الحملة مستمرة وغدًا في مساجد الشمال

بالصور الغزيون يشعرون بالطمأنينة بعد تعقيم "ملائكة الرحمة" لمساجد المدينة

الساعة 11:50 م|13 مارس 2020

فلسطين اليوم

يراقب المواطن "أبو صالح" عن كثب مجموعة من الرجال يرتدون زياً أبيضاً ويحملون في أيديهم آلآت تعقيمٍ يتنقلون بين زوايا المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة، لترتسم البسمة على شفتيه بعد طمأنته من القائمين على حملة تعقيم المساجد ضمن إجراءات الوقاية والسلامة لمواجهة وباء كورونا القاتل.

اتخاذ كافة إجراءات الوقاية والسلامة والصحة العامة من تعقيم المنازل والطرقات والمساجد والأسواق ومراكز الشرطة والمؤسسات الخاصة والعامة والحدائق خطوة متقدمة باتت من أولويات سكان القطاع لمنع وصول وباء كورونا القاتل إليهم في ظل انتشار الوباء في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة (إسرائيل).

يُبعد أبو صالح الأطفال عن قطرات التعقيم المتساقطة التي يرشها المواطنان أحمد مطر ومحمد المبيض ضمن فريق عمل تطوعي من 12 شخصًا داخل المسجد العمري الكبير، ليفسح المجال أمام أعضاء الفريق لإكمال مهمتهم الطبية والوطنية والإنسانية كما قال.

وتهدف الحملة الوقائية كما يقول القيادي في حركة الجهاد الاسلامي الأستاذ محمد الحرازين  إلى طمأنة الناس وزرع السكينة في قلوبهم وأداء عبادة الله عز وجل دون معوقات أو تكهنات بوجود خطرٍ على حياتهم داخل المساجد" مؤكدا أنه يتم  تنفيذها من فريق تطوعي من جمعية أرض السلام الخيرية بالتعاون مع حركة الجهاد الإسلامي -اقليم غزة-.

وانطلقت الحملة بعد انتشار شائعات عدة ومحاولة من البعض لإبعاد الناس عن أداء عبادة الله داخل المساجد خاصة في دول الجوار، ليؤكد أبو عبد الله الحرازين، أن "المساجد عبارة عن أماكن يلجأ إليها المسلم في أوقات الكُربات والبلاء والخوف من الأوبئة والفيروسات الخطيرة والقاتلة للتقرب إلى الله عز وجل فهو الشافي والحافظ والقادر على كل شيء".

وأكد القيادي في حركة الجهاد الاسلامي محمد الحرازين، أن انتشار الوباء هو قدر من الله عز وجل، لكن يقع على عاتق المسلم أن يتخذ الأسباب ويضع الحذر نصب عينه ثم يتوكل على الله تعالى".

وتستهدف الحملة الوقائية كافة مساجد قطاع غزة -من بيت حانون شمالًا حتى رفح جنوبًا- التي تتبع لجميع الجهات المسؤولة من وزارة أوقاف وفصائل وجمعيات دينية.

يُسرع "أبو صالح" في خطواته تجاه فريق التعقيم حاملًا بيديه وعاء الماء، ليسأل المشرفين عن المادة المستخدمة في تعقيم المساجد ورائحتها الطيبة، وإذا كان باستطاعته الحصول على زجاجة يعقم بها منزله وحديقته خشية من الوباء.

تعقيم المساجد كإجراء وقائي لطمأنة المصلين يوم الج (32).JPG
 

المواد المستخدمة في حملة التعقيم

رغبة "أبو صالح" في الحصول على زجاجة من المادة الوقائية تعكس مدى رضى الناس على الحملة التي يقوم عليها الفريق التطوعي تحت اشراف سهم الحرازين الذي أكد على الاقبال الكبير من الناس لمشاهدة أعضاء الفريق أثناء تعقيم المساجد، وتلقيه اتصالات بالإشادة بهذا العمل ودعوته لتعقيم بعض الأماكن التي تكتظ بحركة الناس ومنها مراكز الشرطة.

وينقسم الناس إلى قسمين وفقًا لسهم الذي قال: "بعض الناس كانت متفهمة للحملة لكثرة اسئلتهم عن المواد المعقمة وطريقة الاستخدام وطرق الوقاية الأخرى لمواجهة الوباء القاتل، إضافة إلى أسئلة أخرى تتعلق بالزي المستخدم من قبل أعضاء الفريق وجهاز الرش".

أما القسم الثاني من الناس فكان فكاهيًا، أحدهم طلب أن يتم تعقيم جسده كاملًا بالمواد المعقمة، والأخر طالب تعقيم زميله ممازحًا له، وآخرون يتجمهرون حول الفريق يلمسون الملابس المعقمة وفقًا لسهم.

واستخدم فريق التعقيم مادة "ركسوجارد" المطهرة إضافة إلى الـ كلور مع تركيز 5% فقط، كما ارتدى أعضاء الفريق لباساً جلدياً معقماً بالكامل، وتمكنوا منذ الخميس الماضي من تعقيم نحو 94 مسجدًا في مدينة غزة، وستنتقل الحملة تدريجيًا لتشمل كافة مساجد قطاع غزة.

وستنطلق حملة تعقيم المساجد السبت (14/3) شمال القطاع، وفقًا للمشرف سهم الحرازين للعمل على بث الطمأنينة في نفوس المصلين، مشيرًا إلى أن حملة تعقيم المساجد ستستمر حتى تشمل كافة المساجد في القطاع.

وغادر المواطن "أبو صالح" المسجد العمري الكبير قبل انتهاء عملية التعقيم، مبتسمًا بعد حصوله على زجاجة مليئة بالمادة المعقمة في محاولة منه لرش منزله خشية من وصول وباء كورونا القاتل وطمأنة أطفاله وعائلته.

تعقيم المساجد كإجراء وقائي لطمأنة المصلين يوم الج (20).JPG
تعقيم المساجد كإجراء وقائي لطمأنة المصلين يوم الج (12).JPG
تعقيم المساجد كإجراء وقائي لطمأنة المصلين يوم الج (10).JPG
تعقيم المساجد كإجراء وقائي لطمأنة المصلين يوم الج (7).JPG
تعقيم المساجد كإجراء وقائي لطمأنة المصلين يوم الج (5).JPG
تعقيم المساجد كإجراء وقائي لطمأنة المصلين يوم الج (4).JPG
تعقيم المساجد كإجراء وقائي لطمأنة المصلين يوم الج (3).JPG
 

كلمات دلالية