بعد حرمان دام لعقود.. أم وأبنتها يلتقيان في غزة

الساعة 12:18 م|21 مارس 2020

فلسطين اليوم

تمكنت الفتاة الفلسطينية فتحية من رؤية والدتها بعد فراق دام عقود من الزمن، حيثُ سجلت اللقطات الجميلة عناق الفتاة لولدتها (86 عامًا)، والتي بدت فصولها بموت والد الفتاة، وهي في بطن أمها.

الحاجة لطيفة الذي تنحدر أصولها من بلدة يافا، ألتقت اليوم بأبنتها فتحية التي ترعرعت على يد جدتها وجدها في الاردن، قبل ان تترك بيتها لتتجه نحو قطاع غزة.

فتحية جاءت إلى القطاع لتتم زواجها من ابن خالتها، قبل أن تنقل العيش مع زوجها في القاهرة المصرية، وانجبت ثلاثة أبناء، ابن وابنتين، اكبرهم هيثم.

هيثم عاد بذكريات طفولته مع جدته ليروي :"كانت بمثابة الأم بالنسبة لي. هناك رابط قوي لا يمكن للسنين أن تغيره".

وعن اجمل الذكريات مع جدته، استدل بموقف لها "اثناء ذهابه معها إلى السوق وعندما رأى دراجة هوائية تشبت بها، إذ اقنعتني بانها ستشتريها لي حين يتوفر لديها المال، لتخبر البائع انها ستذهب إلى البيت لإحضار ثمنها، بعد إصراره وبكاءه".

وفي بداية التسعينيات من القرن الماضي، مع قدوم السلطة الفلسطينية قررت عائلة فتحية العودة إلى غزة، لتزويج ابنها هيثم، حتى حان وقت زيارة والدتها لطيفة في الأردن بعد غياب عشرون عامًا.

وسبق لقاء الوالدة لحظات عصيبة من الانتظار الغياب الطويل في شهر يناير الماضي، حيث كان يومها ماطرًا ودرجات الحرارة متدنية، ونقف ننظر للقاء العزيزة وكلما مرت سيارة اسعاف نهرع أليها لعلها تقل لطيفة المريضة.

وعند لحظة وصلت سيارة الإسعاف تقل لطيفة، ليتقي جمعاء الوالدة بابنتها وحفيدها، لحضنا بعضهما بحفاوة كبيرة، وكأن السنوات ذهبت ادراجها، بالعناق الأول.

وتقول فتحية، :"ان الأيام والسنوات الماضية مانت صعبة دون رؤية الوالدة"، وان لقائي مع هيثم لأمي التي نذرت حياتها لي كان حقًا جميلاً بالنسبي لي، وستبقى أحفورة في ذاكرتي.

وتمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من لم شمل السيدة لطيفة وابنتها في كانون الثاني/ يناير الماضي، وذلك بالتعاون مع السلطات المعنية. ورافقت طواقمها السيدة لطيفة من عمَّان عبر المعابر والحدود إلى أن وصلت إلى بيت ابنتها في غزة.

 

كلمات دلالية