"فيروس كورونا" لأمهات الأسرى هم آخر

الساعة 12:26 م|09 مارس 2020

فلسطين اليوم

هم ليسوا كباقي البشر يخشون على حياتهم من عدوى "فيروس كورونا"، بل قلوبهم تحترق أكثر، وعقولهم أرهقها التفكير، والخوف على فلذات أكبادهم زادها حرقة، هم أهالي الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" الذين يخشون انتقال العدوى لأبنائهم.

فأهالي الأسرى في سجون الاحتلال يخشون على حياتهم من انتقال العدوى لأبنائهم في السجون، عبر جنود الاحتلال والسجانين وإدخال أسرى جنائيين إلى السجن، قد يكونوا مصابين بالفيروس.

وطالب أهالي الأسرى في السجون، منظمة الصحة العالمية والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بالضغط على الاحتلال "الإسرائيلي"، من أجل اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة في أقسام الأسرى لحمايتهم من الفيروس.

والجدير بالذكر، أن فيروس كورونا انتشر بشكل كبير في العالم أجمع انطلاقاً من الصين، وأصاب دول "إسرائيل" حيث أعلنت ما تسمى بوزارة الصحة الإسرائيلية عن أكثر من 40 "إسرائيلياً" وعزل أكثر من 70 ألف آخرين جلهم من جنود الاحتلال بسبب اشتباه إصابتهم بالفيروس.

فيما يصل عدد الأسرى في سجون الاحتلال إلى نحو (5000) أسير وأسيرة، بينهم قرابة (200) طفل، و(700) أسير يعانون من أمراض مختلفة، ومنهم أكثر من (200) يعانون من أمراض مزمنة وهم من ذوي المناعة الصحية المتدنية.

أم ضياء الأغا محكوم بالمؤبد ويمضي في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" منذ 18 عاماً، تخشى على حياة ابنها من الإصابة بمرض كورونا من خلال خلط سجانين وأسرى جنائيين مع الأسرى في الأقسام.

ووصفت الأغا "إسرائيل" بالمرض الكبير، التي لا تهتم بصحة الأسرى القابعين في السجون، حيث هناك المئات من الأسرى المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة، مطالبةً المؤسسات الحقوقية بالعمل على حماية الأسرى.

أم رامي عنبر والدة الأسير رامي، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر للوقوف وقفة جادة، لحماية الأسرى في السجون والاعتناء بهم وبصحتهم، وضمان عدم إصابتهم بالعدوى، خاصةً عدم إدخال الأسرى الجنائيين.

ولم تقلل من بشاعة الاحتلال وسجانيه بالاستمرار في التنكيل في الأسرى، وممارسة كل الانتهاكات بحقهم ولا سيما عدم الاهتمام بصحتهم وتعمد إصابتهم بالأمراض والفيروسات.

عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى، أعرب عن خشيته على حياة الأسرى في ظل الانتشار المتسارع لفيروس كورونا، خاصة بين جنود الاحتلال والسجانين، لافتاً إلى تزاد أعداد المصابين بين الإسرائيليين وممن وضعوا داخل الحجر الصحي.

وحمل فروانة، الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية عن نقل العدوى للأسرى في السجون خاصةً أنهم محجورين بشكل طبيعي، حيث يمكن أن ينتقل لهم عن طريق السجانين.

من جهته، دعا نادي الأسير، منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، من أجل اتخاذ أعلى درجات التدابير الوقائية في أقسام الأسرى، في ظل انتشار فايروس كوفيد- 19 ( كورونا) على نطاق عالمي واسع.

وأكد نادي الأسير أن إدارة سجون الاحتلال هي الجهة التي تتحمل المسؤولية عن صحة وحياة الأسرى، والمطالبة بتوفير الإجراءات اللازمة لهم، تحديداً مواد التعقيم والتنظيف، خاصة أن السجون أماكن مغلقة وغرف الأسرى مكتظة، عدا عن أن بعض السجون لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية تحديداً القديمة منها، والتي ساهمت على مدار السنوات الماضية وفي الأوقات الطبيعية في التسبب بأمراض أودت بحياة العديد من الأسرى.

ولفت نادي الأسير إلى أن إجراءات إدارة السجون التي فرضتها مؤخراً على الأسرى، ومنها تقليص مواد التنظيف، تهديد حياة الأسرى في ظل الأوضاع الراهنة، وبذلك فإنها تتحمل كامل المسؤولية عن حياتهم ومصيرهم.

كلمات دلالية