كيف يوظف اليمين الإسرائيلي “كورونا” والبالون الإيراني… لضم الضفة؟- معاريف

الساعة 03:33 م|18 ابريل 2020

فلسطين اليوم

بقلم: ران أدليست- معاريف العبرية
يوم الأحد سنعرف إذا كانت لدينا حكومة. في اتفاق وقع بين غانتس ونتنياهو ثمة ثغرة لضم مناطق، هذه هي خطوة منتصرة لليمين. يقال إنه مجرد ضم صغير جداً. من حيث المبدأ هذا بالون تظاهري على مستوى “إسرائيل اليوم” (“استغلال الوضع وضم غور الأردن”). والمناورة هي التعويل على صرف الانتباه نحو “كورونا”، وانتزاع إقرار من ترامب في تغريدة أو رسالة للضم. وبالتوازي، قبيل تشكيل حكومة الطوارئ، يجند نتنياهو وشركاؤه الشيطان الإيراني. ليس لدي أي فكرة إذا كان الغانتسيون شركاء في الحكومة، وماذا سيكون رد فعلهم أو وزنهم. فاستمرار حكم تجمع اليمين في الحكومة الانتقالية بينما نتنياهو رئيس الوزراء، وبينيت وزير الدفاع، ويريف لفين يجلس في الكابينت، ويوآف غالنت وميري ريغف وصفة للمصيبة.

الضم الحقيقي بالمناسبة لن يتم، مثلما هو الإعلان عن القدس موحدة وكذا عن ضم هضبة الجولان، وإقامة هضبة ترامب لم تكن أكثر من مهزلة. ورغم مظهر الهدوء السطحي في المناطق، فالفلسطينيون مفعمون برواسب الغضب والثأر الديني والتزمت وكورونا، وانعدام اليمين والاقتصاد المنهار. وكل حيلة للإعلان عن الضم ومرسوم إداري في هذا الاتجاه كفيل بأن يحول هذه العناصر إلى عاصفة كاملة الأوصاف. وليس الإرهابي الذي ستعتقله المخابرات الإسرائيلية هو الذي سيعمل منفرداً، بل وجدته وطفلته أيضاً. أقدر من خلال الحديث الذي عين فيه بينيت وزيراً للدفاع، حرص نتنياهو على ألا “يوجه” بينيت رئيس الأركان لإعداد دراسة لغرض الضم. وهي الخطط التي على أي حال تدفن في مكان ما في الجوارير وفقاً لتوصيات نتنياهو في الماضي.

في هذه الأثناء يطير اليوم من جديد البالون الإيراني الذي يعدّ علاوة مهمة لتبرير كل خطوة، من حكومة الوحدة وحتى تصريحات الضم. من أجل هذا توجد لنتنياهو هيئة الأمن القومي. في إحدى جلسات الحكومة الأخيرة، عرض نتنياهو شريطاً مصوراً أعده مئير بن شباط، رئيس هيئة الأمن القومي والجندي في طابور معتمري الكيباة ممن يحمون نتنياهو. وشرح نتنياهو كيف يظهر هذا الشريط الإيرانيين وهم يلقون بجثث موتى كورونا التي تتراكم في مكان ما في مكب القمامة. بالنسبة لمن يختص بالتخويف والتهديد لأغراض سياسية وشخصية، هذا ذهب إعلامي. ولاحقاً تبين أن هذه لم تكن في إيران بل هو فيلم هوليوودي قديم عن وباء آخر في بلاد أخرى، مما يتيح إطلالة أخرى على آلية اتخاذ القرارات في محيط نتنياهو. أحد ما في هيئة الأركان العامة يري بن شباط شريطاً اصطاده في الشبكة. أحد ما، بنية مبيتة أو بالخطأ، يلصقه بإيران. وبن شباط، الذي ليس له أي صلة بالموضوع الإيراني باستثناء فهم ما يريده الزعيم، يشتعل على الفور. ليس لأن الشريط ساهم في أمن إسرائيل أو أثبت شيئاً ما لم نعرفه، بل لأن بن شباط عرف بأن نتنياهو سيفعل من هذا على الفور استخداماً سياسياً على نمط “انظروا إلى أولئك الكذابين في إيران، فهم لن يقولوا الحقيقة قط، ولا سيما في موضوع النووي، وإذا كانوا هكذا يتعاملون مع أبناء شعبهم، فتصوروا ما الذي يرغبون في فعله بنا”.

 

من ناحية بن شباط، إذا كان نتنياهو يشتري ويبيع هذه الفرية في مؤتمره الصحافي اليومي، فإن الحديث يدور إما عن دليل على أن الإيرانيين قادرون على عمل كل شيء أم دليل على القدرات التنفيذية الرائعة لبن شباط. وعندما تبين أن هذا غباء تام، عقب مكتب رئيس الوزراء بأن “هذا شريط من الشبكة ليس واضحاً مدى مصداقيته”. أحقاً، فلماذا نشره نتنياهو على الوزراء إذن؟ الدرس الواضح هو أن علينا أن نتعاطى مع كل تصريح لرئيس الوزراء بروح النص الذي يكتب على علب السجائر: الحذر! مادة سامة (هل فهمت هذا، يا بيني؟)!

وبالمناسبة التي ليست صدفة على الإطلاق: في جلسة لجنة كورونا التي عقدت في الكنيست قبل نحو ثلاثة أسابيع، شرح بن شباط بأن نتنياهو قال إن الحديث يدور عن حدث فوق الوزارات، وبالتالي فإن “هيئة الأمن القومي ستجمل وتنسق وتتحكم بالحدث على المستوى القومي”. وهذا هو بن شباط إياه الذي “سيجمل السياسة أيضاً حين توسط في دخول “يمينا” إلى الحكومة (بالتشاور مع نسيبه الحاخام حاييم تروكمان) وهو الذي “سيجمل” التهديد الإيراني أيضاً.

معدلات التخصيب

قبل وقت ما، هاجم سلاح الجو “أهدافاً إيرانية” في سوريا. وحسب تسفيكا يحزقيلي، “حصل هذا لأن هناك تقديراً إسرائيلياً بأن إيران أضعف حالياً، سواء في فروعها أم في مبعوثيها في لبنان وفي سوريا… تعرف إسرائيل بأن إيران مع كورونا هي إيران أضعف”. كل شيء صحيح، باستثناء استنتاج يحزقيلي بالتشجيع المغرض من نيسيم مشعال: “إذا فكر أحد ما بمهاجمة إيران، فهذا هو الوقت”، يقول يحزقيلي. بحياتك يا تسفيكا، لا حاجة للمرء أن يكون محرراً في الإعلام كي يوقف “هجومك”. فممرض إعلامي يكفي. فكرة سوية العقل أكثر يعرضها في “واي نت” أودي أفينتال، وهو عقيد في الاحتياط تولى مناصب في بحوث وتصميم سياسة الأمن، ويعتقد أنه يجب تشديد الضغط على إيران، ولكن بحكمة أكبر تكفي ألا يروج للهجوم. وكتب أفينتال يقول إن “خبراء ومحافل رسمية في الولايات المتحدة وإسرائيل يشخصون فرصة في الأزمة الخطيرة التي علقت فيها إيران. حكومة جديدة في إسرائيل يجب أن تحددها بأولوية عليا، إلى جانب مكافحة كورونا”. ويضيف بأن “المشروع النووي الإيراني وتوسيعه هو تهديد لا يمكن لإسرائيل أن تكف عن معالجته.

بعد أن دفع أفينتال دينه للعصبة التي يعيش فيها، أضاف: “هناك أيضاً من يعتقدون بأنه وبالتخفيف من العقوبات أو الموافقة الأمريكية بالسماح لصندوق النقد أو البنك الدولي بمساعدة إيران، يمكن شق طريق العودة للحوار معها”، وأن “على إسرائيل حث الولايات المتحدة على استغلال أزمة كورونا في محاولة لإعادة إيران إلى الحوار” برافو! أهلاً وسهلاً بك في النادي. خطوة صغيرة أخرى تأييداً لتسويات من وقف النار في كل حدودنا وسيصبح أفينتال خائناً كغيره، بل وربما سيودع عاموس جلعاد.

من هم في شعبة الاستخبارات، حيث يئسوا من نتنياهو وبينيت، لا يترددون في توجيه وسائل الإعلام (كان 11) بأن “الإيرانيين خفضوا الاهتمام في سوريا ودول المنطقة”. شموئيل مئير (شعبة الاستخبارات في الاحتياط)، المحلل الحاد والمركز أكثر منهم جميعاً في موضوع النووي، يقول إن “إيران تبقي على أداء كامل للمراقبين كي تسير على الخط مع الاتحاد الأوروبي الذي يحميها، ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبالفعل، التخصيب استثنائي في الكمية، ولكنهم يحرصون على عدم رفع درجة التخصيب إلى ما فوق المستوى المدني الأدنى”. نتنياهو وهيئة الأمن القومي بالطبع يتجاهلون الحقائق. فلهم اليوم أجندة أكثر إشكالية: قصورات كورونا في طريقها إلى تقصي الحقيقة، وعلى ما يبدو أيضاً إلى لجنة تحقيق. لقد صنفت شركة eep knowledge Group إسرائيل قبل أسبوع في المكان الأول في العالم في معالجة كورونا. ولاحقاً تبين أن هذه عصبة من نحو عشرة عاملين طوعوا المعطيات في صالح النتيجة النهائية. في الفجوة الزمنية التي بين النشر الكاذب والكشف عنه غرد نتنياهو بالرسم البياني للمعطيات المضللة إلى جانب كلمات “نواصل القتال والانتصار”.

 

كلمات دلالية