نصائح إيمانية

كيف نحول بيوتنا إلى مساجد في ظل جائحة فيروس كورونا؟

الساعة 06:27 م|25 مارس 2020

فلسطين اليوم


ترَكَ قرار إغلاق المساجد في قطاع غزة بشكل مؤقت، ووقف صلاة الجمعة والجماعة فيها، ضمن الإجراءات الوقائية لمواجهة خطر تفشّي فيروس "كورونا" حسرة كبيرة في قلوب الغزيين.

الحسرة التي تملَّكت قلوب الغزيين بعد قرار اغلاق المساجد جاءت نتيجة اعتيادهم على أداء الصلاة جماعة، وسماع الخطب والمواعظ والمؤثرات الدينية والعلمية، لكنَّ خطوة إغلاق المساجد يمكن الاستعاضة عنها بإحياء البيوت من خلال الصلاة جماعة، وإحياء دروس العلم، وقراءة المأثورات، وتحويلها إلى منابر في ظل اغلاق المساجد الاضطراري الذي تؤيده القواعد والأصول الشرعية.

مسؤول اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي أ. وليد حلس "أبو يحيى" قال: "إن القلوب تنفطر من إغلاق المساجد، لكنها الضرورة الشرعية الواجبة لحفظ النفس، وتلك الضرورة الشرعية من عظيم ديننا الذي يقدم النفس البشرية والكليات الخمس عما سواها من الأعمال"، موضحاً "أنَّ الالتزام بإجراءات الوقاية والاستجابة لمواجهة الفيروس عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله".

وقال حلس: "إنَّ إغلاق المساجد ترك أثراً كبيراً في نفس المؤمن، لكن عزاؤنا أنَّ في ذلك أجر من الله عزوجل"، موضحاً أنَّ الصلاة في البيوت استجابة للفتاوى الشرعية تستند إلى قاعدة الضرورات التي تبيح المحظورات"، مشيراً إلى أنَّ المرء المسلم وكل رب عائلة باستطاعته أن يغتنم الأمر، وأن يحوِّلَ بيته إلى روضة من رياض العلم، ومسجداً للتقوى والعلم والإيمان، لاسيما أن البلاء الذي عمَّ في العالم يدعو الإنسان المسلم للتقرب من ربه عزوجل وأن يلجأ إليه.
وقال حلس: "علينا أن نجعل من بيوتنا منارات للعلم والإيمان والوعي، وتقع على كل مسلم اليوم أن يكون قائداً إيمانياً في بيته، فعليه أن يصلي مع زوجته وأبنائه وأمه وأبيه جماعة، وعليه أن يعقد جلسات ايمانية للتقرب إلى الله عزوجل لرفع الغمة عن الأمة".

وأشار إلى أنه من الجيد أن تعد الأسر المسلمة جداولاً لقضاء أيام الحجر الصحي، لافتاً إلى انَّ الجدول الإيماني يجب أن يحتوي على أمور مهمة، منها: الصلاة على وقتها جماعة مع الأسرة، وإقامة حلقات الذكر والدعاء والتفسير لآيات القرآن الكريم والحديث الشريف.

ونبه إلى أهمية سرد القصص والمأثورات الدينية لكسر الملل في البيت، مثل: رواية قصص دينية وإسلامية للأطفال والعائلة، مثل قصة سيدنا موسى، وعيسى، وأيوب، ومحمد صلى الله عليه وسلم، وضرورة استحضار المحن التي مرَّ بها الأنبياء، واخذ المواعظ والعبر منها.

وأشار حلس إلى أهمية التناوب في تقديم الدروس والمواعظ بين الزوج والزوجة والأولاد لتدعيم ثقتهم بأنفسهم وتنمية قدراتهم الإيمانية، مع ضرورة دفعهم للتحضير الجيد للدروس والمأثورات والقصص.

ولفت إلى أنَّ فرصة الحجر الصحي ثمينة من الناحية الاجتماعية، إذ أنَّها جاءت لتعوض رب العائلة عن ما سرقته منه الأيام وأوقات العمل، مشيراً إلى أنَّ الحجر الصحي باب جيد للاستماع الأب لأبنائه وزوجته ومشاكلهم، وفرصة للاقتراب منهم.

وذكر أنَّ رب العائلة تقع عليه مهمة ومسؤولية أكبر من ذي قبل، إذ من عليه أن يذاكر لأبنائه بعد أن انقطعوا عن الدراسة بسبب الإغلاق الاحترازي.

وأشار حلس إلى ضرورة تضمين الجدول الإيماني إحياء صلة الرحم والعلاقات الاجتماعية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أهمية التواصل مع الأقارب والأصحاب لنشر وبث الطمأنينة في المجتمع، لافتاً إلى أنَّ نشر الطمأنينة والسكينة أحد الأعمال التي يجزي بها الله الإنسان المسلم خير جزاء.

وحذر حلس من تضييع الأوقات بما لا يُرضي الله، كتضييعها على الألعاب، والمسلسلات، والأفلام، والنوم الكثير، والأغاني وما إلى ذلك، ناصحاً رب العائلة أن يكون أميناً على أوقات عائلته.

 

 

كلمات دلالية