فيديوهات مصورة للدروس

تقرير بين مؤيد ومعارض : "فيروس كورونا" يفرض التعلم عن بعد في قطاع غزة

الساعة 11:34 ص|14 مارس 2020

فلسطين اليوم

كما العالم أجمع في هذه الأيام، فرضت حالة الطوارئ والإجازة الاضطرارية على كافة المواطنين في قطاع غزة خشية انتشار فيروس "كورونا المستجد"، من بينهم الطلاب الذين توقفوا عن دراستهم بعد مضي شهر ونصف على بداية الفصل الدراسي الثاني.

فبعد تجدد الإجازة الاضطرارية لطلاب المدارس ودخولها في الأسبوع الثاني، بدت تطفو على السطح فيديوهات مصورة لمدرسين يبثون دروس تعليمية لطلابهم، كوسيلة للتعلم عن بُعد، لعدم قدرتهم الوصول لمدارسهم.

وإن كانت بعض الدروس المصورة جهود فردية وشخصية، إلا أن بعض المؤسسات الحكومية الرسمية بدأت بالفعل في بث برامج تعليمية مصورة لطلاب المدارس خاصةً لطلاب التوجيهي ومن الصف الخامس ومافوق.

فقد نشرت وزارة التربية والتعليم بغزة، صباح اليوم السبت، جدول البث المباشر لبرنامج "الأوائل" التعليمي الذي يُبثّ عبر أثير إذاعة صوت التربية والتعليم بغزة وصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وأوضحت الوزارة، أنّ البرنامج التعليمي سيقدّم الشروحات الخاصة بصفوف المرحلتين الأساسية من الخامس إلى العاشر، إضافة للمرحلة للثانوية.

هذه الوسائل التعليمية المصورة التي تبث عبر الانترنت ووسائل الاتصال المتعددة، تلقى ردود أفعال مختلفة بين أولياء الأمور، فمنهم من يؤيدها لإنقاذ مايمكن إنقاذه، وآخرون يرون فيها قصور باعتبارها تجربة جديدة.

بين الرفض والتأييد

أبو أحمد فراس، يرى أن التعلم عن بعد لن يصل إلى كل البيوت الفلسطينية في قطاع غزة، يفتقد الدرس للتفاعل والنشاط الذي يعتاد عليه الطالب داخل الصف، لذا يرى أن هذه الطريقة تفتقد لمقومات النجاح.

فيما تعتقد المواطنة دعاء نجيب، أن هذه الطريقة تناسب 60% من أولياء الأمور، الذي اعتادوا خلال السنوات الأخيرة على نظام التقييم الجديد الذي يعتمد على أولياء الأمور، لكنها ترى أنه غير مناسب للأمهات كون لا يوجد جدول مخصص كما أن وقتها في البيت لن يكون مخصص فقط للدروس.

لن ينجح

خلود جبر ترى أن المشروع، ليس فاشلاً ولكنه لن ينجح، لأن كل من الطالب والمعلم وولي الأمر غير معتاد ومهيئ له، بالإضافة لعدم امتلاك الكثيرين لوسائل الاتصال خاصة الانترنت.

ورأت في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأمر لن يكون الزامي لكل الطلاب، كما يشكو البعض من اعتياده على مدرسه ولن يستطيع فهم ما يمكن طرحه عليه من مدرسين آخرين، فضلاً عن عدم قدرة العديد من الأهالي على التجاوب مع أولادهم خصوصا مع وجود أكثر من طالب لدى العائلة.

خدمة التعلم عن بعد

وقد اضطرت العديد من الجامعات لوسيلة التعلم عن بعد لتفادي تعطيل الدراسة في الجامعة، من بينها الجامعة الإسلامية، التي قررت اعتماد خدمة التعليم عن بعد لكافة طلبة الجامعة، وذلك من خلال تدريس المساقات عبر برنامج "مودل"، حرصاً منها على استمرار العملية التعليمية في ظل حالة الطوارئ المعمول بها في فلسطين لمواجهة فيروس "كورونا".

نجاح بنسب معينة

ولم يقلل المختص بالشؤون التربوية محمد الحطاب من أهمية الفكرة، لكنه يرى أن نجاحها سيكون بنسب معينة كونها تحدث لأول مرة في قطاع غزة، ولقلة الخبرة لدى القائمين عليها وارتجالية البعض في عرضها.

وأوضح الحطاب في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن طلبة لصفوف التوجيهي (الثانوية العامة) اعتادوا على التعلم عن بعد منذ عشر سنوات تقريباً، حيث اعتادوا عليها في الإذاعات المحلية خاصةً إذاعة القدس، وتقنيات البث المباشر والبرامج المصورة والمتطورة، فهذه الإذاعات والمواقع قطعت شوطاً كبيراً في ذلك الأمر.

أما باقي الصفوف، فقد بين الحطاب أن الأمر مختلف حيث كانت فضائية الأونروا تبث دروساً لهم إلا أنها أغلقت منذ مايقارب سنة على الرغم من أنها كانت تجربة جيدة، لذا فهم بحاجة لوسائل للتعلم عن بعد تكون أكثر عملية وواقعية.

وشدد الحطاب على أن التعلم عن بعد يحتاج لإعداد جيد وتخطيط واكتساب خبرات مع توفير وسائل التكنولوجيا، متوقعاً أن يتم التركيز على الأمر من قبل كافة الجهات الحكومية والمختصة لكافة الصفوف التعليمية وليست فقط التوجيهي.

وحول إمكانية تطوير بث موحد لكافة الصفوف، أوضح الحطاب أن الوقت لن يسعف الجميع لتنفيذ ذلك، وتبقى الاجتهادات فردية حتى تنتهي الأزمة، مشيداً بالتجربة الفلسطينية في هذا الاطار وقال: تجربتنا رغم كل شيء متقدمة على الرغم أنها ليست مثالية".

وأجبر فيروس كورونا العالم أجمع على البقاء تحت الحجر الصحي في المنازل، حيث أعلنت الدول حالة الطوارئ ، مما شل مناحي الحياة من بينها التعليم.

 

 

كلمات دلالية