فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة..تعريف الـSARS

الساعة 06:04 م|16 مارس 2020

بقلم د احمد المدلل

رئيس قسم الطب المخبري

 

ما اود تأكيده ومن خلال دراستي وعملي ومتابعتي مع كل فصائل وشرائح  شعبنا لمجريات الامور التي تتمثل في هذه الايام بموضوعة فيروس كورونا من ناحية طبية ومن ناحية سياسية نحن امام حالة وبائية لم تمر علينا فى فلسطين منذ عشرات السنين ومما يزيد الطين بلة ان اهلها يصرخون بأعلى صوتهم يكفينا الهموم التى تلازمنا. لذا احببت ان اوضح التالي لأبناء شعبنا :

اولا _ ما هو معروف علميا وبيولوجيا ان الفيروس من طبيعته انه يعيش ويعمل على الخلايا الحية ولا يعمل على الخلايا الميتة او الجماد مما يؤكد ان يدا بشرية تعاملت مع فيروس الSARS ووظفت علم الهندسة  الوراثية وتلاعبت فى جيناته ووصلت الى ال DNA مادته الوراثية بحيث جعلته يستطيع العيش على الاسطح والجماد لمدة ٩ ايام كما اكدت مجلةJournal of Hospital Infection  لينتشر بسهولة من خلال اللمس وكذلك سهولة انتقاله من خلال الرذاذ . وهنا يجب الا نستبعد المؤامرة .

ثانيا _ من الصعب الوصول الى لقاح في فترة قصيرة لأنه من الصعب ان يصل شخص ما الى الشيفرة الوراثية للفيروس الا الذى قام بتعديل مادته الوراثية لكن مع الوقت والعمل الدؤوب قد يصل العلماء الى اللقاح ويحتاج لفترة حتى يتم التأكد من نجاعته والاستفادة منه  وهذا يحتاج الى شهور طويلة .

ثالثا _ ان الرضا بالقضاء والقدر هو سلاحنا في قطاع غزة وتعرض الشعب الفلسطيني لابتلاءات كثيرة وحروب اكلت الاخضر واليابس كما انهم فرضوا علينا الحصار يريدون منا اما الانكسار والخضوع او الموت وكلا الخيارين موت لنا فما الذى سنخسره وتبقى ثقتنا بالله عالية انه لن يتركنا .

رابعا _ رب ضارة نافعة وفى الشر يكمن الخير وقد رأينا الحصار يكاد يخنقنا واليوم كل المتابعين والسياسيين والمسؤولين في قطاع غزة يقولون ان حكمة الله قد تأكدت اليوم بانتشار فيروس كورونا انتشار النار في الهشيم في عالم مفتوح على مصراعيه وهاجس وارباك تعيشه ليست فقط اسرائيل ولكن كل دول العالم المتقدمة عسكريا وتكنولوجيا واقتصاديا والموت يصيب حتى المسؤولين لديهم وهذا ليس من باب الشماتة ولكن للعبرة_ فيما قطاع غزة المغلق والمحاصر لم تسجل فيه حالة واحدة مصابة والحمد لله فيما معظم دول العالم اليوم تحاصر نفسها .

خامسا _ وبالرغم من ذلك فان وزارة الصحة يجب عليها ان توفر الفحوصات اللازمة حتى لا سمح الله لو تم اكتشاف حالة يتم فحص من تعاملوا مع هذه الحالة وهذا يتطلب سرعة فى التنفيذ بالتواصل مع منظمة الصحة العالمية ( مواد الفحص  reagents  + اجهزة الفحص PCR+ كادر إضافي ذو خبرة من أخصائي الطب المخبري واطباء اختصاص وطب وقائي وتكثيف دورات التوعية + اعلام طبى قوى واستثمار كل الوسائل الاعلامية المتاحة حتى لو تم انشاء اذاعة صحية تابعة لوزارة الصحة )

سادسا_ وعملا بالأمر الإلهي خذوا حذركم فان هذا الفيروس عدو للإنسان ولا بد من اتباع كل الوسائل والسبل التي تحمينا منه وتمنع انتقاله الى غزة وما اتخذته وزارة الصحة من اجراءات ضروري التعامل معها بجدية وهناك تحذيرات تصدرها الوزارة من المهم العمل بها وما اصدرته من تعليمات تدخل فى اطار الفريضة الشرعية والضرورة الوطنية التي يجب علينا جميعا الالتزام بها وكل الشكر والتقدير لوزارة الداخلية التي ساندت موقف وزارة الصحة واتخذت اجراءات اغلاق المعابر والتأكيد على الحجر الصحي حماية لقطاع غزة الذى يعانى الحصار والاحتلال والانقسام والجوع والقهر والعوز .

سابعا_ ما لاحظته من اقبال الناس بشكل غير طبيعي ومستهجن على المنظفات والمطهرات والطبيعي ان نراعى دائما النظافة الشخصية في حياتنا اجسامنا وبيوتنا واماكن العمل وكل الذى نستخدمه يسمى علميا antiseptic مطهر من البكتيريا اما كابح لنشاطها او مبيد لها والمشكلة اننا نتحدث عن فيروس كورونا والجيل المتطور منه ،covid 19 , والذى لا تفيد معه لا مضادات حيوية ولا مطهرات بكتيرية وان يكون التعامل مع هذه الاشياء بشكل طبيعي دون تكلف او تكلفة .

ثامنا _ الفرصة مواتية في ظل ما يعيشه العالم ويعيشه شعبنا ان يتم التفكير وبخطوات عملية وجدية باتجاه الوحدة الفلسطينية عندما نسمع ان هناك تنسيق ولقاءات وتواصل بين الوزارات في غزة والضفة لمواجهة وباء كورونا وهذا مبشر لأن يرتقى الى مستوى لقاءات تجمع بين الرئيس وأمناء الفصائل في القاهرة لإنهاء حالة الانقسام والتفرغ لمواجهة كورونا ومؤامرة صفقة القرن .