الشهيد حسن شقورة: القائد الإعلامي وفارس الصورة يرتحل

الساعة 10:45 ص|15 مارس 2020

فلسطين اليوم

تطل عليّنا اليوم ذكرى الشهداء العظام (حسن، باسل، محمد)، ذكرى من لبوا نداء الواجب فقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله تاركين وراءهم ما طاب واستطاب من ملذات الدنيا وزينتها، وأخذوا يصولون ويجولون في ساحات الجهاد وساحات النزال من أجل رفع راية لا إله إلا الله عالية خفاقة، كان الشهيد القائد الإعلامي حسن شقورة قد مضى بسلاحه يحارب ويقاتل ويفضح إجرام العدو الغاصب لأرضنا ومقدساتنا سائراً على خطى الشهداء الأبطال.

ها نحن نعيش الذكرى السنوية الثانية عشر لرحيل الشهيد القائد "حسن زياد شقورة" مسئول الإعلام الحربي بلواء شمال غزة، والذي ارتقى للعلا شهيداً برفقة الشهيدين المجاهدين "محمد الشاعر" و"باسل شابط" من فرسان الوحدة الصاروخية لسرايا القدس في عملية اغتيال صهيونية شرق مدينة غزة.

ميلاد قائد

أبصر الشهيد القائد الإعلامي حسن زياد عيد شقورة (أبو اسلام) النور فى مشروع بيت لاهيا بعد أن هُجِرت عائلته من مدينة المجدل المحتلة فتعهده أبناء مسجد القسام بالتربية فاحتضن حسن المسجد وأصبح من رواده  فكانت هذه النشأة بمثابة دروسٍ في الوعى والحس القوى الرافض للاحتلال الذي اغتصب الأرض وطرد الأهل.

ففي تاريخ 16 - 11 - 1985م، عانق حسن الحياة المتلاطمة بأوجاعها حيث نشأ في كنف أسرة متواضعة متسربلة بكساء الإسلام ومعتصمة بحبل الله  قوامها ثمانية أفراد وكان حسن الابن الثاني لوالده، وترعرع حسن فى كنف هذه الأسرة التي تحمل الهم الفلسطيني بين أضلعها وثواني عمرها وكان حسن يكبر لتكبر في قلبه مأساة هذا الشعب المشرد فنهض حسن ليحمل الأمانة ويقوم بأعبائها حيث أن والده أحد قادة الحركة الإسلامية المجاهدة "حركة الجهاد الإسلامي " في شمال غزة، والذي أثر كثيراً في تفكير حسن وضبط مساره فأنار له طريق المقاومة والجهاد.

جهد تفوق وتميز

درس الشهيد الإعلامي حسن شقورة المرحلة الابتدائية في مدرسة بن رشد للاجئين وكان من الطلبة المتفوقين ثم التحق بمدرسة ذكور جباليا الإعدادية "ج" للاجئين ليواصل دأبه وتفوقه وبعدها التحق بمدرسة أبو عبيدة بن الجراح الثانوية فأدرك المجاهد حسن قدر العلم والعلماء وأصر على مواصلة رسالة الأنبياء فالتحق بجامعة الأزهر بغزة ليتخرج من قسم الملتميديا "تصميم ومونتاج " ثم انتقل ليباشر حياته المهنية.

دماثة خلق

عرف الشهيد الإعلامي حسن شقورة بدماثة خلقه القويم حيث كان محبوباً بين أفراد العائلة والحي والعمل، كان يداعب الجميع بإبتسامته المرحة، ظهرت عليه علامات الرجولة وقوة الشكيمة وحب الناس منذ الصغر، كما كان ملتزماً بالصلوات الخمس والعبادات والنوافل في مسجد القسام "منارة الشهداء وقبلة العاشقين" متمسكاً بكتاب الله مخلصاً متواضعاً مما ساعده على صقل شخصيته فكان مرهف الحس، دقيق الإدراك، ذكياً لحد الإبداع.

عمل في صحيفة الاستقلال وإذاعة صوت القدس فكان مثالاً للموظف الملتزم، وكان حسن باراً بوالديه مطيعاً لهما لا يضجر ولا يتأفف من طاعتهما فقلب حسن العطوف يقبل الجميع حتى مع أخوته الصغار، وكان يداعبهم ويعطف عليهم ويتودد لهم، وكان شجاعاً رافضاً للظلم ينبري للتصدي للمواقف المتخاذلة فهو يصدع للحق صداحاً به، هادئاً جداً مقداماً واثقاً بنفسه، أحبه كل من عرفه، وهذا ما بدا ظاهراً خلال تشييع جثمانه الطاهر.

علاقته بالآخرين

تميز الشهيد حسن شقورة بالتفاعل مع محيطه الاجتماعي فكان له أصدقاء كثر يلتفون حوله، وكان يتذلل لأمه وأبيه ويخفض لهما جناح الذل من الرحمة، ويصل الرحم ويزور إخوانه كما تميز بأنه أحاط نفسه بثلة من الشباب الملتزم والواعي فكان مثالاً فى التكافل الاجتماعي في أسرته ومسجده وأصدقائه كما تميز بعلاقاته التنظيمية الواسعة مع كل التنظيمات والفصائل المجاهدة حتى التى تخالفه فى الفكر فكان ينسج بحراً من العلاقات الاجتماعية، يشارك الجميع أفراحهم ويشاطرهم أحزانهم.

درب الجهاد والمقاومة

تربى الشهيد القائد حسن شقورة على موائد القرآن الكريم في قلعة الجهاد والمقاومة مسجد القسام منذ أن تفتحت عيناه على الدنيا فاحتضنه شباب المسجد وتعهدوه بالتنشئة الإسلامية الرائدة فكان يمارس رياضية الكاراتيه بصحبة الشهيدين علاء الكحلوت وأنور الشبرواي الذين تعلق حسن بهما كثيراً والتحق بحركة الجهاد الإسلامي التي آمن حسن بأطروحاتها واستشعر مصداقيتها وآمن بالوحدة كضرورة حتمية.

وانتقل للعمل في صفوف الاتحاد الإسلامى الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامى وبعد ذلك ألح المجاهد حسن على إخوانه فى قيادة سرايا القدس أن يلتحق بهذا الركب الطاهر والخيار الأمل فقبل الأخوة بعد جهد كبير واصرار حثيث من قبل حسن فانتمى لسرايا القدس المظفرة مع بداية انتفاضة الأقصى حيث برع فى مجال الهندسة والتقنية فلاحظ ذلك قادته فألحقوه بوحدة الهندسة والتطوير التابعة لسرايا القدس كما ظهرت أيضاً القدرات الإعلامية الفائقة لحسن فتولى فيما بعد إدراة الإعلام الحربي لسرايا القدس في شمال قطاع غزة، فكان عقله فطناً وذكياً، فأبدع في عمله كأحسن ما يكون عليه المرء من عطاء نموذجي في كافة الميادين.

وخلال مشواره الجهادي شارك الشهيد أبو اسلام فى صد العديد من الاجتياحات لشمال القطاع حتى أنه أصيب إصابة طفيفة في أحد المرات، وشارك أيضاً في تطوير وتصنيع المنظومة الصاروخية في سرايا القدس وقاد حملات إطلاق الصواريخ على مغتصبات العدو وكان مسؤولاً برفقة عدد من المجاهدين عن إطلاق حملة تتضمن 40 صاروخاً على المغتصبات الصهيونية رداً على اغتيال الشهيد القائد محمد شحادة.

كما كان للشهيد القائد حسن شقورة دور في عملية إيريز البطولية برفقة الشهيد محمود المقيد التي أدت لمقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال، كما يسجل له مشاركته في قصف مغتصبة سديروت بصواريخ القدس والتي أدت وقتها لمقتل مغتصب ومغتصبة في سيديروت حيث كان الشهيد حسن أميراً للمجموعة المجاهدة، وكان يعمل بصمت تحت جنح الليل. 

موعد مع الشهادة

استشهد القائد حسن شقورة يوم السبت الموافق 15 - 3 - 2008م، بعد إطلاقه صواريخ القدس على المغتصبات الصهيونية فقامت طائرات العدو الصهيوني بقصف المجموعة مما أدى لارتقائه واثنين من إخوانه المجاهدين وهما الشهيد محمد الشاعر والشهيد باسل شابط م نفرسان الوحدة الصاروخية لسرايا القدس، فهنيئاً لكم الجنة يا فرسان الكرامة.

كلمات دلالية