من "بشائر الانتصار" حتى "بأس الصادقين" ... حكاية الردع وتثبيت المعادلة

الساعة 09:58 ص|09 مارس 2020

فلسطين اليوم

في التاريخ الفلسطيني لا يمر يوم دون أن يحمل في طياته صفحة من صفحات العز والفخار، وليس التاسع من آذار 2012 بعيدا عن هذا السجل الطويل من سجلات الانتصار للمقاومة الفلسطينية، فقد سطرت سرايا القدس أروع ملامح البطولة في معركة أطلقت عليها "بشائر الانتصار".

ويصادف اليوم التاسع من مارس الذكرى السنوية الثامنة لمعركة بشائر الانتصار، والتي تأتي ردًا على جرائم الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة والقدس المحتلتين والتي كان آخرها اغتيال أمين عام لجان المقاومة الشيخ زهير القيسي "أبو إبراهيم"،

الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم قال لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن هذا التاريخ سيبقى محفورًا بالذاكرة، مؤكدًا أن سرايا القدس تركت بصمة واضحة في معركة بشائر الانتصار ضد العدو الصهيوني، في حين كانت سرايا القدس رأس حربة في الرد الأولي على جرائم الاحتلال وعلى جريمة اغتيال الشيخ أبو إبراهيم القيسي.

وأضاف البريم، أن الجهاد الإسلامي أكدت أن الاحتلال لا يمكن أن يكسر المقاومة الفلسطينية كون أن سرايا القدس دخلت وحدها في معركة لتقودها بإمكاناتها المتواضعة مقارنة مع إمكانات العدو، ووجهت رسالة قوية جدا حول بأس المقاوم الفلسطيني وإرادة القتال لدى المقاومة الفلسطينية مجتمعة ولدى كل فصيل على حدة.

وأشار إلى أن معركة "بشائر الانتصار" بداية لسلسلة من المعارك التي خاضتها سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية، لا سيما أنها أسست للتطور النوعي لأداء المقاومة، لافتًا أن إمكانات المقاومة هي في تطور وفي مسار تصاعدي.

وأوضح البريم أن العدو الصهيوني تحدّث في المعركة عن مفاجأة التوقيت ومفاجأة سرعة الجولة ومفاجأة الإمكانات المستخدمة ومفاجأة المجال والنطاق والمدى الصاروخي الذي استخدمته سرايا القدس آنذاك، مشيرًا إلى أنها تشبه لحد كبير معركة "بأس الصادقين" من حيث قيادة المعركة ومفاجأة العدو.

وشدد البريم في حديثه على أنه "كلما استطاعت المقاومة الفلسطينية امتلاك زمام المبادرة في الجولات وكلما كان قرار الرد على جرائم الاحتلال قرار ميداني ومباشر ومفاجئ للعدو كلما استطاعت امتلاك القدرة على اتخاذ قرار إنهاء المعركة"، مبينًا أن السرعة التي دفعت الاحتلال بالتواصل مع الوسيط المصري لعدم تدحرج الجولة لمعركة مفتوحة لا يتوقعها الاحتلال إلى جانب عدم جاهزيته لمواجهتها.

كما أكد أن سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية تعملان على تطوير أدائهما في الميدان من أجل مفاجأة هذا العدو دوما ومن أجل الدفاع عن شعبنا ومن أجل أن تصبح المقاومة رقم صعب في معادلة الاشتباك.

وتابع البريم: "في ذكرى معركة بشائر الانتصار وفي ذكرى معارك الشعب الفلسطيني منذ الشيخ القسام مرورًا بعبد القادر الحسيني وصولًا لمسيرات العودة كل هذه المسيرة النضالية الطويلة، وبأس الصادقين ليست آخر المعارك"، مؤكدًا على مشروعية العمل المقاوم في أي وقت وتحت أي ظرف.

وبيّن المتحدث باسم الجهاد، أن المرحلة القادمة ستتركز على إعادة تركيب الخط المقاوم في فلسطين على قاعدة أولوية مواجهة هذا الاحتلال، مؤكدا التمسك بقاعدة الرد على جرائم الاحتلال بالرد المباشر بإجماع فصائل المقاومة وترجمة الوحدة الميدانية على قاعدة تثبيت القواعد.

وعن استمرار تهديدات الاحتلال لقادة المقاومة قال: "نحن نتعامل مع عدو غدار وماكر لا أمان له، والتهديدات لن تثنينا عن مواصلة طريق الشهداء طريق فتحي الشقاقي وياسر عرفات واحمد ياسين وأبو علي مصطفى وأبو عطايا".

وخاضت سرايا القدس معركة بشائر الانتصار بتاريخ 9/3/2012 ردًا على اغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشيخ زهير القيسي وامتدت المعركة لأربعة أيام ودعت سرايا القدس خلالها 14 شهيداً من خيرة قادتها ومجاهديها الميامين وهم: "عبيد الغربلي ومحمد حرارة وحازم قريقع وشادي السيقلي وفايق سعد ومعتصم حجاج وأحمد حجاج ومحمد المغاري ومحمود نجم ومحمد الغمري ورأفت أبو عيد وحمادة أبو مطلق وبسام العجلة ومحمد ظاهر"، الذين ارتقوا في عمليات استهداف صهيونية متفرقة في قطاع غزة.

كما دكت السرايا حصون المحتل بـ185 صاروخ وقذيفة، من ضمنها 91 صاروخ جراد و39 صاروخ قدس و 24 صاروخ 107 و31 قذيفة هاون، أوقعت عشرات الإصابات المتوسطة والحرجة في صفوف المغتصبين الصهاينة، كما الحقت دماراً هائلاً وجسيماً بالمباني والمملكات ومراكز المدن الصهيونية.

 

كلمات دلالية