وباء كورونا ووباء الاحتلال في ذكرى يوم الارض .. بقلم أ. وليد حلس

الساعة 08:24 م|30 مارس 2020

فلسطين اليوم

على شرف ذكرى إحياء شعبنا المرابط المجاهد ليوم الأرض وفي هذا الوقت العصيب الذي يمر به العالم بأسره خوفاً وهلعاً من انتشار وباء فايروس كورونا نقول لهذا النظام العالمي المنافق الذي انكشف زيف حضارته، وضعف جبروته، والذي يكيل بعدة مكاييل، بأننا نواجه وباء وفايروس هذا الاحتلال الذي سرق أرضنا منذ سنين عديدة ومريرة وهو لايزال يسرق مزيدا منها، ويرتكب الجرائم بحق شعبنا ويمارس الظلم والقهر ويتنكر لحقوق شعبنا المشروعة على هذه الأرض على مرأى ومسمع منكم جميعا، دون أن يحرك أحداً منكم ساكناً،

 

ولكي تبقى هذه الذكرى الكبيرة ومعانيها العظيمة محفورة في جدران الفؤاد والوجدان وثنايا وحنايا الذاكرة، حفظا لها من النسيان أو التناسي والنكران في زحمة أوجاع المآسي والآلام، وهذا أمر معيب ليس من شيم الرجال الأوفياء، وفي مرحلة تتداعى فيها علينا الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها لمسح وجودنا وطمس هويتنا الثقافية والحضارية وكي وعينا وحسم إدراك عقولنا.

 

إِذًا فمن الواجب الشرعي والأخلاقي والضرورة الوطنية الملحة عليكم أيها الرجال المخلصون أن تهبوا لنجدة تلك القيم والمعاني؛ وذلك بأن لا تمر هذه الذكرى مر الكرام بالرغم من الظروف القاهرة والصعبة التى تعيشها الأمة فما عليكم إلا أن تصرخوا بأعلى أصواتكم وبصدى حناجركم لمواجهة هذا السيل الطافح من الظلم والقهر، نصرةً للمسرى فى ذكراه، ووفاء للأسرى، وليوم الأرض ويوم العرض، وحق العودة وعودة الحق لأهله، والوجود على هذه الأرض، والحياة عليها بالعزة والكرامة، ولصمود شعبنا ومقاومته الباسلة في التصدي للعدوان والحصار المستمرين، ودعما لمعركة الصمود والتحدي التي يخوضها أسرانا الأبطال لنيل أبسط الحقوق لمواجهة هذا الوباء، ووضع الملح على الجرح كي يبقى حيا هذا الجرح، وتبقى معه جذوة هذا الصراع مشتعلة بدلاً من انشغالنا بأنفسنا وبصناعة أعداء جدد وفقد حلفاء كثر، يصبح معها الأخ عدواً والعدو صديقاً وحليفاً، وبقضايا صغيرة تافهة، وتضييع ما تبقى من الوطن، بدلاً من العمل على عودة واسترداد ماضاع منه، والحث على وقف دوامة رحى الطحن الذاتي التي تدمر كل شيء، لأنه جهاد في غير محله وجهاد مع غير عدو، واجبنا توجيه بوصلة شعبنا وقواه الفاعلة والحية في الاتجاه الأصوب والصحيح في معركته مع التناقض الرئيسي، ألا وهو المشروع الصهيوني (العدو الحقيقي) لنا جميعا، ودون ذلك ضعوه جانبا على الهامش.

 

النتائج أمرها إلى الله عز وجل فما علينا إلا تصحيح النية وإخلاص العمل والعودة إلى خالق الكون ومسبب الأسباب والذي أمره بين الكاف والنون وبين طرفة عين وانتباهتها يغير من حال إلى حال، ولعل هذا الفايروس يفعل مالم تفعله الخطب والمواعظ والمؤتمرات والمبادرات في لم الشمل ووحدة الأمة في مواجهة الأخطار المحدقة بها.

اللهم اصرف عنا وباء الاحتلال ووباء الإنقسام ووباء الجهل ووباء كورونا واحفظنا وأهلنا وهذا البلد وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه.

اللهم آمين

كلمات دلالية