تحليل: ليبرمان قرر الإطاحة بنتنياهو بكل ثمن

الساعة 01:24 م|08 مارس 2020

فلسطين اليوم

رأى مركز أطلس للدراسات "الاسرائيلية" أنه و بعد ثلاث دوراتٍ انتخابية، فإن أحجية مَن يُشكّل الحكومة لا زالت على حالها، وبرغم تقدم "الليكود" ومعسكر اليمين؛ إلا أنه لا زال بعيدًا بثلاثة مقاعد، ثلاثة مقاعد على قلتها إلا أنها قادرة على إبعاده نهائيًا عن كرسي الحكم في هذه الدورة، وهذا بفعل الأغلبية البسيطة؛ أغلبية الـ 62 مقعدًا التي يحظى بها المعسكر الآخر، والذي هو عبارة عن مزيج متنافر وغير متجانس يجمع العنصريين والعرب واليسار والمستوطنين، على هدف واحد وهو إسقاط نتنياهو.

و وفقاً لتحليل اجراه المركز أنه من الواضح أن الكراهية التي تملؤ ليبرمان على نتنياهو أقوى بكثير من ثوابته ومواقفه السياسية، حيث كان من المنطقي تمامًا - بحسب الحسابات السياسية - أن يُسلّم ليبرمان بالخسارة وبفوز نتنياهو وأن ينضم إليه في حكومته، لا سيما وأن معسكر غانتس يجد صعوبة بالغة لتشكيل حكومة. وكان ليبرمان قد وعد جمهوره بأنه سيعمل كل ما بوسعه لعدم الذهاب لانتخابات رابعة، لكنه فاجأ الجميع عندما أعلن انضمامه لخطوات "أزرق أبيض" في عدم تمكين نتنياهو من تشكيل الحكومة، وهو الآن يتحدث عن أغلبية ضد نتنياهو؛ أغلبية تستند إلى أصوات القائمة المشتركة، وهذا يُعتبر تغيرًا نوعيًا لدي ليبرمان.

و أوضح أن التغير النوعي الكبير حدث أيضًا لدى "أزرق أبيض" كما حدث لدى ليبرمان، فكلاهما اتخذا قرارًا بالسير في خطواتهم ضد نتنياهو حتى بثمن التحالف مع المشتركة، واعتبار ذلك جزءًا من مشروعية العمل الديموقراطي الذي تجيزه القوانين، وهذا ما قاله غانتس "سنعمل بكل الطرق القانونية لعدم تمكين نتنياهو من تشكيل حكومة"، وبالأمس أعلن غانتس في خطابه "اتخذت قرارًا بتشكيل الحكومة" وأظهر جرأة أكبر من السابق في كسر الطابو الصهيوني، الذي كان لقبل أيام يتمسك به، وهو الأغلبية اليهودية وعدم مشروعية الأصوات العربية.

و أضاف: "بعد ثلاث جولاتٍ انتخابية، يبدو أن كلًا من ليبرمان وغانتس وجدا أنه لا مفر من الاعتماد على الأصوات العربية، على الأقل لتمرير قوانين تمنع شخص نتنياهو المتهم من تشكيل حكومة".

و بحسب تحليل المركز، فمن الصعب التفكير بأن غانتس سيتمكن من تشكيل حكومة، فحتى الأصوات العربية الخمسة عشر ليست جميعها جاهزة لدعمه، كما أن لجميع العرب شروط كي يرفعوا أيديهم بالموافقة أو حتى بالامتناع؛ شروط لن يستطيع التعايش معها حتى من هم على يسار عوفر شيلح من حزب لبيد، فما بالنا بليبرمان ويعلون ويمين "أزرق أبيض".

و وفقاً للتحليل،فإن الاعتقاد هو بأن تكتيك "أزرق أبيض" مع ليبرمان يهدف إلى استثمار أغلبية المعسكر المعارض لنتنياهو داخل الكنيست لتمرير بعض القوانين والقرارات، وفي مقدمتها تعديل قانون أساس تشكيل الحكومة بإضافة بند صغير يؤكد على أن عضو الكنيست الذي صدر بحقه لائحة اتهام لا يحق له تشكيل حكومة، وأن يتم تطبيق القانون بأثر رجعي، وهو ما يعني أنه ووفق هذا القانون لا يُمكن لنتنياهو تشكيل حكومة، بالإضافة إلى استبدال رئيس الكنيست الحالي ادلشتاين بآخر من "أزرق أبيض"، وتشكيل بعض اللجان واستبدال رؤسائها، وبذلك فإن معسكر غانتس سيظهر أغلبية و"الليكود" ومعسكره كأقلية.

و خلًص التحليل الى أنه قد بات من الواضح أن ليبرمان حسم أمره ضد نتنياهو، وأنه في حال لم يستطيع "الليكود" استقطاب ثلاثة أعضاء كنيست من المعسكر الآخر؛ فإن نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة، ليس هذا فحسب؛ فقد يُحرم قانونيًا من تشكيلها وقد يمتلك غانتس زمام المبادرة، وستكون إسرائيل بين خياريْ نجاح غانتس في تشكيل حكومة مؤقتة أو الذهاب لانتخابات رابعة لا يكون نتنياهو فيها مرشحًا لرئاسة الحكومة عن "الليكود".

كلمات دلالية