تفاصيل لن تمحى من الذاكرة.. تلك التي عاشها سكان مخيم النصيرات، عصر يوم الخميس 5/3/2020 ، جراء الحريق الضخم الذي التهم سوقاً بأكمله وأدى إلى كارثة حقيقة وضعت طواقم الدفاع المدني، أمام عجز وصدمة كون أن المصاب جلل، والطواقم والمعدات التي تمتلكها لن تساعدهم على اطفاء الحريق وانقاذ عدد كبير من المواطنين القريبين من المكان ، ليظهر في المكان وبصورة عاجل ، مضخات للباطون "مشافاه" التي مدت خراطيمها العالية بعد أن استبدلت الاسمنت بالماء ، وتقوم بإطفاء الحرائق بصورة أبهرت كل من تواجد في المكان .
معدات "المشافاه" التي كانت في المكان كان جزء منها يعود لصاحب مصنع باطون "الساهر" ساهر أبو الأعور ، الذي سرد بالتفاصيل ما حصل منذ اللحظة الأولى للحريق، حيث قال: منذ اللحظة الأولى التي سمعنا فيها بالحريق قمنا بتعبئة "المشافاه" بالمياه للمساعدة في إخماد الحريق وأخذنا كافة معدات الحريق.
وتابع أبو الأعور: " البداية كانت صعبة نظراً للكم الهائل من المواطنين الذين تجمهروا في المكان ، ولكن وبمساعدة الأجهرة الأمنية تمكنا من نصب المشافاه ، موضحاً أنه من قام باختيار الأماكن المناسبة لإطفاء الحريق وعدم انتشاره وخاصة بعد أن تفقد المنطقة .
وأوضح أن خراطيم المياه تصل لـ50 متر ، وتم وضع المشافاه في مكان قريب من دار المعاقين والعيادة وخاصة أن هناك بركس الاخشاب حيث وصلت النيران له ، فأطفأنا النيران قبل أن تصل المعاقين والعيادة .
لم تكن الأولى
وبين أبو الاعور، أن عملية إطفاء الحريق استغرقت من 4_5 ساعات ، موضحاً أن المصاب جلل والحريق كان ضخم جداً وواجبنا الوطني والديني هو الذي دفعنا للمساعدة في إطفاء الحريق .
وأشار أبو الأعور إلى أن حادثة إطفاء حريق النصيرات لم يكن الأول الذي نشارك في إطفاء حريقه ، حيث أننا شاركنا في السابق في إطفاء حريق مصنع كلوب في المنطقة الصناعية يومها تم ارسال المضخات لتلك المنطقة وإطفاء الحريق.
إعفاء من الرسوم
يشار إلى أن د. أيمن أبو سويرح رئيس بلدية الزوايدة توجه بالشكر لأصحاب مصانع الباطون على دورهم الكبير والمساهمة الفعالة في إخماد حريق فاجعة النصيرات.
وأكد رئيس البلدية أن ماقام به أصحاب مصانع الباطون يعد بمثابة وقفة تاريخية تنحني أمامها كل الهامات والقامات، وسيبقى هذا العمل الطوعي الإنساني خالداً في صفحات التاريخ، وهو ليس بغريب على أبناء شعبنا ووقوفه مع الجميع في أحلك الظروف وأصعب الأزمات.
وبناء على هذا الموقف المشرف الذي قدمه أصحاب مصانع الباطون في هذه الفاجعة الأليمة، قرر رئيس البلدية أعفاء أصحاب مصانع الباطون داخل نفوذ بلدية الزوايدة من الرسوم المستحقة عليهم والتي قدرت بنحو عشرة ألاف شيكل.