خبر فلتبقي في الخارج يا لفني.. هارتس

الساعة 10:36 ص|16 فبراير 2009

بقلم: عكيفا الدار

في ختام عملية "السور الواقي" بعد ان سيطر الجيش الاسرائيلي على مدن الضفة الغربية وفرضت حكومة شارون الحصار على ياسر عرفات، سألت وزير الخارجية شمعون بيرس كيف امكنه ان يؤيد تصفية السلطة الفلسطينية. "ما الذي تريده مني" رد نائب رئيس الوزراء، "فلتسأل الامريكيين لماذا وقفوا جانبا. هل تتوقع مني ان اعارض العملية التي اعطوها ضوءا اخضر"؟ ، وجهت السؤال بعد ذلك الى احد كبار المسؤولين في ادارة بوش. "كيف يمكننا ان نشجب عملية يقوم قائد (؟) معسكر السلام بتسويقها في العالم بينما يقوم وزير الدفاع بنيامين اليعيزر بالاشراف عليها من الداخل"؟.

هذه الحكاية توضح سبب قول بنيامين نتنياهو بأن تسيبي لفني ستكون اول من يتصل به بعد ان يكلفه بيرس بتشكل الحكومة. لو كان شريكه في جائزة نوبل ياسر عرفات منفحتا لاقتراحات العمل لضمه نتنياهو بكل سرور الى قائمة مؤيديه. هو تعلم من شارون ان بعض التوابل اليسارية تحسن من طعم الطبخة اليمينية التي يعدها. لفني قامت مع كونداليزا رايس بعمل ممتاز في قضية السلام. اية متعة كانت عندما روت للاصدقاء كيف اوضحت لهيلاري كلينتون بأن نتنياهو ينوي البقاء فعلا في الجولان ومخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين. عندما سيضغط براك اوباما على بيبي لازالة البؤر الاستيطانية، سيطلب هذا الاخير من لفني بأن توضح للرئيس الامريكي سبب ابقاء حكومة كاديما – العمل مع عمير بيرتس وايهود باراك هذه المشكلة له.

السؤال اذا ليس سبب عدم رغبة نتنياهو بتسيبي وانما ما الذي يوجد للسياسة التي كسبت لنفسها سمعة "امرأة المبادىء" لتبحث عنه في حكومته. قبل اقل من اسبوعين توجهت لـ "اولاد خريف 1973" قائلة: "هناك حمامة على النافذة. من الممكن اغلاق النافذة فتطير ومن الممكن فتحها وادخال الحمامة بحذر او دفع العملية السياسية". اولاد (1973) واولاد حروب (1967) و (1982) صدقوا انهم ان ادخلوا ورقة كاديما في صناديق الاقتراع فستدخل لفني الحمامة الى البيت وتنقذها من يد بيبي وليبرمان.

استطلاعات تجريها شركة "الموجة الجديدة" بطلب من طاقم مبادرة جنيف تظهر ان كاديما يدين بتقدمه لهؤلاء الاشخاص. خلافا للانتخابات السابقة حيث وضع فيها ناخبو كاديما انفهسم في الوسط في كل القضايا السياسية – بين الليكود والعمل – قال هؤلاء عشية الانتخابات الاخيرة ما يلي:_ انهم مع استمرار عملية التفاوض حول التسوية الدائمة (70% مقابل 45% من ناخبي الليكود) وعبروا عن تأييدهم للانسحاب حتى خطوط 1967 مع تعديلات طفيفة وتبادل للمناطق وتقسيم القدس والعودة المحدودة للاجئين وفقا لقرار اسرائيل (63%).

ان التقطت لفني صورة مشتركة في مقر رئيس الدولة مع نتنياهو وبني بيغن فهذا يشير الى ان شيئا لم يحدث منذ ان تركت صفوف الليكود. هؤلاء الاشخاص الاخيار سيسخرون منها. وماذا سيقول شركاؤها في رام الله الذين يتشبثون بما تبقى من العملية السياسية باظافرهم؟ وهل "الانفجار الاكبر" الذي وعد به رامون هو التحاق كاديما بحكومة يتوسطها افيغدور ليبرمان؟ تاريخ الحكومات الممسوخة التي حظيت باسم "حكومة الوحدة" عن طريق الخطأ يشير الى ان اي حزب لم يصل الى الحكم من خلال موقع قيادي ثانوي وانما فقط بعد فترة برود فاصلة واعادة بناء لصورته في المعارضة. الاهم من ذلك ان التاريخ يدحض الادعاء البالي بان وجود سياسيين معتدلين (كل شيء نسبي) في هذا الموقع يخدم مصلحة توازن السفينة. كل الاتفاقيات السياسية الهامة انجزت في ظل حكومات الليكود او العمل.

لفني اطلقت في خطاب "الحمامة على النافذة" تحديا لشعب اسرائيل عندما دعته للاختيار بين دولة يهودية او دولة ثنائية القومية، بين دولة الخوف ودولة الامل، بين دولة مبادرة ودولة انجرارية. اي الاختيار بينها وبين كل من سواها. هذا التحدي كله من نصيبها الان. من المحظور عليها ان تنضم لحكومة نتنياهو.