خبر أسرى ذوو أحكام عالية وجثامين شهداء قضايا هل ستبقى خلف الستار في صفقة شاليط؟

الساعة 12:33 م|16 فبراير 2009

فلسطين اليوم- غزة(تقرير خاص)

ستة عشر عاماً من المعاناة مازالت تتذوق مرارتها زوجة الأسير سلامة مصلح من منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة، والمحكوم مدى الحياة، والتي تنتظر بفارغ الصبر إنهاء صفقة تبادل الأسرى لعلها تنهي معاناة طويلة باتت جزء من حياتها.

 

ففي التاسع من شهر أكتوبر عام 1993 كانت الزوجة على موعد مع فراق لم يكن أقصر من سنوات زوجهما الذي استمر عام واحد فقط لتعتقل قوات الاحتلال زوجها الذي كان يبلغ وقت ذات من العمر 24 عاماً، وتحكم عليه المحكمة الإسرائيلية مؤبد مدى الحياة.

 

تقول الزوجة التي مازالت تنتظر زوجها الذي يقبع حالياً في سجن نفحا الصحراوي، لتكمل معه سنوات عمرها المتبقية لـ"فلسطين اليوم":" لم ترد لنا إسرائيل الفرحة، فسلبتنا أحلى سنين زواجنا، حيث اعتقلت زوجي بتهمة مقتل إسرائيلي بعد استشهاد العمال السبعة الذين قتلوا في مجزرة عيون قارة عام 1990".

 

وأضافت سلامة، أنها زارت زوجها لآخر مرة في الثاني من شهر سبتمبر 2006، حيث منعت إدارة السجون الإسرائيلي ذوي أسرى قطاع غزة من زيارة أبنائهم بعد أسر الجندي جلعاد شاليط، مطالبةً بالتركيز خلال صفقة تبادل الأسرى على الأسرى ذوي الأحكام العالية، وأسرى 48، والقدس والمرضى والأطفال والنساء، فضلاً عن جثامين الشهداء في المقابر الأرقام الجماعية لدى إسرائيلي.

 

ولم تشفع إسرائيل لسلامة فقدانها زوجها فهدمت بيتها في جحر الديك خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، لتصبح بلا مأوى ولتمحي ذكريات عاشتها مع زوجها بين جدارن منزلهما لتقول صامدة وصابرة:"نحن الذين نبني البيوت والأوطان وليست هي التي تبنينا".

 

فالأمهات صابرات لفراق أبنائهم، وزوجات مازلن يذكرن الأيام التي عاشتها مع أزواجهن قبل الاعتقال، وسنين مرت على سجنهم ومازالت هناك سنوات عديدة تنتظرهم، فمازالت معاناة ذوي الأسرى من الأحكام العالية وأسرى الجولان والـ48 والقدس مستمرة.

 

أم فارس بارود (80 عاماً) والدة الأسير فارس الذي يقبع في السجن منذ 25 عاماً فقدت بصرها قبل أن تفقد بصيرتها وأملها في الإفراج عن ابنها المعتقل مدى الحياة ولا تطلب سوى أن تتحسس ملامح ابنها قبل أن توافيها المنية.

 

وتستمر مأسأة بارود والتي تعيش وحيدة في بيتها ومازالت تنتظر فارس ليعود لبيته وتحتضنه، لتشاركها المأساة نهال أخت الأسيرين بشر وصدقي سليمان المقت من الجولان، والمعتقلين منذ 1985 وتبلغ مدة محكوميتهما 27 عاماً.

 

وطالبت المقت في اتصال هاتفي مع "فلسطين اليوم" كافة الفصائل الوطنية بإدارج أسماء الأسرى من الجولان ضمن صفقة تبادل الأسرى، والتعامل مع قضيتهم بجدية ودقة، مؤكدةً أن العدو واحد والقضية واحدة، ويجب العمل الحثيث والمتواصل للإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين.

 

من ناحيته، أكد الباحث نشأت الوحيدي منسق الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية" لـ"فلسطين اليوم"، على ضرورة الإسرع في إتمام صفقة تبادل الأسرى، ضمن المعايير والشروط الفلسطينية لأن كل عائلة أسير تنتظر الإفراج عن ابنها الأسير حتى لو كان باقي على مدة محكوميته يوم واحد لأن الحرية ثمنها غالي.

 

وشدد الوحيدي على ضرورة الإفراج عن الأسرى القدامى، وذوي الأحكام العالية والمرضى وأسرى القدس والجولان والـ48، والنساء والأطفال والأشبال، مطالباً بتفعيل قضية مئات الأسرى الفلسطينيين والعرب الذين اختفوا منذ سنوات واعتبروا في تعداد المفقودين ما بين السجون السرية الإسرائيلية ومقابر الأرقام السرية.

 

ودعا الوحيدي كافة الفصائل الوطنية بالعمل على فتح ملفي المفقودين وجثث الشهداء المحتجزة منذ عام 1948، والمطالبة خلال صفقة تبادل الأسرى باسترجاع جثامين الشهداء حيث أن احتجاز رفات الشهداء من أكبر الجرائم الانسانية والدينية والقانونية التي ترتكبها إسرائيل وتتعمد في ذلك لإيذاء ذويهم وتعذيبهم كعقاب جماعي، في الوقت الذي تمنع فيه كافة القوانين الدولية واتفاقيات جنيف الرابعة احتجاز رفات الشهداء وتلزم إسرائيل بتسليمهم إلى ذويهم.

 

وبخصوص قضية التضامن مع الأسرى وذويهم، أكد الوحيدي على ضرورة تفعيل التضامن مع ذوي الأسرى وتوحيد كل الجهود من أجل دعمهم ومساندتهم وتلبية احتيجاتهم ورسم الابتسامة على شفاه أطفالهم، داعياً كافة القادة والمسؤولين وممثلي المؤسسات الحكومية والأهلية بالتضامن والوقوف مع الأسرى والمشاركة في الاعتصام الأسبوعي لذوي الأسرى.

 

وأشار الوحيدي، إلى ضرورة التحرك الفوري للكشف عن مقابر الأرقام السرية التي يوجد فيها الشهداء والتي تفتقر للمقومات اللائقة لدفن الموتى، حيث أن الكلاب تنهش جثث الشهداء، مما يسبب آلاماً ومعاناة لذويهم الذين يتوقون لمعرفة مصير تلك الجثث والإفراج عنها.

 

يذكر، أن الوحيدي بصدد الإعلان عن دراسة شاملة حديثة حول" مقابر الأرقام وملف المفقودين- جرائم حرب ضد الإنسانية" سيتم خلالها عرض أسماء وأرقام حول الشهداء والمفقودين من الفلسطينيين والعرب منذ عام 1954، مؤكداً ضرورة التعامل مع الأمر بجدية ودقة.