"كورونا" يُعيد مراسم الزفاف لزمن "الثمانينيات" في غزة

الساعة 03:48 م|25 مارس 2020

فلسطين اليوم

يقف الشاب "محمد" حائرا أمام باب منزله يضرب كفًا على كف، بعد رؤيته لقرارات وزارة الداخلية بإغلاق صالات الأفراح ووقف التجمعات في شوارع قطاع غزة خشية من تفشي فيروس كورونا القاتل، لتتحطم احلامه بإقامة أجمل الأفراح التي كان يرغب في تحقيقها خلال يومين.

"محمد" من ذوي الاعاقة السمعية ارتبط بفتاة أحلامه التي تشترك معه بنفس الاعاقة واتفقا سويًا على أن يكون فرحهما من أجمل الأفراح التي شاهدوها في قطاع غزة، فكان الزوجين يخططا لإقامة فرحهما في صالة كبيرة تسع أكثر من 1000 شخص.

كما خطط الزوجين لأن تكون صورهما الخاصة داخل أجمل شاليه في القطاع وليس في أستوديو التصوير، فيما كانا يرغبان في اجراء مراسم الفرح على طراز فاخر؛ لكن هذه الخطط تحطمت مع اكتشاف أول اصابتين بفيروس كورونا لشخصين قادمين من باكستان وتم حجرهما فور وصولهما معبر رفح البري وفقًا لوزارة الصحة.

فيروس كورونا في غزة

وكانت وزارة الداخلية في قطاع غزة قررت فور ظهور نتائج ايجابية بإصابة الفلسطينيين بفيروس كورونا اغلاق صالات الافراح والغاء التجمعات العامة وناشدت جميع المواطنين بالالتزام بالحجر المنزلي لمدة 14 يومًا وهذه اجراءات احترازية خشية من فيروس كورونا.

وفيروس كورونا تحول إلى وباء عالمي بعدما وصل إلى غالبية دول العالم وسجل عدد وفيات حتى مساء الأربعاء (25 – 3 – 2020) أكثر من 19,637 حالة وفاة، بينما بلغ عدد الاصابات أكثر من 436,372 اصابة.

وينتشر فيروس كورونا القاتل بشكل سريع في دول العالم سواء من خلال الرذاذ أو اللمس أو الاقتراب من الشخاص المصابين، وقد فتك الفيروس بدولة ايطاليا واسبانيا وأمريكا وفرض حظر التجول والحجر المنزلي لأكثر من مليار ونصف المليون نسمة من سكان العالم.

"محمد" لم يفقد الأمل بإدخال الفرحة والسرور على قلبه وقلب زوجته بعدما وضع كبار عائلته مجموعة من الخيارات لإتمام مراسم الزفاف على طريقتهم الخاصة التي تعود إلى زمن "ثمانينيات" القرن الماضي.

الافراح في زمن كورونا

أول خيار أمام العريس "محمد" هو اقتصار مراسم الفرح على العائلة فقط وتقديم موعد الزفاف واقامة الفرح على سطح المنزل كما والده وأعمامه في الزمن القديم.

ثاني خيار كان أمام العريس محمد هو تأجيل الفرح حتى انهاء الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا.

ثالث خيار هو أن يجلب زوجته من بيت أهلها دون مراسم للزفاف، والاكتفاء فقط بسيارة واحدة لتجلب العروس إلى زوجها.

اختار "محمد" الخيار الأول على مضض ووافق أهل العروس على تقديم الزفاف خشية من أن تقرر الداخلية منع التنقل بين المحافظات كإجراء اضافية لمواجهة كورونا.

محمد ليس الأول وليس الأخير الذي قرر اقتصار مراسم الفرح وتقديمه فهناك "ياسر" الذي كان يستعد لزفافه يوم الجمعة ( 27 – 3 – 2020) لكن الظروف أجبرته على تقديم موعد الزفاف، واقامة الزفاف في "حاصل تجاري" لبيت جيرانه.

اقامة الافراح في "الحواصل التجارية" وعلى أسطح المنازل دفعت الحاج "أبو خالد" لأن يتذكر أيام زواجه من رفيقته أم خالد.

أقيم حفل زفاف أبو خالد على "سطح المنزل" وتم اقتصاره على العائلة والجيران فقط رغم عدم وجود فيروسات، لكنه أشار إلى أن فرحته كانت كبيرة جدًا لإقامة حفل زفافه وسط فرحة العائلة.

ودعا أبو خالد جميع الشباب المقبلين على الزواج لأن يراعوا الظروف الحالية فإما أن يقيموا أفراحهم وسط الاسرة وعدد قليل من العائلة أو تأجيل الأفراح.

كلمات دلالية