسب بيانات الوزارة، فإن إجمالي المتعافين من فيروس كورونا وصل إلى ثماني حالات، ولا تزال خمس حالات مصابة تحت المتابعة الصحية، في وقت لم تسجل حالات جديدة حتى الآن.