دَقَتْ المحاضرة في كلية الطب وعلوم الصحة في جامعة النجاح الوطنية الدكتورة بسمة الضميري ناقوس الخطر من داخل حجرها الصحي الاحترازي بشأن تفشي وانتشار فيروس كورونا (covid_19)، مشددةً على أنَّ "الأمر ليس مجرد مزحة".
وأوضحت الدكتورة بسمة الضميري في حديث مع "فلسطين اليوم" أن الإجراءات الوقائية والاحترازية الحكومية في الضفة المحتلة بشأن التعامل مع فيروس كورونا جيدة وقوية، لكن تعتريها بعض الإشكاليات التي قد تزيد من تفشي وانتشار الفيروس، منها عدم التشديد في الإجراءات الوقائية خاصةً فيما يتعلق بالتنقل من محافظات الضفة المحتلة إلى الداخل المحتل.
وأشارت إلى انَّ إجراءات الحكومة مشددة وقوية داخل المحافظات، لكنها على صعيد الحدود لا يوجد ضبط كافٍ لمواجهة انتشار فيروس كورونا، مستشهدة بالتعامل معها بعد عودتها من السفر، إذ لم تلقَ اهتماماً كبيراً من قبل الجهات المختصة، ما أجبرها على إخضاع نفسها ذاتياً بالحجر الصحي.
وأبدت الدكتورة الضميري مخاوفها الشديدة على قطاع غزة من انتشار فيروس كورونا، لأكثر من سبب أولها اغلاق المعبر بشكلٍ متأخر جداً، وفتحه أحياناً للعالقين.
وأشارت إلى انَّ الحصار الإسرائيلي والحروب التي تعرض لها القطاع تركت القطاع الصحي مشوهاً غير قادرٍ على مواجهة أزمة بحجم وباء كورونا.
وأبدت امتعاضها من الصور المنتشرة على مواقع "السوشال ميديا" وثقافة الناس للتعامل مع الحجر الصحي، قائلةً "الحجر مكان لا يجب أن يتواجد فيه غير المرضى، كون الأمر ليس مجرد مزحة، ورأيت صوراً للمحجورين وهم يخالطون بعضهم البعض، إلى جانب دخول بعض الناس عليهم، وعدم إغلاق الحجر بشكلٍ كامل"، مشيرةً إلى انَّ الحجر والتعامل مع الأزمة التي باتت تهدد البشرية بحاجة إلى مزيدٍ من الجدية والمسؤولية.
ودعت الضميري الجهات المسؤولة والقائمين على لجان مواجهة فيروس كورونا للتعامل بالحديد والنار مع أزمة فيروس كورونا، مشيرةً إلى انَّه في حال انتشار الوباء في منطقة قد يفقد القائمين على الأمر السيطرة، لافتةً إلى ضرورة اتباع خطوات وقائية واحترازية قبل حلول الأزمة والكارثة.
وقالت إن غياب التوعية الإعلامية الموجهة لكيفية التعامل مع "الفيروس" تفاقم الأزمة، وخاصة أن الإشاعات سيدة الموقف، والتي تصنع "الرعب من الشيء واللاشيء"، مشيرةً إلى أهمية مصارحة الجمهور بجميع المعلومات الصحيحة أولاً بأولٍ، وإشعارهم بالخطر المحدق.
وأضافت: نحن بعيدون عن علم إدارة الأزمات والكوارث، ولا نعمل ما يفرضه تخصص الأزمات والكوارث الطبية علينا من إجراءات عملية، ففي علم الكوارث، يجب أن تكون هناك غرفة عمليات تشمل، هيئة عليا بيدها القرار، وهيئات للتنفيذ كالدفاع المدني، والمستشفيات، والمدارس، والعيادات، والبلديات.
وبحسب الضميري، تنقصنا المعرفة بالمرض وأعراضه قبل الجهوزية، كما تنقصنا الجهوزية قبل الإصابة، وتغيب عنا طرق الوقاية على المستوى الفردي، وتنقصنا أماكن عزل المصابين، وإذا أمّنا أماكن عزل جاهزة، فسيخف الوقع على الناس.
ورأت بأنه من المضحك استغراب الجميع بناء الصين لمستشفى بعشرة أيام، فيما الإجابة العلمية أن نظام إدارة الكوارث الصحية أكد الجهوزية الصينية العالية جدًا لوضع الطوارئ.
في السياق، استبعدت الضميري التوصل إلى مصل أو عقار قادر على مواجهة فيروس كورونا خلال قبل 18 شهراً، مشيرةً إلى أنَّ الوضع الطبيعي يتطلع للتوصل إلى تطعيم حوالي 5 سنوات، لكن ونظراً للطوارئ العامة وتهديد البشرية قد تتمكن المختبرات الألمانية أو الفرنسية أو الأمريكية أو الروسية من إيجاد علاج مضاد لكن ليس قبل 18 شهراً.
وذكرت الضميري أنَّ ما يجري الحديث عنه عبارة عن أمصال كانت تستخدم لأمراضٍ أخرى ويتم اختبارها على فيروس كورونا، وليس مضاد مباشر للفيروس، مشيرةً إلى انَّ العلاجات التي يتم الإعلان عنها تهدف لتخفيف الأعراض المرضية وليس لعلاجه، متمنيةً التوصل السريع والفعَّال والناجع لمضاد للفيروس الذي يهدد البشرية.
ووجهت الدكتورة بسمة الضميري سلسلة من القواعد والنصائح للوقاية من فيروس كورونا:
طالع أيضاً: أنا في الحجر الصحي.. تجربة د. بسمة الضميري