تقرير في غزة.. شاب يبتكر تقنية برمجية لفحص حالات كورونا بأقل من دقيقة

فلسطين اليوم

في ابتكار الأول من نوعه في قطاع غزة، نجح الشاب محمود أبو غوش في ابتكار برنامج عبر خاص يعمل على تشخيص الحالات المصابة بفيروس كورونا "كوفيد -19"، ليضع حدًا للوقت الطويل الذي يستغرقه فحص عشرات العينات بشكل يومي العينات في المختبرات.

التكلفة العالية لفحص عينات المسحات التي يتم أخذها من حلق المشتبه بإصابتهم في الفيروس تحتاج على الأقل إلى 24 ساعة حتى ظهور النتيجة، في حين يحتاج البرنامج الذي ابتكره أبو غوش إلى أقل من دقيقة واحدة لتشخيص الحالة بشكل دقيق ويحدد إيجابية أو سلبية الحالة.

يقول مهندس البرمجيات أبو غوش لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن جلوسه في البيت خلال فترة الطواري التي أعلنت عنها الحكومة الفلسطينية، دفعه للتفكير لابتكار هذه التقنية، لا سيما أنه يبرع معالجة الصور الطبية وتوظيف مهارته في ذلك، إلى جانب الفترة الزمنية المستغرقة في تشخيص الحالات التي تحتاج لـ 12 ساعة لظهور النتيجة، بالإضافة إلى السعر الباهض للشرائح المستخدمة في الفحص التي تصل إلى "5000 دولار".

البرنامج الذي ابتكره ابو غوش يستطيع التعرّف على ألاف صور الأشعة حول العالم لمصابين بفيروس كورونا، وأخرين بالالتهاب الرئوي وصور أخرى لمدخنين ومصابين بفيروس" سارس"، وبامكانه التعرف على المصابين بفيروس كورونا من خلال.

وحول إمكانية تفعيل البرنامج للكشف عن الحالات المصابة في قطاع غزة، قال ابو غوش: "هناك جهاز وحيد ديجيتال متنقل لتصوير الأشعة   CT X-RAY وموجود في مستشفى الشفاء، ولا يمكن للمستشفى الاستغناء عن الجهاز للعمل داخل المستشفى ولا يوجد له بديل".

وفي التفاصيل، يقول الشاب محمود أبو غوش الذي يبلغ من العمر (27 عامًا)، إن البرنامج المبتكر لتشخيص مدى إصابة الشخص بفيروس كورونا يحتوي على حوالي 55 ألف صورة أشعة، مشيرًا إلى أن البرنامج يحتوي نحو30 ألف صورة لأشخاص مصابين بالتهاب رئوي، ومدخنين، وذلك بهدف مساعدة الخوارزمية للتفريق في التشخيص بين الأمراض الأخرى.

وأوضح أبو غوش أن الأشعة لا تجزم جزماً تاماً بوجود الفيروس أم لا، لكنها في الفترة الحالية مفيدة جداً نتيجة الضغط لعدم القدرة على أخذ عينات (PCR) من الجميع لفحصها، إذ أنها تأخذ وقتاً في صدور النتيجة، بينما نتيجة البرنامج تخرج في أقل من دقيقة.

الأمر الذي سيساعد في تطبيق البرنامج على أرض الواقع في غزة، أنه تم استخدامه في مستشفى بإيطاليا، في حين كانت نتائجه دقيقة للغاية، فقد تم تشخص ما يقارب 713 حالة مصابة بالعدوى من أصل ثلاثة ألاف حالة بدقة 83%.

وليس هاهنا فقط، يطوّر أبو غوش برنامجه من خلال تزويد الخوارزمية بعشرات الصور الجديدة، إلى جانب خلاصة من خبرات وتقارير الأطباء وتحويلها إلى قاعدة بيانات للاستناد إليها في تشخيص الحالات، عن طريق تزويد البرنامج بعمر وجنس المصاب، وتاريخ الإصابة، مع الإشارة إلى أن العمل لايزال جاري لتطوير الخوارزميات لتقليل نسبة الخطأ واضافة مميزات جديدة.

ووفق الشاب أبو غوش، فإن البرنامج يعطي نتائج دقيقة للغاية في تشخيص المرض، مشيراً إلى ان النتائج تتفاوت حسب نوعية الصور كالتالي:

- النوع الأول x-ray – نسبة الدقة 98.8 – تم استخدام 27534 حالة.

- النوع الثاني CT – نسبة الدقة 96.5 – تم استخدام 2905 حالة.

- النوع الثالث Ultrasound – نسبة الدقة 99.7 – تم استخدام 23149 حالة.

أبو غوش لم يكن وحده، فقد شاركه أصدقاء له من الخارج، وهم بصدد إعداد ورقة بحثية مشتركة بينهم، لافتًا أن شركة Siemens وفرت لهم والبيئة التحتية الكاملة لتطوير البرنامج، كلٌ حسب مجاله، مشيرًا أنه يعمل ضمن مجموعة بحثية في اليابان يديرها بروفيسور ياباني.

ولفت أبو غوش، أن وزارة الصحة في غزة تواصلت معه، وأبدت استعدادها للتعاون معه، بيدّ أن وجود جهاز واحد متنقل فقط في قطاع غزة، يحول دون تطبيق البرنامج على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن الوزارة أبدت استعدادها للعمل على توفير أجهزة تصوير أشعة متنقلة لمواجهة وباء كورونا.

يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، أعلنت فيروس كورونا "كوفيد-19" جائحة عالمية، وسط حالة من الطوارئ وحظر التجول في غالبية الدول الموبوءة، وفي أخر إحصائية حول العالم، وصل عدد الاصابات بفيرس كورونا إلى 1,431,437، فيما بلغ عدد الوفيات 82,145 حالة وفاة.