خبر بعد أن فقد طفلتيه أمام عينيه .. خالد عبد ربه يتمنى رؤية طفلته « سمر » في إحدى مستشفيات بلجيكا

الساعة 06:14 م|17 فبراير 2009

فلسطين اليوم: خاص

بعد أن فقد طفلتيه أمام عينيه عندما أعدمتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي في عزبة عبد ربه شرق مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، يحلم والد الطفلتين بأن يتمكن من السفر لبلجيكا لرؤية طفلته الثالثة التي أصيبت بجروح خطيرة في الحادثة نفسها.

 

المواطن خالد عبد ربه 33 عاماً والذي يعيش في مخيم الكرامة الذي أقيم على أنقاذ منازل عزبة عبد ربه شرق جباليا بعد أن دمر الاحتلال منزله المكون من أربعة طوابق. قال لا أملك جواز سفر وقبل يومين عثرت على بطاقة هويتي تحت ركام المنزل الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي، وكل ما أطالب به الآن هو مساعدتي في أن أسافر وزوجتي لبلجيكا حيث طفلتي التي تعاني من إصابة خطيرة أفقدتها الحركة.

 

وروى عبد ربه تفاصيل الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق بناته الثلاثة لـ فلسطين اليوم قائلاً:" اعتقدت في بداية الحرب أن المدنيين غير مستهدفين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لذلك وفور سماعي وأشقائي بخبر هدنة ثلاث ساعات قررنا الخروج من المنزل الذي يقع شرق عزبة عبد ربه حيث الدمار والخراب، ومع دخول الدقائق الأولى لساعات التهدئة نادى علينا جيش الاحتلال بالميكروفونات بأن نخرج من المنزل. وتابع أن المنزل يضم نحو خمسين فرداً من بينهم رجالاً ونساءً وأطفالاً.. وما أن خرجت وزوجتي وأمي وبناتي الثلاث" سعاد 8 أعوام، وأمل 2.5 عام، وسمر 4 أعوام، حتى أمرنا جنود الاحتلال بالتوقف وعدم الحركة، وما هي دقائق إلا أن خرج جندي من الدبابة وأخذ يطلق النار على بناتي، فرأيت سعاد وأمل على الفور قد فارقن الحياة نظراً لأن الرصاصات كانت مباشرة في الرأس فيما أصيب "سمر" في بطنها، حينها سحبتها ودخلت بها إلى المنزل ولم استطع أن أفعل لها شيئاً، وما زاده عجزاً أن أصيبت والدته المسنة في بطنها عندما حاولت إنقاذ إحدى حفيداتها الملقتين على الأرض.

 

وتابع والحرقة في عينيه طالبنا جنود الاحتلال بالخروج مرة أخرى من المنزل فخرجت لأسعف بنتي الجريحة ولحقت بي زوجتي فأمرونا مرة أخرى بالتوقف فيما بقية أفراد العائلة داخل المنزل يخشون الخروج.

 

وأضاف بعد نصف ساعة سمعت صوت إسعاف وما أن اقترب منا حتى أمره جيش الاحتلال بالتوقف والنزول من وبالفعل نزل سائق الاسعاف التابع لجمعية الفلاح الخيرية، واوسعوه ضرباً وقامت دبابة بتحطيم السيارة، حينها طلبوا من كل افراد العائلة داخل المنزل بالخروج في غضون 5 دقائق وإلا سيتم تدمير المنزل فوق رؤوسهم، فخروجا جميعاً وأمنوا خروجنا مجموعات مجموعات.

 

وتابع حملت طفلتي سمر المصابة وزوجتي حملت أمل وشقيقي حمل سعاد ومضينا في السير وسط ركام المنازل التي حطمها جيش الاحتلال والشوارع التي لم يعد لها ملامح ، حتى وصلنا مدخل العزبة فسمعت صوت شخص ينادى على شخص اسمه أدهم بأن يخرج "حصانه" لمساعدتنا، وبالفعل بعد فترة قصيرة خرج الرجل بحصانه متجهاً إلينا فما كان من جنود الاحتلال الا ان قتلوه وحصانه على الفور. حينها مضينا حتى وصلنا مقر وزارة الداخلية في جباليا فكان عدد من الناس سنتظرونا واخذوا منا البنات ونقلونا الى المستشفى.

 

وعن حالة طفلته "سمر" يقول انها تعاني من شلل لأن الرصاصات اصابت العمود الفقري، وترقد الان في احدى مستشفيات بلجيكا، ولم استطع الوصول اليها. وأطالب المسؤولين كافة بالعمل على مساعدتي رغم أنني لا أحمل جواز سفر لأرى طفلتي.