إن وعدّ أوفى

تحليل رسائل قوية مدوية حملتها تصريحات القائد النخالة

الساعة 09:03 م|05 ابريل 2020

فلسطين اليوم

اتفق المحللون والمتابعون على أهمية وقوة التصريحات التي أطلقها الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة، الذي أكد فيها أن العدو الإسرائيلي أمام خيارين إما رفع الحصار عن غزة وإطلاق سراح الأسرى أو الذهاب للملاجئ، في إشارة لجهوزية المقاومة لوضع حد لانتهاكات الاحتلال بحق أبناء الشعب والأسرى.

وقال النخالة في تصريح صحفي اليوم الأحد، أيّ تهديد لحياة الشعب الفلسطيني عبر استمرار الحصار الإسرائيلي سيشمل الجميع بدون استثناء، وعلى العدو أن يختار بين الملاجئ وما يترتب عليها، أو إنهاء الحصار والاستجابة لإطلاق صراح أسرانا.

لستم وحدكم

القيادي في حركة الجهاد الاسلامي أحمد المدلل، أكد أن رسالة الأمين العام للحركة الأستاذ زياد النخالة، تؤكد الشعور بالقلق الذي يعيشه القائد على أبناء شعبه في قطاع غزة وعلى الأسرى في سجون الاحتلال.

وشدد المدلل على أن تصريح النخالة أكد أن المقاومة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي خصوصًا في الأسرى وما يتعرضون له من إهمال طبي، ومحاولة نشر فيروس كورونا بينهم من خلال سحب المنظفات ومواد التعقيم.

وقال المدلل معقبًا على تصريحات الأمين العام فيما يتعلق بقطاع غزة: "إن من يرى قطاع غزة يرى أناس مهيؤون للموت بسبب الحصار الإسرائيلي منذ 14 عامًا وحتى اللحظة، إذ لا يمتلك القطاع الإمكانيات لمواجهة الفيروس".

وبيّن أن الأمين العام للجهاد يستشعر القلق والخوف لدى أبناء القطاع والخشية من تفشي فيروس كورونا، مما دفعه للتأكيد أن الحصار لا يمكن أن يقبل أبدًا.

وأشار المدلل إلى أن تصريح الأمين العام حمل رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مفادها ضرورة التعامل مع قطاع غزة كجزء أساسي من الكينونة الفلسطينية، وتقديم المساعدات خاصة فيما يتعلق بالجانب الصحين، وإعادة رواتب الموظفين.

وتابع: "أعطى تصريح الأمين العام كذلك شعورًا لأهل غزة والأسرى الأبطال أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وفيروس كورونا".

تصريح قوي ساحق

من جهته أكد الدكتور أمين حطيط، الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن أهمية ودلالات تصريح الأمين العام لحركة الجهاد تأتي من مضمونه القوي.

وأوضح حطيط أن تصريح النخالة جاء قويًا وساحقًا ومدويًا ويحمل العديد من الرسائل أهمها أن شيئًا لن يؤثر على المقاومة ويحرمها من جهوزيتها سواء فيروس كورونا أو غيرها، مع حفاظ المقاومة على جهوزيتها العسكرية الميدانية بالشكل الذي عرفته "إسرائيل" وذاقت بأسه مسبقًا.

وأشار إلى أن التصريح حمل كذلك رسالة بأن المقاومة لن تكون بمنأى عن التدابير التي يتخذها الاحتلال بحق الأسرى، فالمقاومة تأخذ بالاعتبار حجم الظلم الذي تنزله "إسرائيل" على الأسرى.

وأضاف حطيط أن الأمين العام للجهاد لمّح لمدى وحشية "إسرائيل" ولا انسانيتها، ففي الوقت الذي يخرج السجناء في كل العالم بسبب فيروس كورونا، لا زال الاحتلال يعتقل الأسرى ظلمًا وعدوانًا ولا يأبه بسلامتهم.

وتابع: "سجل الأمين العام موقفًا مهمًا جدًا على إسرائيل أن تأخذه بعين الاعتبار، فالمواكبون للصراع العربي الاسرائيلي يرون أن البعض قد يشغله عن فلسطين بعض المشاغل، لكن المقاومة الجادة الحقيقة التي وضعت تحرير فلسطين هدفا استراتيجيًا لها فإن شيئا لن يشغلها عن الموضوع، وهي في عمل تراكمي تصاعدي لامتلاك القوة العسكرية لمواجهة العدوان الذي لا بد أن يأتي له ووضع حد نهائي له".

وشدد حطيط أن العدو سيفكر ألف مرة قبل شنّ أي عدوان على قطاع غزة، في ظل أزماته وتخبطاته السياسية والمجتمعية والصحية.

وأضاف: "تصريحات النخالة وضعت حدًا لأي عمل أحق قد يقوم به نتنياهو تجاه غزة، فقد شكّل التصريح درعًا واقيًا يحمي غزة".

وفيمّا يخص الأسرى توقع الخبير الاستراتيجي أن تتذكر إسرائيل جيدًا أن المقاومة الصادقة لا تنسى أسراها، لافتًا أن تصريح النخالة حمل كذلك رسالة معنوية للأسرى ترفع معنوياتهم وتزيد من صمودهم.

اليد العليا للمقاومة

وفي السياق وفي تعليقه على تصريح الأمين العام قال واصف عريقات الخبير العسكري والاستراتيجي، إن "إسرائيل" تعلم تمامًا مدى مصداقية تصريحات المقاومة.

وبيّن عريقات أنه في المواجهتين الأخيرتين مع الاحتلال كانت اليد العليا للمقاوم بالرد المباشر والقوي، وجميع التحليلات الإسرائيلية تؤكد أن أكثر من ثلثي جمهور الاحتلال يصغي إلى تصريحات المقاومة ويصدقها.

وأشار إلى وجود ثقة إسرائيلية أن المقاومة إذا قالت فعلت، فالمقاومة لم تعدّ يومًا إلا ونفذت وعدها على الأرض، كما جاء في تصريحات الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة السابقة.

وأضاف: "اليوم إسرائيل تختلف عن السابق فهناك أكثر من 7 آلاف جندي إسرائيلي في الحجر الصحي، مما يعكس حالة معنوية سيئة على كامل الجيش والجبهة الداخلية".

وشدد على أن هذا الزمن زمن القوة للمقاومة وللشعب الفلسطيني، وقادم الأيام ستكون هناك فرصة ثمينة للمقاومة في ظل تأثر القدرة القتالية في "إسرائيل.

يشار إلى أن القائد النخالة قال في تصريحه كذلك إن "الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني، تحتاج من قياداته الوطنية المزيد من الحكمة والمزيد من القوة وعدم التردد. وإن تحديات جديدة تنشأ ولن تنتظر أحدًا لذلك علينا جميعا ألا نترك شعبنا الفلسطيني لمزيد من الجوع ولمزيد من الاذلال، وخاصةً في قطاع غزه المحاصر منذ سنوات طويلة".

وأضاف: "لأن الموت يطرق أبواب الجميع بقوة وبلا رحمة، فإننا نقول لن نموت وحدنا، وعلى قيادات العدو الصهيوني أن تدرك أن استمرار الحصار والاستمرار بتسويق الوهم على أن "إسرائيل" محصنة لن يجدي نفعا".

وشدد القائد النخالة على أن "المقاومة تملك المبادرة وفي أي لحظة للدفاع عن الشعب الفلسطيني والقتال من أجل حياة كريمة لشعبنا ومن أجل أسرانا".

 

كلمات دلالية