د. سميح حجاج يجيب: حكم ترك الجمعة والجماعة بسبب "كورونا"!

الساعة 10:34 ص|15 مارس 2020

فلسطين اليوم

لجأت العديد من الدول العربية والإسلامية، إلى التقليل من إقامة الصلوات الجماعية وصلاة الجمعة، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقد كثر السؤال حول الأمر ومدى مشروعيته، وهو ما دفع د. سميح حجاج ليكتب: حكم ترك الجمعة والجماعة بسبب "كورونا".

وفيما يلي نص الفتوى:

إن صلاة الجمعة من أعظم شعائر الإسلام، وهي فرض عين على الرجل البالغ الصحيح المقيم؛ أما التخلُّف عن الجمعة من غير عذْر شرعي فكبيرةٌ من كبائر الذُّنوب، توعد الله فاعلها بالوعيد الشَّديد؛ ففي الصحيح من حديثِ أَبي هُرَيْرة وابْنِ عُمر - رضِي الله عنْهُما - أنَّهما سمِعا النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: "لينتَهينَّ أقوامٌ عن ودْعِهم الجمُعات، أو ليختِمنَّ الله على قلوبهم، ثمَّ ليكونُنَّ من الغافلين".

ولكن من رحمة الله بعباده أنه لا يكلفهم إلا ما في طاقتهم ووسعهم، فأباح سبحانه التخلف عن الجمعة والجماعات لمن تحقق الخوف أو الضرر، سواء خاف في نفسه أو ماله أو أهله أو غيرها مما يشق معه القصد إلى الجمعة أو الجماعة.

قال ابن قدامة في "المغني" (1/ 451): "ويعذر في تركهما الخائف؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم –: "العذر خوف أو مرض"، والخوف ثلاثة أنواع؛ خوف على النفس، وخوف على المال، وخوف على الأهل.

هذا؛ وقد رخص الشارع الحكيم في التخلف عن الجمعة بسبب المطر الذي يُتأذى منه، فيقاس عليه كل ما يلحق الأذى من الأوبئة وغيرها، بجامع خوف الضرر على النفس.

أيضًا فإن الشريعة الإسلامية مبنية على الاحتياط وسد الذريعة والأخذ بالتحفظ، وحماية الصحة العامة، والأخذ بأسباب السلامة والواقية من الأمراض، والابتعاد عن أصحاب الأمراض المعدية، خشية انتقاله إلى الأصحاء بواسطة الملامسة، أو المخالطة، أو الشم؛ فمخالطة المريض من الأسباب التي جعلها الله مفضية إلى مسببَاتها كغيرها من بقية الأسباب.

إذا تقرر هذا، فإن كان الخوف من فيروس كورونا متحققًا أو يغلب على الظن حصوله في المكان الذي تقيم فيه، فإنه يبيح لك التخلف عن الجمعة والجماعة، ولكن إن كنت تستطيع الاحتراز من العدوى بأخذ شيء تصلي عليه (مصلية)، مع لبس الكمامة والجلوس خارج حدود المسجد، كان ذلك متعينًا، إلا أن رأى الأطباء المتخصصين أن الوقاية لا تتحقق إلا بمنع الاجتماع مطلقًا، والله أعلم.

كلمات دلالية