خبر طبيب: الاحتلال تعمّد استخدام أسلحة فتاكة جداً في غزة وجُلُّ الإصابات كانت شديدة

الساعة 08:05 ص|18 فبراير 2009

فلسطين اليوم : غزة

أكد طبيب من نابلس تمكن من الوصول إلى غزة والمشاركة في أعمال الإغاثة الطبية، أن ما نقلته مختلف وسائل الإعلام لا يمثل غير جزء يسير من حقيقة ما حل بالقطاع وأهله خلال العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استمر ثلاثة أسابيع.

وأوضح الدكتور عصام حجاوي، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد لجان العمل الصحي خلال لقاء قدم فيه جملة من الشهادات الحية حول العدوان والأوضاع الداخلية في القطاع، أن الاحتلال كرس على الأرض ما كان يطالب به من إقامة شريط عازل بعمق 500 إلى 1000 متر على امتداد حدود غزة.

وقال حجاوي وهو الطبيب الوحيد من الضفة الذي تمكن من دخول غزة خلال لقاء نظمه منتدى "تنوير" في نابلس أمس: لقد حول جيش الاحتلال المنطقة الحدودية بعمق يصل إلى نحو 1000 متر إلى منطقة محروقة مفتوحة وخالية من الشجر والبشر والمباني التي عمد لمسحها عن وجه الأرض ليحقق عمليا ما كان يطالب به وهو شريط حدودي عازل.

وكان حجاوي وهو أخصائي في جراحة العيون ويحمل الجنسية البريطانية إضافة لجنسيته الفلسطينية توجه إلى قطاع غزة عبر مصر في العشرين من الشهر الماضي وعمل في مستشفى العودة بجباليا حتى الرابع من الشهر الجاري، حيث شارك في علاج نحو 200 حالة من بين ضحايا العدوان والحالات المرضية الأخرى.

وأكد أن 15 حالة من الجرحى الذين شارك في علاجهم بمستشفى العودة وحده قد أصيبوا بشظايا حرمتهم من إمكانية الرؤية في واحدة أو اثنتين من عيونهم، مشيرا إلى وجود عشرات الحالات الأخرى الذين تلقوا العلاج في مراكز ومستشفيات أخرى جراء إصابات مماثلة.

وأوضح أن ما نقل من تقارير بشأن الدمار الذي لحق بمنازل ومنشآت غزة لا ينطوي على أية مبالغة لكن الدقة تكمن في أن المنازل التي تذكر في التقارير على انه لحق بها دمار جزئي وعددها نحو 16 ألف منزل لم تعد بغالبيتها العظمى صالحة للسكن وحتى الترميم.

كما وأوضح أن كثيرا من المباني والأبراج السكنية التي أحصيت ضمن قائمة الدمار الجزئي آيلة للسقوط بسبب تضرر قواعدها وأساساتها، ما يجعل مجرد بقائها خطرا على المارة فكيف بإمكانية العودة للإقامة فيها.

وروى قصصاً مروعة عما تعرض له أهالي القطاع أثناء العدوان الذي تؤكد مجرياته كما يرويها الذين عاشوها انه استهدف الناس أساسا دون أي مبررات.

وتطرق إلى عمليات أقدم فيها جيش الاحتلال على سحق عائلات بأكملها داخل منازلها بالدبابات والجرافات بزعم رفضها الخروج من منازلها أو مغادرتها، لاسيما في المناطق الحدودية.

وأكد أن جيش الاحتلال تعمد استخدام أسلحة فتاكة جدا، موضحا أن جل الإصابات التي وقعت بين المواطنين كانت شديدة وغابت او كادت تغيب الإصابات التي يمكن وصفها بالطفيفة.

وقال: المصاب إن لم يستشهد فانه غالبا ما كان يفقد جزءا من أعضائه أو يعاني جروحا عميقة وهذا ما يفسر توالي سقوط الشهداء بين الجرحى حتى الآن.

واستعرض جوانب من الأوضاع الداخلية في قطاع غزة وما آلت إليه في ظل حالة الانقسام السائدة، مشيرا إلى انه لا يمكن رؤية ما يجري في غزة بمعزل عما يحدث في الضفة من ممارسات وردود تهدد في محصلتها القضية الوطنية برمتها وتفرض على كل فلسطيني العمل على وقفها.