د. عليان: لا يوجد رعاية طبية حقيقية للأسرى ونحذر الاحتلال من الاستهانة بأرواحهم

الساعة 06:47 م|20 مارس 2020

فلسطين اليوم

أكد مسؤول ملف الأسرى في حركة الجهاد الإسلامي د. جميل عليان، أن الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني يعانون إهمالاً طبياً متعمداً من قبل سلطات الاحتلال، ناهيك عن الانتهاكات اليومية والاهانات بحق أسرانا وأسيراتنا البواسل، وتعامل سلطات الاحتلال الصهيوني الأسرى الفلسطينيين معاملة الأموات وليس الأحياء، وما حدث بالأمس من تقديم الليكود مشروع قرار لدى الكنيست يقر بإعدام الأسرى في السجون دليل على ان الاحتلال يسعى لإنهاء حياة الاسرى الفلسطينيين بأي شكل او وسيلة كانت.

ونفى عليان في حديثه لـ "الاستقلال"، الأنباء التي تتحدث عن وجود حالات بين الأسرى أصيبت بفيروس "كورونا" مؤكداً أنه لم يثبت وجود أي أسير فلسطيني أصيب بهذا المرض، مطمئناً أهالي الأسرى من خلال الاتصالات التي أجريت مع كافة السجون ومع هيئة شؤون الأسرى والجهات المعنية بذلك والذي حصل هو فقط اشتباه بحالات مرضية وثبت خلوها من الفيروس.

وقال القيادي في الجهاد: "إن الأسرى الفلسطينيين يحرمون من أبسط احتياجاتهم الوقائية العادية مثل المنظفات التي تشترى من أموالهم الخاصة (الكانتينا) وتم سحب هذه المواد التنظيفية حتى يبقى الأسير الفلسطيني عرضة للوباء والتجارب الصهيونية، وهناك الازدحام شديد داخل غرف الأسرى في السجون الصهيونية فتجد غرفة بمساحة 20م2  يكون فيها 25 أسيراً فلسطينياً, كما انهم يفتقرون لأدنى مقومات الحياة, ويمنعون من المنظفات والمطهرات والعناية بالنظافة الشخصية واتخاذ الاحتياطات الوقائية, حتى الأسرى متراصة فوق بعضها البعض,  ولا يوجد مسافة كافية بين الأسير والآخر بسبب هذه المساحة الصغيرة والعدد الكبير من الأسرى".

وأوضح عليان، أن هناك أعداداً كبيرة من الأسرى المرضى في سجون الاحتلال, وقد يصل العدد لأكثر من 400 أسير فلسطيني منهم حوالي أكثر من 20 أسيرا مريضا بالسرطان  و 200 أسير مصابين بأمراض مزمنة وأمراض مختلفة وهؤلاء الأسرى المرضى هم الأكثر عرضة للإصابة بفايروس "كورونا" بسبب مناعتهم الضعيفة لذلك هم عرضة للإصابة بهذا المرض لا سمح الله, ما لم تتوفر لهم كل وسائل الحماية اللازمة، لكن هذه الفئة من الاسرى المرضى لا يلقي لها الاحتلال بالاً ولا يعيرهم اهتماما أبداً.

وأردف القيادي في الجهاد قائلاً: "إنه لا يوجد رعاية طبية إسرائيلية حقيقية للأسرى والمطلوب هو أن يخضع كافة الأسرى الفلسطينيين لعملية مسح صحي خاصة أنه يتواجد في السجون الإسرائيلية أكثر من 5000 أسير فلسطيني يتركون هكذا بدون أي اهتمام, ولا يوجد أطباء ولا طواقم صحية مجهزة لأي طارئ حتى الاستجابة لشكوى أي أسير من مرض معين لا يلقى أي اهتمام من مصلحة السجون الصهيونية,  كل هذا يجعلنا نفتقد لأدنى إجراءات الوقاية من هذا المرض في ظل تقاعس وإهمال واضح من قبل مصلحة السجون بحياة أسرانا البواسل". ونحن ندق ناقوس الخطر للعالم العربي والإسلامي والمنظمات الدولية والحقوقية أن الأسرى الفلسطينيين في خطر ولذلك يجب أن يتحرك الجميع لوضع حد لهذا الإهمال الإسرائيلي المتعمد, فـ «الفايروس» لا يفرق بين أحد، مؤكداً أنه لن نسمح بأن يكون أسرانا طعماً لهذا الفايروس ويتعرضون بسببه للإهمال الطبي والأخلاقي والإنساني الصهيوني لهم, وذلك بفعل "البلادة" الدولية التي لا تعير لحياة اسرانا ولحريتهم أي اهتمام. وحمل مسؤول ملف الأسرى في حركة الجهاد الإسلامي، الاحتلال مسؤولية ما يجري بحق الأسرى الفلسطنيين  وتعرضهم لأي أذى صحي أو نفسي أو أي عارض من الأعراض  الصحية التي قد تطرأ على حياة أسرانا البواسل، مشيراً أنه لا يجب أن ننتظر حتى يتم الكشف عن حالة مرضية بين الأسرى ويجب ان تتحرك الفصائل أو القوى السياسية  والمؤسسات الفلسطينية ذات الصلة قبل وقوع الكارثة لا سمح الله.

وكشف عليان، أن هناك مداولات ومشاورات داخلية بيننا وبين الفصائل الفلسطينية لبدء حراك فوري ومؤثر حتى نجبر هذا العدو للالتفات لمعاناة أسرانا وإجباره على حمايتهم من هذا الفيروس، مضيفاً أنه يجب أن يكون للمؤسسات الدولية والحقوقية دور بارز في حماية الأسرى وعلى رأسهم منظمة الصليب الأحمر فمهمته لا تقتصر فقط على ايصال الرسائل, لكن مهمته الحقيقية هي حماية الأسرى , فالأسرى هم ضحايا الاحتلال لذلك يجب على الصليب أن يعمل على حمايتهم.

ولفت القيادي في الجهاد وجوب أن يكون هناك دور بارز للمنظمات الحقوقية وجامعة الدول العربية والإسلامية وأن يقوم الجميع بدوره بحماية أسرانا الفلسطينيين، كما طالب السلطة بالقيام بدورها الحقيقي تجاه معاناة الأسرى في سجون الاحتلال وفضح ممارساته التعسفية تجاه الاسرى الفلسطينيين أمام العالم,  وأن تعمل السلطة على استنفار كافة مؤسساتها وممثليتها وسفاراتها من أجل لفت الأنظار لقضية الاسرى,  واطلاع الرأي العام العالمي على معاناتهم والعمل على انقاذ حياتهم من هذا المرض الذي ينتفض العالم لمواجهته والحد من انتشاره, وأسرانا هم أحق بهذا الاستنفار وهذه المساعدة .

وطالب عليان، منظمة الصحة العالمية بتدخل سريع وعاجل لإنقاذ الأسرى والضغط على دولة الاحتلال من اجل توفير المستلزمات الطبية والوقائية من هذا المرض الخطير, والعمل على إيجاد بيئة صحية سليمة تحمي الأسرى الفلسطينيين من هذا الفيروس, ولا يجب ان ننتظر اللحظة التي يصاب فيها أسرانا بهذا المرض حتى نتحرك لأجلهم يجب ان نعمل جاهدين لتوفير كل المستلزمات الوقائية من هذا المرض.

الاحتلال يتحمل المسؤولية

وكانت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات العاملة في مجال الأسرى، قد حملت أمس الخميس، الاحتلال الصهيوني ودارة سجونه "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة الأسرى الفلسطينيين في داخل السجون". كما طالبت خلال مؤتمرٍ صحفي عقد أمس في غزة، منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر

كلمات دلالية