بالفيديو والصور "ممر تعقيم".. مهندسو غزة يبدعون بطريقة فريدة لمواجهة كورونا

فلسطين اليوم

عندما تقترب من مؤسسة عبد العزيز أبو ربيع الصناعية في المحافظة الوسطى، تتفاجأ بوجود غرفة صغيرة أمام مدخل المؤسسة، غرفة ليست ككل الغرف، تنقسم إلى جزأين، الأول مليءٌ برشاشات الماء والبخار التي تعمل على الليزر بهدف تعقيم من يدخل إلى المؤسسة.

أما الجزء الثاني فهو مدخل المؤسسة الرئيسي ويفصل بينهما حاجزٌ من النايلون يمنع وصول البخار والماء داخل المؤسسة، ويسمى ذلك ممر للتعقيم الخارجي قبل دخول المؤسسة من اجل الحفاظ على صحة الانسان من الفيروسات والبكتيريا والتزامًا بالإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا.

المهندس رائد أبو دغيم أكد لـ"فلسطين اليوم" أن الفكرة الابداعية جاءت من قبل مجموعة من المهندسين داخل المؤسسة بالتعاون مع مهندسين في دول الجوار كجزء من المسؤولية الاجتماعية التي تقع على عاتق المؤسسة الصناعية لحماية الناس وتوفير الأمن والسلامة الصحية لهم.

وأبتكر المهندسون هذه الفكرة الابداعية بعدما شهدت الحركة الاقتصادية في قطاع غزة شللًا تامًا بسبب الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجهات الحكومية فور وصول فيروس كورونا إلى القطاع من خلال العائدين عبر معبر رفح البري.

كما قُيدت حركة الناس في الطرقات والشوارع العامة في القطاع مما أدى لخسائر اقتصادية كبيرة وزيادة حالة الفقر المدقع في صفوف المواطنين، هذه الأسباب دفعت المهندسين في مؤسسة عبد العزيز أبو ربيع الصناعية لابتكار ممر التعقيم الخارجي لإنقاذ الاقتصاد الفلسطيني.

طريقة عمل ممر التعقيم

غرفة التعقيم أو "ممر التعقيم" تحتوى على عدد من رشاشات البخار بعضها مثبت أعلى الغرفة لتعقيم الجسد بشكل كامل، وبعضها مثبت على جدران الغرفة لتعقيم القدمين والكفين بشكل مريح.

وتعمل الرشاشات عن طريق الليزر وتحتوى على 70% من البخار و30% من رذاذ الماء أو مواد التنظيف، وفور دخول شخص إلى الغرفة تبدأ الرشاشات بالعمل لمدة 30 ثانية تكون كفيلة بتعقيم أي شخص قبل دخوله إلى المؤسسة.

وحول الأدوات المستخدمة لتطبيق ممر التعقيم قال: "كافة الأدوات موجودة في قطاع غزة"، مشددًا على أن كل ما تحتاجه المؤسسة والمهندسين هو الدعم فقط من أجل صناعة ممرات تعقيم لمن يرغب من المؤسسات الاقتصادية الكبيرة أو الجهات الحكومية لتنفيذها".

ويهدف ممر التعقيم وفقا للمهندس دغيم لإزالة الخوف لدى الكثير من المؤسسات والمنشآت الاقتصادية لدفعهم لإعادة النشاط للحركة الاقتصادية التي تشهد الكثير من الأزمات الخانقة لأسباب مختلفة أهمها الحصار والانقسام والآن فيروس كورونا.

ممر التعقيم

كما أن الممر بحد ذاته عملية ارشادية للناس للتعرف على طريقة التعقيم السليم للجسم وحماية انفسهم من الفيروسات والبكتيريا المعدية.

وأشار دغيم إلى أن الفكرة يمكن تطبيقها في كافة المؤسسات الاقتصادية والمحال التجارية، مؤكدًا الكثير من الجهات الحكومية أبدت اعجابها بالفكرة ورحبت بها.

ورحب دغيم بأي جهد من أي مؤسسة لدعم الفكرة وتطويرها وتطبيقها على المؤسسات الاقتصادية.

فيروس كورونا في فلسطين

يُشار إلى أن اجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا في فلسطين وصل إلى 261 اصابة في الضفة والقدس المحتلتين وقطاع غزة، فيما سجلت حالة وفاة واحدة في بيت لحم.

فيما تم شفاء 44 حالة في فلسطين من الفيروس القاتل فيما لا زال الفيروس نشطًا داخل جسد 218 فلسطينيًا.

وفي ذات السياق أكدت وزارة الصحة والمؤسسات الحكومية في قطاع غزة انتهاء إجراءات الحجر الصحي لـ 888 مستضافًا في مراكز الحجر الصحي، مشيرة إلى أن من بينهم 198 من الطواقم الطبية والشرطية والخدمات المساندة والنظافة بعد إتمام كافة الفحوصات المخبرية الطبية للاطمئنان على سلامتهم.