بالفيديو الجنود المجهولون في حريق النصيرات!

الساعة 05:16 م|07 مارس 2020

فلسطين اليوم

لا وقت لكي تفهم، كل شيء متداخل مع بعضه، صراخٌ هنا، نواحٌ هناك، ريحٌ باردة تتلوها نارٌ حارقة، قبل أن يلتهم الدخان كل شيء، فلم يعد ذلك الرجل قادرًا على رؤية شيء من مركبته التي تقف على الجانب الآخر، سوى أولئك الفارين من الموت، والنار تطاردهم.

أمسك الرجل هاتفه وعيناه شاخصتان لا تصدقان المشهد المرعب، صرخَ بالعمّال لكي يحضروا بسرعة جميع المركبات الخاصة بالبناء، لكي تساعد في إطفاء الحرائق من خلال ارتفاعها الكبير، وهذا ما فعله أصحاب محطات بيع المياه تباعًا.

وقفت عربات البناء بارتفاعها الشاهق، فيما صعد المتطوعون والمكلومون من مخيم النصيرات يشاركون رجال الدفاع المدني في محاولة إطفاء النار التي التهمت منطقة السوق المركزي في المخيم، بعد انفجار أطنان من الغاز الخاص بأحد المخابز.

محطات مياه سخرت عرباتها لتمد رجال الإطفاء والمتطوعون وعربات "الباطون" بالمياه والأمل بتدارك الأمر، لكنّ الدخان كان يبتلع الماء ويزداد كثافة، فيما لم يُعرف بعد ماذا يخبئ بداخله من أوجاعٍ في أكثر منطقة في المخيم اكتظاظًا.

كل من في المكان يجري مكالمات طارئة، ينادي ويصرخ في كل من يستطيع المساعدة، جاءت درجات نارية، و "تكاتك" وسيارات، تخطف الناس بلمح البصر لتضعهم في قلب مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح.

بعض أبناء المخيم غرق بالدخان محاولًا سحب أحدهم من الداخل، فهم يعلمون أنهم تركوا أخوة وجيرانًا وأحباءً وأصدقاء في "الثقب الأسود" الغارق بالدخان والنار، منهم نجح بانتشال المصابين، ومنهم من تحوّل لمصاب.

سريعًا هبَّ أبناء المقاومة ليقفوا مع أخوتهم ويعاونوهم في إنقاذ أبناء مخيمهم، ولولا كل ذلك التكاتف والعطاء العظيم من شعب اعتاد على التضحيات، لكان الأمر أكثر ألمًا ولكانت الفاجعة امتدت لأكثر من ذلك بكثير.

من حجم الصدمة التي أدت إلى وفاة 11 مواطنًا وإصابة العشرات بحروق متخلفة منهم حالات خطيرة، لم يلتفت الكثيرون إلا حقيقة إنقاذ الموقف من أبناء مخيم النصيرات ومن عاونهم من طواقم رسمية وشعبية، لكن الجميع شهد لهم بعد ذلك بمدى النخوة والشجاعة والتكاتف.

وأدى انفجار في صهريج للغاز تابع لأحد المخابز في مخيم النصيرات إلى حريق كبير طال معظم منطقة "الدوار" أو منطقة السوق، ودمّر المحلات والسيارات القريبة وظل ممتدًا ليصل مخزنًا للأخشاب والكثير من البسطات.

ومن الأسماء التي قدّم لها المخيم الشكر عقب الحادثة على منابر المساجد وفي جميع التجمعات: " شركة جولس للباطون، شركة ابو مزيد للباطون، محطة النجوم للمياه، محطة غراب للمياه، وأصحاب عربات المياه، والكثير من النماذج الشبابية الشجاعة والباسلة".

وبحسب المتابعات فتم إحصاء الأضرار المادية في السيارات والمحلات والبسط بمبلغ قارب 4 مليون دولار، وكانت أعلى الخسائر في مخازن الرزي للأخشاب بتكلفة 2.5 مليون دولار.

كما شُكلت لجنة مشكلة من الحكومة في غزة للتحقيق في الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحريق، ولمتابعة كيفية تخزين كل هذا الكم من الغاز بين المحلات والمتاجر المأهولة، مما يعرض حياة المدنيين للخطر.

 

 

كلمات دلالية