تقرير كورونا يحبس الحلاّقين.. أهالي غزة يتحولون لـ"حلاّقين" في بيوتهم خشية الوباء

فلسطين اليوم

مع التحذيرات التي تطلقها منظمة الصحة العالمية، من التسرع بإنهاء لحالة الطوارئ جراء انخفاض أعداد الإصابات في عدد من الدول حول العالم، تشير إلى أنه قد يؤدي لعودة قاتلة لفيروس كورونا "كوفيد-19"، في الوقت الذي يؤثر ذلك على مجالات الحياة، منها نفور المواطنين في قطاع غزة من الذهاب إلى صالونات الحلاقة.

العديد من صالونات الحلاقة في قطاع غزة ما زالت توصد أبوابها في وجه زبائنها، خوفًا من تفشى فيروس كورونا بين المواطنين، لا سيما أنها مهنة تعتمد على الاختلاط المباشر بين الحلاّق والزبون، إلى جانب تجمّع المواطنين في الصالونات بانتظار دورهم في الحلاقة.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، زارت العديد من صالونات الحلاقة في خان يونس جنوب قطاع غزة، فوجدت منها المغلق، والبعض الأخر يعمل باحتراز، مع اتخاذ الاجراءات والتدابير الوقائية في عملية الحلاقة لزبائنهم، تجنبًا لانتشار العدوى.

حاجيات أساسية

الحالات التي سجلت في قطاع غزة، كانت سببا كافيًا لعدم اقبال المواطنين للذهاب إلى صالونات الحلاقة، ما يضطر أصحاب المحلات التي ما زالت تفتح أبوبها لقضاء غالبية النهار وحدهم في انتظار أي قدم تطأ صالونهم، إلى جانب أن هناك أشخاص لم يخرجوا من منازلهم إلى لشراء الحاجيات الأساسية. وفق الحلاق سالم السالمي.

يقول السالمي، يقول: "بعد إعلان حالة الطوارئ في فلسطين المحتلة أصبح الوضع مخيف ومرعب بالنسبة للجميع، وفي البداية قمت بإغلاق صالوني، وقررت عدم استقبال أي زبون كي لا يحدث اختلاط أو تجمعات، خاصة مع تزايد حالات الاصابة بفلسطين في بداية انتشار الفيروس آنذاك".

حلاقة منزلية

ويضيف لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن عدد من زبائنه تواصلوا معه وأخبروه أنهم يحلقون لأبنائهم بأنفسهم في المنزل، ويخشون من الحلاقة في الصالونات خوفا من "كورونا"، لافتًا أن هناك أخرون يؤجلون عملية الحلاقة حتى انتهاء الأزمة.

ولم يتم تسجيل أي إصابات اليوم السبت بفيروس كورونا في فلسطين المحتلة، وفق ما أفاد به المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، خلال الإيجاز المسائي اليومي حول أخر مستجدات فيروس كورونا في فلسطين.

لحى وشعر كثيف

منذ عدة أيام بعد استقرار عدد الاصابات وتعافي غالبية المرضي من فيروس كورونا في غزة، بدأ الحلاّق السالمي باستقبال الزبائن، ولكن هذه المرة لا يسمح بتواجد إلا شخص واحد في المحل، وينظم عمله بدقة في اتخاذ اجراءات السلامة والوقاية بالكمامة و"الكوانتي"، إضافة  إلى تعقيم أدوات الحلاقة بشكل مستمر قبل الشروع في العمل وبعده ".

فاللحى الكثيفة والشعر الطويل للأشخاص الذين قَدِموا إلى صالون الحلاقة خلال الأيام القليلة الماضية، دليل على عدم خروجهم من منازلهم منذ إعلان حالة الطوارئ في فلسطين، حسب السالمي، مشيرًا إلى أنهم قرروا اللجوء إلى صالونه بعد عدم تسجيل حالات مصابة بـ "كورونا" وتعافي غالبية المصابين بغزة خلال الأيام المنصرمة".

حجز إلكتروني

ويلفت أنه يقوم باتباع آلية معينة في التواصل مع زبائنه: " من يريد الحلاقة، يهاتفني وأحجز له موعد، وأعاوده بالاتصال في وقته المحدد عبر الاتصال الهاتفي أو من خلال تطبيق الواتساب.

ويأمل السالمي أن يتم السيطرة على الوباء في فلسطين، داعيًا المواطنين للاستمرار في اتخاذ الاجراءات الوقائية والالتزام بالحجر الصحي إلى حين انتهاء الجائحة العالمية التي تسببت بإزهاق حياة الألاف من الأشخاص حول العالم.

وسجلت فلسطين المحتلة (266) حالة إصابة بفيروس كورونا، بينها 13 في قطاع غزة، والمتبقين في الضفة الغربية، وتعافى (44) حالة، بينهم 9 حالات تماثلت للشفاء بغزة. و وفق أخر بيانات وزارة الصحة.

ساعات طويلة

كسابقه، يغلق الحلاق أشرف أبو الخير صالونه الخاص لساعات طويلة خلال اليوم، فهاجس الخوف لدى المواطنين ما زال يراوح مكانه، رغم عدم تسجيل حالات مصابة بفيروس كورونا في غزة منذ بداية الشهر الجاري.

ويجلس أبو الخير بجانب أخيه الذي يعاونه العمل في الصالون وحدهما، يتبدلان أطراف الحديث حول فيروس "كورونا"، الذي يشغل بال الشارع الغزّي، وحتى على مستوى العالم، على أمل أن يطرق أحدهم كرسي الحلاقة ليحصلا على قوت يومهم.

إقبال ضعيف

يقول أبو الخير لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "الأوضاع لم تعد كالسابق، هناك اقبال ضعيف جدًا من قبل المواطنين على الحلاقة، وأقوم بالاتصال على الزبائن الذين كانوا يحلقون عندي بشكل اسبوعي، فوجدت أن غالبيتهم يحلقون في بيوتهم، والبعض الأخر ينتظر انتهاء حالة الطوارئ".

ورغم عدم تسجيل إصابات بفيروس كورونا في قطاع غزة، منذ بداية شهر ابريل الجاري، يبين وجود حركة طفيفة لديه، في الوقت الذي يفضل بعض المواطنين الالتزام في بيوتهم بحالة الطوارىء.

عروض على ماكينات الحلاقة

ويشير أبو الخير، إلى أن هناك عروض كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي على ماكينات الحلاقة في هذه الآونة، ما يشجع المواطنين في غزة لشرائها وأن يحقلوا لهم ولأبنائهم بأنفسهم داخل المنزل.

ويتمنى الشاب أبو الخير الذي يستأجر محله منذ سنوات، أن تلتفت الحكومة الفلسطينية إلى أصحاب المحلات الذين يتكبدون خسائر يومية جراء الاغلاق بعد إعلان حالة الطوارئ في فلسطين.

في السياق، أصدرت نقابة الحلاقين في قطاع غزة، في وقت سابق، تنويهاً هاماً لأصحاب صالونات الحلاقة في قطاع غزة، من أجل الوقاية من انتشار فيروس "كورونا" في غزة.

وطالبت النقابة الحلاقين بأخذ التدابير اللازمة للحفاظ على النظافة والوقاية من انتقال الأمراض للزبائن.

وأهابت النقابة من الحلاقين إلى اتباع الإجراءات الوقائية التالية:

• عدم تجمع أكثر من 3 زبائن في المحل مرة واحدة مع ترك مسافة كافية بينهم واعتماد الحجز المسبق.
• توفير مواد التعقيم للزبائن عند الدخول وعند الخروج.
• ارتداء الكمامات والكفوف باستمرار مع تغييرها مع كل زبون.
• توفير التعقيم للأدوات باستمرار واستخدام المراييل والمناشف لمرة واحدة.
• جمع النفايات باستمرار والتخلص منها يوميا.
• تهوية المحل باستمرار.
• تعقيم الأسطح والمقاعد.
• المحاولة قدر المستطاع ترك مسافة بين الحلاق والزبون.
• سيتم المتابعة والتفتيش من قبل جهة الاختصاص حول ما ذكر سابقا.

ويواصل فيروس كورونا المستجد "كوفيد19-" الانتشار في غالبية دول العالم، مسجلًا ما يزيد عن مليون حالة إصابة، إضافة إلى ارتفاع عدد حالات الوفاة إلى أكثر من 100 ألف حالة، تعافى منها أكثر من 370 ألفا، وسط تحذيرات من التسرع في رفع إجراءات الحجر الخاصة بكورون، الذي قد يؤدي إلى عودة قاتلة للوباء، وفق منظمة الصحة العالمية.