رمضان 2020.. شهر لن ينساه المسلمون!

الساعة 03:31 م|21 ابريل 2020

فلسطين اليوم

وسط حالة من الحزن و الكآبة، يستعد المسلمون في انحاء المعمورة لاستقبال شهر رمضان المبارك، الذي يحل خلال أيام معدودة.

و على ما يبدو، فإن رمضان 2020 لن يكون كسابقاته من السنوات الماضية، بسبب الأزمة التي تخيم على المسلمين في العالم و طالت مختلف مناحي الحياة لديهم، بسبب فيروس كورونا المستجد الذي يجتاح دول العالم، و يحصد المزيد من الضحايا يومياً، في حين لم تنجح كل محاولات ايجاد علاج له حتى الآن.

و تختفي خلال هذا الشهر الفضيل من هذا العام مختلف الطقوس و المظاهر الاحتفالية التي كان يشهدها رمضان في الأعوام السابقة، من إلغاء ولائم الإفطار مع الأقارب و الأحباب، إلى تعليق الصلوات في المساجد وخاصة صلاة التراويح، إضافة الى الإجراءات الصارمة التي فرضتها الحكومات للحد من انتشار الفيروس المستجد.

ليس هذا فحسب، فقد حرم الفيروس القاتل المئات، بل الآلاف من الأسر للجلوس على مائدة واحدة خلال شهر رمضان، ربما بسبب وجود احد أفرادها في مراكز الحجر الصحي، كما أن هناك مسافرين تقطعت بهم السبل و لم يتمكنوا من العودة بسبب اغلاق المعابر و المطارات حول العالم، في إطار التدابير الاحترازية لوقف انتشار الفيروس.

المواطن محمد، 45 عاماً واحداً من المواطنين الذين وصلوا الى قطاع غزة عبر معبر رفح البري بعد فتحه استثنائياً الاسبوع الماضي لدخول العالقين، و يقضي حالياً فترة الحجر الصحي 21 يوماً في أحد مراكز الحجر الصحي بغزة، حيث يقول: "لأول مرة في حياتي لن اتمكن من استقبال شهر رمضان مع الأهل و العائلة بسبب وجودي في الحجر الصحي".

و أضاف: "بهجة رمضان و الفرحة بقدومه تكاد تكون معدومة لدى كل المواطنين المحجورين، لكن ما يطمئن قلوبنا هو أنها أيام و ستنتهي و نعود الى بيوتنا".

بدورها عبرت المواطنة آلاء، و هو طالبة تدرس في جمهورية مصر العربية عن أملها في أن يفتح معبر رفح البري قريباً، لتتمكن من العودة الى بيتها، و ان تقضي شهر رمضان مع عائلتها، و لا سيما بعد الغاء الامتحانات في الجامعات المصرية.

و أشارت الى أن المدة التي ستقضيها في البيت طويلة، حتى انتهاء ازمة فيروس كورونا، و عودة الحياة لطبيعتها، مطالبة بفتح المعبر للسماح لها و لزملائها بالعودة الى بيوتهم.

أما المواطن عبد الحميد، فقال و قد بدى الألم و الحسرة على وجهه فقال: "لا يحلو رمضان الا بالأجواء الدينية التي تتزامن معه، من صلاة تراويح و زيارات عائلية، و لقاءات دينية في المساجد".

و لفت الى أنه رغم أنه شهر عبادة، صوم و صلاة و قيام، الا أن هناك الكثير من الطقوس، و المناسك التي ستختفي هذا العام بسبب حالة الطوارئ التي تفرضها الحكومات لمنع انتشار فيروس كورونا.

و كان مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، اعلن الاسبوع الماضي، أن جميع المساجد في فلسطين ستبقى مغلقة خلال شهر رمضان المبارك.

وقال في بيان صدر عنه: “التزامًا بالإجراءات المتبعة ستبقى صلوات الجماعة والجمعة والتراويح معلقة؛ بهدف الحفاظ على حياة المواطنين وحمايتهم من انتشار فيروس كورونا”.

و يوم أمس الاثنين، قررت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة استمرار إيقاف صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، مع إبقاء رفع الأذان في أوقاته المعلومة إلى حين تغير المعطيات بما يتطلب إعادة دراسة الموقف.

وقال وكيل وزارة الأوقاف د. عبد الهادي الأغا أنه يُسمح استثناءً بصلاة الجماعة في المسجد للإمام والمؤذن والآذن فقط؛ لإبقاء الشعيرة قائمة، مع ضرورة التزام الإجراءات الوقائية.

ودعا الأغا المواطنين إلى المحافظة على صلاة الجماعة في البيوت، والقنوت في الصلوات المفروضة؛ وأن يجعلوا من بيوتهم مساجد ويعمروها بالطاعة والعبادة.

كما أعلنت السعودية استمرار تعليق الصلوات الخمس والتراويح في المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة خلال شهر رمضان الكريم، لوقف انتشار فيروس "كورونا".

وتأتي هذه القيود استجابة لتوصيات منظمة الصحة العالمية التي طالبت الدول الإسلامية على "إعادة النظر جديا" في أي احتفالات دينية جماعية خلال شهر رمضان المبارك.

و يشار الى أن المجلس الأوروبي للإفتاء و البحوث، أعلن أن الجمعة المقبلة 24 نيسان/ أبريل، ستكون أول أيام شهر رمضان المبارك، فيما سيكون أول أيام عيد الفطر المبارك يوم الأحد 24 أيار/ مايو.

ووفقا للموقع الرسمي للمجلس، فإن الحسابات الفلكية الدقيقة بالنسبة لهلال شهر رمضان في أوروبا لعام 1441هـ تؤكد أن الاقتران سيكون على الساعة 02 و26 دقيقة حسب توقيت جرينتش من يوم الخميس 23 أبريل 2020 الموافق 30 شعبان 1441هـ، أي ما يوافق الساعة 05:26 حسب التوقيت المحلي لمكة المكرمة.

كلمات دلالية