خبر انقطاع الغاز والكاز يعمق معاناة المواطنين بغزة

الساعة 06:18 ص|17 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

أصبح مشهد الدخان الأسود المنبعث من أعلى أسطح المنازل مألوفا للسكان الذين بدأوا بالفعل يتجهون الى إشعال النيران باستخدام الخشب والورق من أجل طهي الطعام، بعد انعدام الغاز المنزلي وانقطاع تهريب الكاز الأبيض والسولار المستخدمين في تشغيل البوابير.

وقالت أم أحمد جاد الله (32 عاماً) التي تقطن في بناية مكونة من طابق واحد كغيرها من العائلات إنها لجأت إلى طريقة بدائية لإشعال النار حتى تتكيف مع الحصار الخانق على قطاع غزة، الذي منعت إسرائيل خلاله دخول غاز الطهي، وأتبعته بضرب الأنفاق، وبالتالي توقف وصول وتهريب الكاز والسولار.

أما أم محمد أبو جزر (58 عاماً) فاعتبرت أن الطهي على بوابير الكاز أمر قديم جديد وفر عليها جزءا من الوقت والتعب بعد نفاد الغاز المنزلي، مشيرة إلى أنها باتت تخشى ألا تتمكن من الحصول على الكاز بسبب نقصه وارتفاع سعر المتبقي منه، إذ وصل سعر اللتر الواحد الى خمسة شواكل إن وجد، بعد أن كان يباع بشيكلين فقط.

وتشتكي أم محمد من عدم قدرتها على تدبير أمورها ليلا عند انقطاع الكهرباء، خصوصا عندما تضطر زوجة ابنها الذي يعيش معها إلى غلي الحليب لطفلها على بابور الكاز.

من جهة ثانية، أوضح أبو العبد العبسي (34 عاماً) أن أسطوانة الغاز الخاصة به نفدت منذ أربعة أشهر، فاستخدم منذ ذلك الوقت الكرتون والحطب والكاز للطهي، مشيراً إلى أنه يستغل فناء منزله لأعمال الطهي، رغم المعاناة التي تلاقيها أسرته خلال إشعال النار والجلوس بجوارها لمراقبة الطعام.

وأضاف أن موزع الغاز أخذ منذ شهر مضى اسطوانتيه الفارغتين ومنذ ذلك الحين لم تتم تعبئتهما، مشيراً إلى أنه يتصل به يومياً دون جدوى ولا يتلقى سوى الوعود فقط.

وقال أبو العبد إن الكاز الأبيض المستخدم في الطهي لتشغيل البوابير كبديل لنقص الغاز هو أيضا على وشك الانتهاء، معتبرا أن ذلك يعني حلول كارثة جديدة على مواطني القطاع.

وأوضح أنه لم يتبق لديه إلا لترين من الكاز، ولا يستطيع شراء المزيد بسبب القصف الاسرائيلي للأنفاق وعدم إدخال الكاز.

وكانت قوات الاحتلال أوقفت ضخ الغاز المنزلي لليوم الثاني عشر على التوالي إلى قطاع غزة، وقامت بقصف الأنفاق التي يتم من خلالها تهريب المحروقات.

من جهته، أكد أبو غالي (43 عاما) الذي يمتلك سيارة لتعبئة وتوزيع الغاز المنزلي أنه بات محرجاً مع المواطنين لعدم تمكنه من تعبئة أسطواناتهم التي من بينها أسطوانات لها أكثر من شهر.

وقال إنه كل يوم يذهب إلى محطة تعبئة الغاز الرئيسة في مدينة غزة وينتظر لساعات طويلة دون فائدة، مشيراً إلى أنه اضطر الى إغلاق جواله لعدم إحراج نفسه مع المواطنين.

بدوره، قال موزع الغاز إبراهيم شاهين (26عاماً) إنه ينتظر منذ أكثر من أسبوع إدخال إسرائيل غاز الطهي، مشيراً إلى أن لديه مئات الاسطوانات الفارغة.

ونوه إلى أن كميات الغاز التي وصلت خلال الأيام القليلة الـماضية كانت قليلة جدا مقارنة بحاجة الـمواطنين، في ظل شح متفاقم للغاز في المنازل وموجة البرد الحالية وزيادة الحاجة للغاز لاستخدامه في التدفئة.

وأوضح أن هذه الكمية لـم تفِ بسد احتياجات محطات التعبئة، إضافة إلى أن الغاز الـمستورد يتم بيعه بسعر أكبر قيمة مقارنة مع السعر الـمعمول به لدى شراء الهيئة للغاز الـمنتج في إسرائيل، وبالتالي يتم شراء كميات محددة من الغاز الـمستورد، ما يؤدي مباشرة إلى انخفاض الكمية الواردة إلى سوق القطاع.

ونوه بأن شركته تسلـمت في الأيام الماضية كمية من الغاز كفلت تلبية ما نسبته 70% من عدد اسطوانات الغاز الـمطلوب تعبئتها، وبالتالي حلت هذه الأزمة بشكل نسبي ومؤقت لحين وصول كمية إضافية لـمحطة التعبئة التابعة لشركته.

وأكد شاهين أن قطاع غزة يحتاج كحد أدنى الى 350 طنا من الغاز يومياً، وما أدخلته قوات الاحتلال لا يفي بحاجة المواطنين.