الجهاد باتت المعادلة الصعبة في القضية الفلسطينية

دبلوماسي إيراني: لقاء قيادة الجهاد الإسلامي في موسكو دليل صعود الحركة عسكريا وسياسياً ودبلوماسياً

الساعة 01:53 م|13 مارس 2020

فلسطين اليوم

أكَّد السياسي والدبلوماسي الإيراني السابق الدكتور سيد هادي سيد أفقهي أنَّ زيارة وفد حركة الجهاد الإسلامي برئاسة الأمين العام القائد زياد النخالة للعاصمة الروسية "موسكو" ولقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعكس صعود الحركة على الصعيد العسكري والسياسي والدبلوماسي.

وأوضح سيد أفقهي في حوارٍ خاص مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنَّ دعوة موسكو لحركة الجهاد الإسلامي يعكس ثقلها العسكري والسياسي وتأثيرها في القضية الفلسطينية، مستشهداً بالمعارك الأخيرة التي خاضتها سرايا القدس الجناح العسكري للحركة.

والتقى وفد قيادي من «الجهاد الإسلامي» برئاسة الأمين العام للحركة، زياد النخالة، مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في العاصمة الروسية "موسكو".

وقالت حركة «الجهاد الإسلامي» إن «اللقاء تناول مجمل الأوضاع الفلسطينية خاصة ما يتعلق بما يُسمى صفقة القرن، وكذلك الوحدة الفلسطينية الداخلية».

وسبق هذا اللقاء اجتماع بين القائد النخالة ومستشار الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف.

وبيَّن سيد أفقهي أنَّ دعوة موسكو لحركة الجهاد الإسلامي واستقبالهم من أعلى الهرم الروسي الممثل بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يدلل على حجم وقوة تأثير الحركة، وأنها أصبحت عاملاً مهماً في القضية الفلسطينية والإقليم.

وأشار الدبلوماسي الإيراني إلى أنَّ الحكمة، والعقلانية، والكاريزما الدبلوماسية العالية، والفطنة السياسية التي تتمتع فيه قيادة حركة الجهاد الإسلامي، أكسبها احترام دول الإقليم ودول العالم، لافتاً إلى أنَّ الدول المجاورة لم تسجل أي ملاحظة على الجهاد الإسلامي بل حافظت على علاقات وطيدة معها، كونها من أكثر التنظيمات تأثيراً في الساحة الفلسطينية.

وقال: الجهاد الإسلامي في فلسطين يقدم خطاباً معتدلاً، وهو خطاب يجد صداه الواسع، إلى جانب أنها حركة تتمتع بديناميكية عالية، ما مكنها من التفاعل والتكيف مع جميع الظروف بشكل متزن.

وقال: إن دعوة موسكو لحركة الجهاد الإسلامي يضفي شرعية جديدة لحركات المقاومة الفلسطينية، وأنها حركات وطنية تعمل على تحرير الأرض والإنسان من براثن المحتل الإسرائيلي، وهو ما يكفله القانون الدولي والإنساني.

وأضاف: الدعوة الروسية للسيد زياد النخالة وقيادة الحركة، تحمل أهمية كبيرة، كون أنَّ زيارة موسكو تعطي انطباعاً واضحاً أمام العالم أنَّ الأخيرة تعترف بالمنظمة على أنها حركة تحرر وطني بفكر إسلامي معتدل، بخلاف ما تتهمها الولايات المتحدة و"إسرائيل" والمملكة العربية السعودية أنها منظمة إرهابية، كما قال.

ويرى أن الدعوة الروسية تهدف للاستماع من قيادة المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي حول رؤيتهم من الملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وموقفهم من رفض مشروع "صفقة ترامب"، الذي تفرضه الولايات المتحدة و"إسرائيل" من طرف واحد.

ويعتقد سيد أفقهي أن موسكو تريد أنْ تدخل إلى البوابة الفلسطينية من خلال عناوينها المعروفة والتي تلقى تأييدا في الشارع الفلسطيني، والتي لها تأثير قوي في القضية الفلسطينية، في محاولة لعدم ترك الساحة الفلسطينية للاستفراد الأمريكي، مرجحاً أن تقدم روسية مبادرة لمواجهة صفقة القرن المرفوضة فلسطينياً.

كما، ويرى أن موسكو تهدف من وراء لقائها قيادة حركة الجهاد الإسلامي الاستماع إلى آرائهم بشأن التوتر العسكري والميداني الذي ينشب مع الكيان من حينٍ لآخر، لافتةً إلى أنَّ الروسي يرغب في أن تكون يده مليئة بالأفكار ووجهات النظر من جميع الجهات الفلسطينية لمناقشتها مع الجهات ذات العلاقة.

وأشار إلى انَّ حركة الجهاد الإسلامي باتت تمثل المعادلة الصعبة في القضية الفلسطينية، مستشهداً بالضربات الموجعة الأخيرة التي تلقاها العدو الإسرائيلي، وإلى قدرة الحركة على ضرب العمق الإسرائيلي، وشل الكيان، ومسَّها بصورة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما أجبرته مرتين على الهروب إلى الملاجئ أمام وسائل الإعلام، قائلاً "شهدنا بعض المناكفات السياسية بين القاهرة وحماس بحكم ارتباط الأخيرة فكرياً بالإخوان المسلمين، لكن ذلك لم نراه مع الجهاد الإسلامي".

وذكر أنَّ اعتدال حركة الجهاد الإسلامي بأفكارها ومواقفها مكنها من الحفاظ على شبكة علاقات قوية مع جهات عدة في الإقليم، والظفر باحترامٍ كبير من دول عظمى وهو ما يبرر الدعوة الروسية الأخيرة.

وقال: حركة الجهاد الإسلامي لم يلتصق بها أي شبهة تجاه علاقاتها وأفكارها ومواقفها ورؤيتها من تطور الأحداث، وأكبر دليل علاقتها القوية مع طهران، وعلاقتها المتزنة مع دمشق، والاحترام المتبادل بينها وبين القاهرة، إلى جانب جهات أخرى.

وشدَدَ على أنَّ المبدأ الذي تعتمده موسكو في سياستها الخارجية تجاه القوى الفلسطينية هو الاتصال مع جميع الأطراف الفاعلة، لذلك فهي على تتواصل مع السلطة الفلسطينية وحركة فتح، وتتواصل مع المقاومة الفلسطينية مثل حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية والديمقراطية، وعلى المقلب الآخر تتواصل مع "إسرائيل" أيضا، مشيراً إلى انَّ الدبلوماسية الذكية لموسكو تتيح لها القيام بدور فعال في الوساطة بين مختلف الأطراف.

كلمات دلالية